بيروت | Clouds 28.7 c

بين الحريري والصهر الصغير.. حرب عقوبات!! / بقلم أحمد خالد

مجلة الشراع 3 شباط 2021

 

ميشال عون لن يتخلى عن تأمين وصول صهره الصغير الى رئاسة الجمهورية مهما حصل للبنان واللبنانيين، مستنداً الى تجربته الشخصية:

 عندما خاض حروباً عسكرية ضد السّوريين والمسيحيين الآخرين..

وعندما خاض مواجهات ساخنة ضد السوريين من واشنطن الى كل مكان..

وعندما تطاول على حزب الله وولاية الفقيه ثم عقد تفاهماً مع امين عام حزب الله ..

وخاض حرب الغاء ضد القوات اللبنانية ثم عقد تفاهم معراب مع رئيسها ..

وعندما نقل عنه قوله ان السنة حيوانات ثم عقد صفقة مع زعيمهم في لبنان سعد الحريري..

وما جف بعد ابراءه المستحيل لا حبراً ولا شعارات ولا مؤتمرات على كل المستويات!!

انها مسيرة لا يعرف اللبنانيون بدايتها ولا قدرة لمكيافيللي نفسه على هضم متغيراتها، هي غير مسبوقة في تاريخ الشعوب وهل يعتقدن احد ان وضع لبنان بعد اربع سنوات وثلاثة اشهر وثلاثة ايام من حكم ميشال عون مسبوق في السياسة وفي الانهيار وفي الفساد وفي الإنفصام وفي الإنكار .

على هذه الطريق يسير صهره الصغير وهو مؤمن بأن تغيير المواقف والخطابات السياسية والإنعطافات وجدت لتستعمل من اجل الوصول الى غاية المنى وهي رئاسة الجمهورية ومن اجلها عمرو ما يكون بلد استلهاماً لثقافة عمّه:

كرمال عيون الصهر عمرو ما تكون حكومة !

الله كيف يعود الزمان وتتكرر المآساة.. لكن رحم الله من قال ان التاريخ لا يعيد نفسه فإذا اعاد نفسه فإلى المأساة في المرة الثانية

الصهر الصغير في سباق مع الازمان:

1- زمن ولاية عمّه وهو من دون عمّه بالكاد ينافس على منصب مختار في البترون - مع الإعتذار لكل مخاتير لبنان اذ نرشح لهم زميلاً من دون ارادتهم .

2-  زمن العمر المهدد بكورونا وكل معني في لبنان مهدد بها خصوصاً الكبار في السن!!

3- زمن المتغيرات الاقليمية التي بدأت بتغير ادارة اميركية كانت سابقتها اتخذت قرارات عقابية ضد الصهر الصغير فأعطته عطفاً بديلاً تعويضاً ربما عمّا خسره عند الاميركان وبررت حاجة ما اليه وعمه، اما مع مجيء ادارة اميركية جديدة تضع استعادة الحوار المباشر مع ايران ضمن اهتماماتها فإن الحاجة اليه ستتراجع مع الاعتقاد انه سحب تعويضه من زمان والتقاعد والنقليات ومدارس الاولاد..

والصهر الصغير مستعد ربما لأن يقدم للاميركان اي تسهيل يريدونه في لبنان من اجل رفع العقوبات عنه، وهو الآن يمسك بخناق الحكومة التي يريدها سعد الحريري، لكنه مستعد لإطلاق الحكومة من دون ثلث معطل يجعل تأليفها حتى الآن مستحيلاً مقابل ان ترفع اميركا العقوبات عنه.. ( هنا نقل دبلوماسي عربي في فرنسا معلومة للشراع بأن حديث ماكرون الهاتفي مع عون تناول مسألة رفع العقوبات عن جبران باسيل!! )

اذن باسيل ينتظر مقايضة رفع العقوبات الاميركية عنه مقابل تسهيله تشكيل سعد الحريري الحكومة المنتظرة؟؟!

وماذا ينتظر الحريري؟

يقال بأن سعد الحريري ينتظر رفع العقوبات السعودية عنه التي بدأت حين صمّم على الانتحار السياسي وارتكب جريمة انتخاب ميشال عون رئيساً عام2016 .. لذا فهو متمسك بتشكيل حكومة لا يعطي فيها عون وصهره الثلث المعطل الذي يمكن ان يستخدم في حالة حصول اي شغور رئاسي فيحكم الصهر الصغير البلد!

الحريري ادرك خطورة بعده عن السعودية وقد اصبح سنة لبنان ايتاماً على الرغم من انه نادى بأنه هو ابو السنة، وهو يتنقل بين الامارات ومصر ليستعيد مكانته بين السنة في لبنان عبثاً...

 وجاءت كارثة طرابلس بعد كارثة مرفأ بيروت لتؤكد المقولة الثابتة انه لا رأي لمن لا يطاع وحتى في زيارته لتركيا لن تعزز مكانته عند السنة على الرغم من انه يعرف ان اردوغان بيّاع شرّاء كما يقال!

  عقدة عون وصهره الصغير اعطت الحريري فرصة كي يقدم نفسه للسعودي من جديد  وهو يأمل ان تفك الرياض العقوبات عنه ليتنفس هواها المنعش من جديد فيستعيد جزءاً من مكانته عندها فيقوى في لبنان على مختلف الاصعدة..

اما ان يكون الثمن هو ابعاد حزب الله عن حكومته المنتظرة فالعاقل هو الذي يقول للحريري ان هذا امر متروك لحوار حقيقي بانت ملامحه بين اميركا وايران..

من هنا الاعتقاد ان لبنان لن يشهد حكومة في المدى المنظور !؟

احمد خالد

 

الوسوم