بيروت | Clouds 28.7 c

لقمان سليم.. جريمة غامضة؟

مجلة الشراع 4 شباط 2021

لعله ابرز ناشط سياسي مر في تاريخ العمل العام من ضفة الخصومة بل العداء الكامل لحزب الله في لبنان..

وكان انصار الحزب يعتبرونه واحداً من شيعة السفارة الاميركية كصفة لاحقت كل شيعي عادى الحزب سواء كان اعلامياً او سياسياً او ناشطاً في  مجالات مختلفة وتحت عناوين متعددة.

  بداية القول،

 ان قتل لقمان سليم هو جريمة نكراء لا يمكن الصمت عنها اوالشماتة فيها او تقبلها، بل ان المطالبة بكشف كل ملابساتها هو واجب اخلاقي وقانوني ووطني وانساني..

 لقمان سليم ليس من شيعة السفارة بل يمكن القول ان السفارة الاميركية في لبنان هي في مكتب ومنزل وحركة لقمان سليم..

هو لا يذهب الى السفارة الاميركية في بيروت او عوكر بل ان من في عوكر سواء كان سفيراً او ملحقاً او مخبراً هم رواد الامكنة التي يعتمدها لقمان مقرات لنشاطاته!

الى هذا الحد كان لقمان مقرباً من الاميركان موثوقا من الادارات الاميركية المتعاقبة ومن كل مؤسساتها فهو يستقبل سفيرها في لبنان في عرين حزب الله في الغبيري حيث دار الاهل الموروث من والده النائب الراحل المحامي الذي كان صاحب موقف لا ترضى عنه اغلبية الشيعة عندما كانت ترفع رايات عبد الناصر والعروبة في لبنان..

 وهو ابن سيدة مرموقة من عائلة اقطاعية مصرية هي السيدة سلمى مرشاق التي جرت مصادرة املاكها في مصر ايام جمال عبد الناصر ونقلت الام والاب عداء العائلة لجمال عبد الناصر ونهجه الاشتراكي، وكان محمد حسنين هيكل يعتمد مكتباً ومنزلاً له في عمارة مرشاق المطلة على النيل خلف فندق شيراتون - القاهرة ..

كان لقمان سليم يدخل الكونغرس الاميركي كأحد اعضائه وكان صديقاً لوزير خارجيتها في عهد باراك اوباما جون كيري، من هنا فقد كانت مكانة لقمان سليم في اميركا تعطيه اهمية أن يزوره سفراء اميركا في لبنان وكبار موظفي السفارة..

وقد بلغت اهمية مكانة لقمان سليم حداً جعلت اقرب القوى السياسية اللبنانية لاميركا تعتبر الرجل منافساً لها بل ان قوى مسيحية لبنانية كانت تعتبر لقمان سليم بوابتها الى اميركا ..

وحين كان ديفيد شينكر يرفض استقبال جبران باسيل كان شينكر نفسه يتوجه الى بيت لقمان سليم في الغبيري ليتناول الطعام عنده ثم ليصطحبه الى مطار رفيق الحريري الدولي مودعاً وهو تحت سمع وبصر اجهزة الدولة الامنية وكذلك اجهزة حزب الله..

من يقتل لقمان سليم؟

قتل لقمان سليم اطمئنانه الى حصانة توفرها له مكانته، وقتلته مكانته نفسها، ومن قال ان القتل لا يأتي نتيجة استغلال طرف ثالث لا اميركي ولا ايراني ولا سياسي فوضى الوضع في لبنان لتصفية حسابات قد يعرفها لقمان نفسه او غابت عن اطمئنانه؟

قتل لقمان سليم في مرحلة انتقالية بين اميركا وايران، ربما لم يلتقطها الناشط الاكثر قرباً من اميركا طيلة عقود، واذ اراد انصار اميركا او اعداء حزب الله اسقاط اغتياله على الحزب فإن الردّ المنطقي هو من مقربين من الحزب حين يقولون:

هذا الرجل في حضن حزب الله الجغرافي - الامني منذ عقود وهو لا يترك فرصة الا ويخرج الى اعلام لبنان والعرب والعالم ليهاجم حزب الله ولم يقترب منه احد حتى حين جعل مكتبه ومنزله ساحة توجيه رسائل اميركية ضد الحزب وايران لم نسمح للغاضبين ان يقتربوا منه!!

واخرون يضيفون:

 وما هو الاثر الداخلي الذي يتركه نشاط لقمان ضد الحزب سواء عند الشيعة او عند بقية اللبنانيين، لقمان كان يترك اثر اً عند الاميركان ربما وعند الانظمة العربية المعادية لحزب الله وايران وهذه ضدنا مع لقمان ومن دونه..

في جميع الحالات..

انها جريمة نكراء ضد ناشط سياسي مميز شجاع لا يمكن تحت اي ظرف قبولها فالاغتيال لم يكن يوماً وسيلة تعبير بل هي عمل جبان، ولم يحل يوماً مشكلةً بل هو فتح مجال لمشاكل عديدة خصوصاً في لبنان الذي تتناسل فيه المشاكل وليس آخرها اغتيال الرجل المميز، اذ بعد احداث طرابلس الاخيرة ومؤشرات التحقيقات فإن لبنان تجاوز مرحلة ترقب المخاطر الى دخولها اليه من بوابة جهنم هل تذكروها؟

 

الشراع في 4/2/2021

الوسوم