بيروت | Clouds 28.7 c

الشيخ تاج / من صفحة أحمد طبارة على الفايسبوك

مجلة الشراع21 كانون الثاني 2021

خلال الحرب العالمية الثانية إلتجأ الشيخ تاج الدين الحسني إلى فرنسا هرباً من الإضطرابات التي كانت تعم بلاد الشام...

 وبما أن فرنسا بلد الحريات والثقافة حينها، إنهمك بمراجعة ما كتبه المفكرون كفولتير وروسو ودخل بتفاصيل حياة بونابرت وفتوحاته، وسمحت له الظروف أن يتقرب من الجنرال دوغول  الذي أعجب بثقافة الشيخ تاج الدين الفقهية ، فنشأت بينهما علاقة حميمة أدت إلى تعيين الشيخ تاج رئيساً للجمهورية السورية من قبل الدولة الفرنسية الحاكمة وكان ذلك سنة 1941 .

وكان ما كان،

 تسلّم الشيخ تاج رئاسة الجمهورية السورية وإستمر ذلك حتى العام 1943 حين وافته المنية .

إستلم الشيخ تاج رئاسة الجمهورية السورية بعقلية رجل الدين الصالح المدعوم من فرنسا، غير أن ذلك لم يحرره من عقلية تاجر القماش في سوق ساروجة حيث كان له هناك دكان .

لذلك كان يبت أمور الدولة وهو على طاولة العشاء تحيط به أسرته وأنسباءها وحواشيها يتلذذ بالمكدوس الشامي والفتة الأصلية ويوقع على مراسيم الدولة واضعاً تلك المراسيم تحت مقعده أو تحت صحن الفتوش .

إستمرت الأمور على هذا المنوال إلى أن ضاق به الشعب ذرعاً فانتفض أحد نواب الشعب في البرلمان المركّب وقال:

وكان الشيخ تاج بائعاُ للقماش في سوق ساروجة وليس عيباً أن يكون كذلك، ولكن العيب كل العيب أن يُدير الشيخ تاج شؤون الدولة السورية بعقلية بائع القماش  .

إنطلقت المظاهرات في الشوارع والأسواق مناديةً برحيله أما هو فركب الحمار وسار بين المتظاهرين مردداً (أنا الشيخ تاج حبّوني) وكان المتظاهرون يردون عليه.. يا عيني عليك يا عيني عليك!

 ومرّت الأيام وذهب الشيخ تاج ولكن بقيت له مدرسة قائمة حتى الآن وتخرج عظماء .

 

بيروت في 21/1/202

 

الوسوم