بيروت | Clouds 28.7 c

ايها اللبنانيون لا تنحازوا الى احد منهم

مجلة الشراع 11 كانون الثاني 2021

هؤلاء الحكام كل ما يقوله احدهم عن الآخر صحيح، لذا فإن من مصلحتكم ان يفضحوا بعضهم بعضاً ، فلا تنحازوا الى اي منهم بل شجعوه لكي ينطق بالصدق ولو لمرة واحدة في حياته السياسية ضد خصمه بل خصومه ..

كلهم شركاء في الجرائم الكبرى التي اسالت دماءكم ونهبت اموالكم وغربت اولادكم ودمرت مصالحكم وفرضت على الاغلبية الساحقة منكم ان تعيش تحت خط الفقر.

كل الرؤساء شركاء في هذه الجرائم التي افقدت عملتكم الوطنية قيمتها وذوبت ارصدة اردتموها امانة الغد لكم ولاولادكم وعائلاتكم .. فلا تنحازوا لأي واحد منهم اذا فضحه رئيس اخر او جلبوط او حسكور.. بل طالبوه ان يفضح الرئيس الذي فضحه لا بكلام من الكتاب المقدس ولا بالترفع السخيف بل بكلام يحمل ارقام الهدر والسرقات التي نهبها هذا الرئيس وهذا الجلبوط او الحسكور!

هكذا يبدا طريق استعادة المال المنهوب...

كل الصراعات التي تتناتش هؤلاء الذين يحكمونكم هي حول المال والسلطة..

المتمسك منهم بوزارة هدفه جني المال منها وفرض سلطته على رئيس آخر في صراع النفوذ dynasti وحشو الوزارة بالمحاسيب بدءاً بالوزير الذي يختاره الرئيس للوزارة على مقياس قدرته على سرقة المال له ولزوجه او لعائلته ولاولاده وصهره وابن عمته ولرفاقه

والمال المنهوب هو لكم فشجعوهم على فضح بعضهم بعضاً!

تذكروا كيف اتهم ميشال عون علي حسن خليل بإبتزاز متعهدين لم يدفع مستحقاتهم الا بعد تلقيه رشوة !

وتذكروا كيف رد عليه علي حسن خليل متحدثاً عن حقائب المال التي ترسل الى القصر الجمهوري!

ايها اللبنانيون،

 هذه عينة من الصدق عندما يفضح السياسيون بعضهم فشجعوهم عليها ولا تنحازوا الى احد منهم ولا تكونوا كالقط الذي يحب خنّاقه (بالشدة على النون)

اذا قال احدهم عن الآخر انه كاذب فلا تدافعوا عن احد ولا تنحازوا الى المتهم بل طالبوه ان يكشف الرئيس الآخر وجلبوطه بما يملك من معلومات، عن سرقاته اذا ثبتت، وعن تغطيته السارقين اذا حصلت، ولا تعملوا اذناً من طين واخرى من عجين كما فعل القضاء حين اتهم عون وزير المال بالابتزاز ورد عليه علي خليل بتسلم حقائب من مال وحتى الآن لم يعرف اللبنانيون من اين اتت هذه الحقائب لأن الاثنان سكتا ولأن القضاء شكر ربه لأن احداً لم يتقدم بدعوى ضد الآخر!

ايها اللبنانيون،

 جاءتكم فرصة لمعرفة الحقيقة فلا تفوتوها باستنفارات عصبية رخيصة وسخيفة ، فلا يستحق اي من الرؤوساء مجرد التفكير في الدفاع عنه فكل واحد منهم شريك في سرقتكم وقتل مستقبل اولادكم وفي افلاسكم وفي تهريب اموال البلد وفي اكل اموال المشاريع

لولا الكورونا والحجر لكان الامر يستحق النزول الجماعي الى الشوارع للهتاف بالمطالبة بمزيد من فضائح الرؤساء لبعضهم بعضاً ... ولن يبدأ هذا الا بالتخلي عن روح القطيع من خرفان وبقر واستعادة حيوات وروح البشر

الشراع في 11/1/2021

الوسوم