بيروت | Clouds 28.7 c

العالم يتنفس الصعداء برحيل ترامب وينتظر المائة يوم الاولى لبايدن

مجلة الشراع 22 كانون الثاني 2021

مع انتهاء ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب ولايته، تنفس العالم الصعداء على مستوى الكرة الارضية كلها وليس فقط داخل الولايات المتحدة ، وذلك بسبب شخصيته المستفزة والمتعالية والسياسات التي اتبعها وادت الى اهتزاز علاقات واشنطن مع حلفائها اولاً في اوروبا او حلف الاطلسي ، فضلا عن احتدام الصراعات باشكال عديدة مع دول مثل الصين وايران.

واذا كان من المبكر الحكم على ما سيقوم به الرئيس الجديد جو بايدن بانتظار انتهاء فترة المائة اليوم، لمعرفة ما اذا كان سيفي بالالتزامات التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية داخلياً وخارجياً، فان الواضح انه سيعمد على اعطاء الاولوية للوضع الداخلي الاميركي وهو ما برز بشكل واضح  في خطابه الانتخابي، خصوصا بعد الاحداث الاخيرة والانقسامات الواسعة التي يشهدها المجتمع الاميركي سواء من خلال الوضع الجديد الذي تمثل  بمنح 75 مليون اميركي اصواتهم لدونالد ترامب او من خلال التشكيك بنتائج الانتخابات من قبل الرئيس الخاسر ، او من خلال الاحداث الاخيرة التي حصلت واقتحام مبنى الكونغرس في السادس من الشهر الجاري، وهو ما دفع الكثير من المراقبين في العالم الى وصف بلاد العم سام بانها باتت اليوم الولايات غير المتحدة.

ومن خلال خطابه البالغ الاعتدال فان بايدن سائر باتجاه اعادة لم الشمل داخل الولايات المتحدة مركزا على نبذ العنصرية والتطرف وغلاة التعصب الخ، وهو ما دفع عدد من المراقبين في المقابل الى اعتبار ما جرى بانه انتصار للديمقراطية من خلال حفل التنصيب والتصدي من قبل الدولة العميقة في اميركا لكل محاولات تكريس أمر واقع جديد على حساب "القيم" التي عرفت بها. وحسب هؤلاء فان هذه هي اميركا وهي قادرة على تجاوز الهزة التي اصابتها خلال فترة قصيرة.

اما خارجيا فانه يستدل من خلال ردود الفعل الاولية في العالم ان هناك ترحيبا واسعا من عدد من العواصم دوليا واقليميا ، ربما باستثناء الكيان الصهيوني الذي حظي  خلال ولاية ترامب بدعم لم يحظ به في تاريخه .

وبانتظار ما سيظهر خلال فترة المائة يوم المقبلة ، فان ثمة رهانات عديدة على متغيرات لا بد ان تحصل في اكثر من ازمة وملف ومشكلة في العالم وبينها على سبيل المثال لا الحصر العودة الى الاتفاق النووي مع ايران والعودة الى حل الدولتين فلسطينيا ردا على صفقة القرن.

 اما بالنسبة للبنان فان السؤال المطروح هو : هل ستستمر ادارة بايدن بسياسة حصار لبنان وعزله كما كانت تفعل ادارة ترامب ام ان المشهد اللبناني سيشهد تبدلات ولو بنسب معينة على هذا الصعيد.

الوسوم