بيروت | Clouds 28.7 c

اضحكوا وتسلوا واحذروا الاعلانات مع ميشال حايك وليلى يا لطيف


مجلة الشـراع 1 كانون الثاني 2020
نعتقد ان معظم اللبنانيين ينتظرون اطلالة المنجمين نهاية كل عام في سهرة باتت مشهودة تستقطب مشاهدين من كل لبنان وبلدان عربية اخرى على شاشات محطات مختلفة تتسابق هي نفسها لأخذ هذا المنجم او تلك المنجمة لان هؤلاء باتوا مصادر اعلانات كثيفة بسبب استقطابها لمشاهدين مستهلكين 
التسلية والضحك في هذه المناسبات مطلوبون في الايام العادية فكيف في ظل البؤس الذي يفرضه حكام لبنان اللصوص ومنذ عقود انفجر يأساً وغضباً ومآسي منذ اكثر من سنة ... ليصبح الهروب الى مسائل عديدة درباً من دروب التعبير بوسائل مختلفة .. وحسناً اذ يذهب اللبنانيون الى مثل هذه التسالي كما الضحك وتبادل السخرية من المنجمين المتنافسين .. فهم بحاجة لهذه المساحة من التقاط الانفاس وهم يواجهون هذا التراكم من المآسي المستطرقة والمتراكمة حتى جعل تراكم الازمات منها بؤر قمامة ? تعفنت وفتحت روائحها .. ويكفي ان يمر اي انسان امام منازل الرؤساء والمسؤولين وهو يضع كمامة على انفه وفمه ليس هرباً من كورونا وحدها بل ومن الروائح النتنة التي تنبعث من منازل وقصور وديار ومقرات هؤلاء الحكام .. ولم تكن مصادفة ابداًان تحمل اول حركة احتجاج على اوضاع لبنان ?? المزرية عنوان طلعت ريحتكم منذ العام 2015 والروائح كانت تعس قبل ذلك بكثير
اذن 
بسبب من هذا البؤس نحن نفهم لماذا 
يجلس الناس امام المرئيات في هذه الليلة تحديداً .. انه الهرب من البؤس الذي يعيشونه ، وقد سمعنا من احدهم قوله بصراحة انه ينتظر في هذه السهرة السنوية ان يستمع الى خبر عن مقتل هذا الرئيس او هذا الزعيم وكلهم في نظره لصوص مسؤلون عن فقر البلد 
فوق هذا وذاك
نحن نحذر الصابرين الهاربين الى الضحك ونقصد السخرية والتسلية وكثيراً منهم يردد كذب المنجمون ولو صدفوا( ولن يصدقوا بل يصدفوا) بأن كلام هؤلاء المنجمين ليس كله بريئاً او تسلية  بل انهم مكلفون من جهات مختلفة لتوجيه  رسائل سياسية وامنية قد تعرفها او قد تخطط لها اجهزة معينة فترد عليها اجهزة اخرى منافسة بأمر مضاد ،، لتصبح التسلية بالدم وليس فقط بالإضحاك بل يصبح الإضحاك احدى وسائل الإبلاغ عن امور سياسية ومالية يصعب كتابتها او الخطابة فيها هي تتم عبر هذه الوسائل الاكثر ترويجاً لنقاط في برنامج معين

الامر الآخر ان هذا التنجيم بات وسيلة اعلانية لامور عديدة لن نذكرها حتى لا نساهم نحن في الإعلان نفسه ، واذا كان المنجم او المنجمة يتقاضون اجرة هذا الاعلان ( وربما ايضاً المحطة التي يطل منها كل واحد منهم ) فنحن ليس لنا في الثور ولا في الطحين كما يقول المثل المصري 
ايها اللبنانيون انبسطوا وتسلوا واسخروا على رأس السنة ، اسخروا من المنجمين ومن وراءهم ، واشمتوا بكل مسؤول تصيبه مصيبة ولكن حاذروا استخدام مشاعركم الصادقة لتوجيهكم حيث يريد الذين يستخدمون المنجمين لتضليلكم او لتمرير اعلانات البقرة الضحوك او الغنم المساق الى الذبح او الدجاجة التي ترقص من الذبح

الشراع في 1/1/2021

 

الوسوم