بيروت | Clouds 28.7 c

بعد إطلاقه صاروخ سام على مسيّرة إسرائيلية صواريخ حزب الله تحت مجهر جنرالات إسرائيل وتخوف من ضربات جوية - القدس المحتلة/أحمد حازم

مجلة الشراع 28 شباط 2021

 

نسمع في الآونة الأخيرة تصريحات نارية من السيد حسن نصر الله موجهة لإسرائيل، وتصريحات مضادة من قيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية تحذر فيها حزب الله من القيام بأي عمل عسكري ضد الدولة اليهودية. ويبدو أن هذه التصريحات شبيهة بما يسمى في اللغة العسكرية قواعد الإشتباك المحددة في مبدأ قانون التمييز أثناء الحروب المتعارف عليه دوليا عبر الاستهداف العشوائي،  

الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق باستمرار في الأجواء اللبنانية متحدياً لبنان الرسمي الذي  يغض الطرف عن هذه التحليقات الانتهاكية لأجواء لبنان، الذي لا يجد سوى الأمم المتحدة للإحتجاج إليها على هذا الانتهاك الإسرائيلي.  حزب الله أراد أيضاً الخروج عن صمته. ففي الثالث من هذا الشهر،أطلق حزب الله صاروخ أرض جو من طراز (سام) على طائرة استطلاع إسرائيلية ذاتية القيادة فوق جنوب لبنان، رغم أن هذه المهمة هي من مهام الجيش اللبناني. حزب الله وعلى ما يبدو أراد من وراء هذه العملية توجيه رسالة إلى إسرائيل بأن الحزب على يقظة وأن باستطاعته الرد على انتهاكاتهم للأجواء اللبنانبة.

إسرائيل ورغم ذلك، ومهما تكن دوافع حزب الله اعتبرت عملية إطلاق الصاروخ تحدي لها، وتحذير من إمكانية شن ضربات جوية مستقبلية، خصوصاً وأن إسرائيل  تخترق الأجواء اللبنانية باستمرار بمسيرات وطائرات مأهولة بهدف رسم خارطة للأراضي اللبنانية، التي يستخدمها حزب الله لبناء قواعد إطلاق للصواريخ،

ولكن كيف ينظر جنرالات إسرائيل إلى قيام حزب الله  بإطلاق صاروخ على مسيرة إسرئيلية؟  الجنرال المتقاعد يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث بمديرية المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي يرى "أن ما حصل قد يكون مجرد حادث عابر أراد من خلاله  حزب الله  إبعاد تلك الطائرة من منطقة حساسة بالنسبة لها وإن إطلاق الصاروخ لا يعتبر مؤشرا على حدوث تغيير جوهري في استخدام حزب الله لأسلحته، بدليل أن الجيش الإسرائيلي لم يرد، إذ يبدو أن إسرائيل تتبنى نهج الترقب لتحديد ما إذا كان حزب الله قد غيّر أجندته بشأن تحدي النشاط الجوي الإسرائيلي فوق لبنان"

محللون عسكريون إسرائيليون يرون أن إسرائيل من حق طيرانها الحربي القيام  بطلعات جوية، لأنها على قناعة تامة بأن هذه الطلعات هي ضرورية  لجمع المعلومات الاستخبارية في لبنان، شاء حزب الله أم لم يشأ، وفي النهاية فإن الحزب قبل بالأمر الواقع وإذا سعى لتغيير ذلك، فقد يؤدي إلى حدوث تصعيد. لكن الجنرال كوبرفاسر يعتقد أنه  من السابق لأوانه تحديد نيّة حزب الله للدخول في حرب مع إسرائيل.

الخبير العسكري الإسرائيلي  تال ليف- رام ذكر في مقال نشرته صحيفة "معاريف"  مقتنع بأن حزب الله سيحصل في النهاية أو أصبح لديه صواريخ تهدد إسرائيل. ولذلك يعترف في مقاله:"أن حزب الله سيكون لديه في نهاية المطاف أسلحة محددة تشكل تهديدا عسكريا استراتيجيا كبيرا لأمن إسرائيل، ومع تقدم الحزب في هذا المشروع الصاروخي، ستزداد معضلة صناع القرار الإسرائيلي"..

حتى أن الخبير العسكري الإسرائيلي نفسه يعتقد بوجود عدة سيناريوهات محتملة لإشعال حرب بين حزب الله وإسرائيل فقد قال في مقاله " أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أن الحزب يستعد لأيام محدودة من القتال، ربما على غرار جولات التصعيد المألوفة في قطاع غزة، وقد يتطور يوم المعركة هذا بعد إسقاط ناجح لطائرة بدون طيار، أو إطلاق قذائف هاون على إسرائيل، ردا على حادثة وقعت في سوريا، والعديد من السيناريوهات المحتملة الأخرى". لكنه من جهة ثانية يرى أن الافتراض باستعداد حزب الله  لخوض أيام عديدة من القتال، كتحدي لإسرائيل  "هو شبه امستحيل، لأنه من الصعب السيطرة على ارتفاع ألسنة اللهب بعد وقوع حادث خطير على الحدود"

تحليل الخبير العسكري تال ليف رام  تؤيده شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، التي  لا تتوقع نشوب حرب واسعة إنما احتمال وقوع اشتباكات محدودة مع حزب الله على الحدود، وأن حزب الله يهمه  في السنوات الأخيرة، خلق معادلة يرد ‘بموجبها على أي هجوم يتعرض له أحد عناصره وذلك باستهداف جنود إسرائيليين،

تصريحات السيد حسن نصر الله والتي كثيراً ما نسمعها في خطاباته من أن إسرائيل ستدفع الثمن غالياً إذا ما قامت بشن حرب على حزب الله، يعير لها جنرالات إسرائيل أهمية كبيرة. ويرى هؤلاء الجنرالات أن تصريحات نصر الله لم تأت من فراغ "لأن حزب الله واصل عملية التسلح وعززها خلال الفترة الماضية، ويواصل الدفع باتجاه إتمام مشروع تحسين دقة الصواريخ، استعدادًا لمواجهة محتملة مع إسرائيل". لكن التقديرات العسكرية الإسرائيلية من جهة ثانية ترى أن عدد الصواريخ الدقيقة التي بحوزة حزب الله"لا تؤثر على ميزان الردع في هذه المرحلة".

بشكل عام يرى القادة العسكريون الإسرائيليون أن العام الحالي هو عام ترقب في الشرق الأوسط، والجميع ينتظر التغييرات المتوقعة قي الإستراتيجية الأمريكية التي قد تتخذها الإدارة الجديدة وقد يكون حزب الله جزءأً من هذه التغييرات.

 

 

الوسوم