بيروت | Clouds 28.7 c

لو كان البابا يعرف.. لقالها!! / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 8 شباط 2021

التناغم بين البابا فرنسيس والبطرك الماروني بشارة الراعي والرئيس ايمانويل ماكرون قائم بشكل جدلي ومنظم ...

الراعي يطرح الحد الاقصى من المطالب التي تعني انقلاباً دستورياً فعلياً باستحضار دول العالم والامم المتحدة رسمياً الى لبنان لحلّ الازمة اللبنانية بينما نظّم حافظ الاسد الانقلاب الكامل على الدستور اللبناني والعالم حين بلفه بحاجة هذاالعالم الى ادخال قواته الى لبنان لمنع استمرار الحرب غير المنظمة بين المنظمات الفلسطينيية والعدو الصهيوني ..

البابا فرنسيس يدعم الطريق الى هذا الانقلاب بالحديث عن امكانية انهيار لبنان بسبب اوضاعه الحالية، ولعل البطرك الراعي هوالذي اوصل الصورة المأساوية لحال اللبنانيين ووطنهم الى مرجعه الديني الاعلى وقدم له كل المعلومات التي جعلت البابا يتحدث بهذا الخوف عن لبنان ويقيناً لو كان البابا يفهم او مرّ في تاريخه حكاية الثّلث المعطل لطرحها امام الملايين يوم الاحد الماضي!

وما ان دعا البطرك وحذر البابا حتى تحرك ماكرون نحو زيارة قيل انها ستكون لدولة الامارات والمملكة السعودية.. لماذا؟

مفهوم ان زيارة سعد الحريري الى باريس لاهدف اساسي لها سوى حثّ رئيس فرنسا على متابعة جهوده لإنقاذ لبنان التي بدأها في مئوية تأسيس لبنان في 1/9/2020

واذا كان بدء تعثّر وساطته التي انطلقت ايجابياً بترشيح الحريري نفسه جاء بعد عقوبات اميركا على علي حسن خليل ويوسف فنيانوس في عهد دونالد ترامب كأنها عقوبات جديدة اضافية على ايران نفسها وفق التفسير الاميركي لطبيعة هذه العقوبات زائد عقوباتها على جبران باسيل..  فإن تصوّر ان مجيء بايدن الى البيت الابيض في اميركا واحتمالات بدء حوار اميركي ايراني سيشمل فيما يشمله لبنان يجعل تحرك ماكرون يسابق الحوار الاميركي - الايراني ..

ويحتاج ماكرون جهود السعودية والامارات تحديداً لدعم الحريري لأن الرجل محلّ اجماع دولي اميركي - فرنسي - روسي ومحلي (عدا صاحبا نظرية الثّلث المعطل اي عون وصهره الصغير) وها هو يحتاج الى دعم عربي وهو يحاوله مع مصر والامارات ويبدو انه نجح فيهما ولم يسمع اي اهتمام سعودي به حتى الآن وهذا ما يحاوله ماكرون منذ فترة وسيحاوله من جديد في الرياض..

والجميع يذكر كيف انقذ ماكرون الحريري من اسره قبل عدة سنوات..

فهل ينقذ تركيبته الحكومية من أسر بعبدا اليوم بهذا الكم من الضغوط على ساكنه محلياً من البطرك وكاثوليكياً من اعلى مرجعية للموارنة في العالم وعالمياً بتحرك ماكرون قبل ان تقع الفأس بالرأس باتفاق اميركي مع ايران يشمل لبنان على حساب الموارنة؟

وهل يلوح الراعي بمؤتمر دولي حول لبنان لقطع الطريق تفاهم ايراني - اميركي لتسليم لبنان الى ايران شبيهاً بتسليمها اياه لحافظ الاسد عام 1976 ؟

واذا كان الثمن الذي قبضته اميركا يومها هو خنق ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان خدمة لاسرائيل فسلمت لبنان للاسد الاب، فما هو الثمن الذي ستقبضه اميركا من ايران مقابل تسليمها لبنان؟

خصوم ايران يعتقدون ان الثمن هو سلام حقيقي مع العدو الصهيوني يمكن ان ينطلق من تحديد الحدود البحرية للوصول الى البرية بإسم تقاسم النفط والغاز في الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وفلسطين ..

فرنسا واوروبا وبعض العرب الذين كانوا تخلوا عن لبنان لهذه الصفقة حتى دام احتلال لبنان من قبل آل الاسد 30 سنة وما كان ليخرج هذا الاحتلال الا بدم الحريري.. يعتقد البعض انهم يتحركون اليوم لمنع صفقة مشابهة بدعم تشكيل الحكومة بواسطة سعد الحريري وتجاوز الثلث المعطل الذي يتمسك به ميشال عون مراهناً على عناده الشخصي الذي يعتقد انه اوصله الى الرئاسة بعد انقلابات جذرية في مواقفه استغرق اكتمالها لتأتي ثمارها نحو سبعة عشر عاماً..

فهل يملك عون سبعة عشر عاماً جديدة تسمح له بتموضع جديد مختلف عما سبق ليوصل صهره الصغير الى الرئاسة؟

وهل يكون العقد الجديد الذي يطرحه الصهر هو طريقه الى الرئاسة حتى لو كانت الرئاسة مقتصرة على البترون وجزء من جبل لبنان؟

لاحظوا تكاثر الحديث عن عقد جديد ومؤتمر دولي حول لبنان وتلزيم اميركي جديد للبنان وكله يتم استحضاره بعلّة الثلث المعطل!

ألم نقل لكم لو كان البابا فرنسيس يعرف معنى هذا المصطلح لكان ضمنه عظته الاسبوعية!

 

حسن صبرا

الشراع في 8/2/2021

الوسوم