مجلة الشراع 7 كانون الثاني 2021
قرب سفارة مصر العربية في برلين يقع معهد عالم النفس الاشهر سيغموند فرويد .. وذكره يستدعيه هذه الايام سلوك حاكم اقوى دولة في التاريخ والحاضر دونالد ترامب الذي يرفض ان يغادر منصبه بعد 13 يوماً من دون ان يهشم صورة بلده وان يدفعها الى ما يهدد بإنزلاقها الى حروب اهلية من اجل ان يبقى رئيساً 
ما قدمه ترامب من خدمة للبشرية هو استحضار ضرورة اللجوء الى فرويد اي علماء نفس لفحص كل مرشح لمنصب رسمي كبير في كل بلاد العالم
 لو اخضع ادولف هتلر لفحص نفسي الزامي عند فرويد او احد تلامذته لربما كان صدر تقرير طبي يفيد بعدم اهليته للحكم  والامر يسري على كثير من حكام العالم خصوصاً الذين يصلون بواسطة انتخابات وتحديدا عندما يكون هناك نصوص في دستور اي بلد ديموقراطي تقضي بإن يكون المرشحون متمتعون بالاهلية الاخلاقية والصحية والعقلية والنفسية
شكراًدونالد ترامب ، فقد اعدت الإعتبار الى هذه القيمة الاساسية ، حتى في الولايات المتحدة  التي قفز الى سلطتها حاكم ما زال يدفع فيها نحو حروب اهلية بتوسيع شروخ التميزات العنصرية ليطرح مضمون الولايات المتحدة الاميركية الى القوميات المتحدة في اميركا. . وربما سيعاد الاعتبار بعدما مارسته يا ترامب خلال السنوات الاربع الاخيرة وخصوصاً قبل وخلال وتحديداً بعد الانتخابات من سلوكيات تجعل من المحتم اخضاع صاحبها للإختبارات النفسية 
في بلادنا العربية يحتاج الامر الى قوانين حتمية لجعل الاختيار لتولي المناصب الرسمية العليا يمر من خلال الانتخاب الشعبي سواء نيابياً او رئاسياً .. بعدها يأتي دور الفحص النفسي والعقلي للمسؤلين الاولين 
نذكر ان المتقدمين للكلية الحربية في لبنان  يخضعون لفحص نفسي يسبق كل الفحوصات الرياضية والتحريرية .. وهذه خطوة جيدة تستدعي اخضاع كل السياسيين المتقدمين لأي منصب سياسي رفيع الى فحوصات نفسية وعقلية تكشف اهلية ايا منهم للحكم 
    طبعاً ما مضى قد مضى والكوارث وقعت ولعل درس ترامب انه اعاد الاعتبار الى هذه القيمة الضرورية بل والحتمية من لبنان  الى اميركا 

احمد خالد 
الشراع في 7/1/2021