بيروت | Clouds 28.7 c

خاص الشراع / أليس في بلاد العجائب " لبنان" - بقلم: فلك مصطفى الرافعي

مجلة الشراع 20 كانون الاول  2020

 

لم يكن في بال الكاتب "لويس كارول " مؤلف كتاب مغامرات "أليس في بلاد العجائب" اننا سنستحضر شخصيته وكتبه التي كانت انيسة في قراءتها ايام الطفولة الواثبة نحو الوعي، مع مجموعة من القصص الفريدة التي تسكن كل مكتبة زمن التلمذة ومنها حكايات " ليلى والذئب " و" علي بابا والاربعين حرامي " واللص الظريف"ارسين لوبين"، وحكايات الفتن والمدن الاسطورية التي اكلتها ديناصورات مفترضة .نستذكر من خاصرة التاريخ قصة "حصان طروادة" والخداع العسكري والسياسي ،فكل القصص الآنفة الذكر مع مؤلفيها كانهم اليوم بين ظهرانينا يعيشون بيننا طفيليات على هيئة مخلوقات بشرية ما زالت تمعن في الارض فسادا وسرقة ومغارات لوحوش ضارية استبدلت المخلب والفأس والبارود بالازياء الانيقة والخطاب المستحيل والبرنامج الوهمي والوعود الكذوبة. يسرقون بغطاء قانوني مزيف ويجادلون ويرتادون المعابد الروحية بعد توقيعهم على صفقات السلاح لحروبهم الطائفية الداخلية. كل صفقات "علي بابا" تُوقع اليوم على جلد الشعب اللبناني ،ونكاد نرى "بالوجه الشرعي " هلال الإقتتال المزيّف يسلِّط الضوء المصطنع من زيت دماء الوطن وأهله ،سارقو المال العام والخاص ،تجار الفجور الغذائي والدوائي ،المتاجرون بالامن ، الذين حملوا دلاء الطلاء الاسود لطمس احتجاج الفقراء وانتفاضتهم. ومنذ اكثر من سنة عجفاء ونحن نحاول " المساكنة القسرية" مع المرض والفقر والجوع والسرقة و" الهلع " من ولادة قيصرية لكارثة طائفية جديدة بين المذاهب المختلفة وبين الطائفة الواحدة المتعددة المدارس الفقهية المستكينة المكسورة الخاطر امام امراء السياسة ،وآخر المهازل الانتقال من "شطرنج التكليف" الى "دومينو التأليف" والافخاخ المنصوبة تحت طريق "قصر بعبدا وبيت الوسط" بإنتظار الترياق الفرنسي بالزيارة التي كانت مرتقبة للرئيس ماكرون بسبب(كورونا وبائية أو سياسية) في ٢٢و ٢٣ الجاري، إما لإعلان سحب وساطته والتهويل بعقوبات وإقفال صناديق الدعم الدولية او "العصا لمن عصى". هذا في الشان العام ،اما الخاص المتأرجح بين التصديق وبيانات التكذيب تبقى الحيرة اللبنانية "حشيشة الكيف" التي تطيح بالعقول ،من حديث منقول عن رئيس الجمهورية يتمنى فيه رؤية الرئيس نبيه بري والقيادي وليد جنبلاط بالسجن، وبيان اعلامي رئاسي ينفي ويكذب ماقيل، إضافةالى بيانات مضادّة من جهابذة القانون والفنون والصرف والنحو وعراضات لغوية تنفي المؤكد وتؤكد النفي في جلجلة التأليف ،الى نفث ريح صرصرٍ عاتية طائفية لاستدعاء رئيس حكومة تصريف الاعمال للتحقيق في جريمة تفجير المرفأ دون استدعاء كل من عَلِم بها.  وهل تحمي الحصانة "المقدسة " التفكير بذلك ؟ عطفا على ان استدعاء الرئيس دياب قد اعطاه جائزة شعبية غير متوقعه، وإلتفاف نادي الرؤساء حوله فأتى التعويم كدعاء مستجاب في ليلة القدر. وللتذكير فعقب اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري قام القاضي الدولي ديتليف ميليس باستجواب دبلوماسي لإميل لحود في قصر بعبدا، وعلى الارض يا حكم هناك مهابيل الطوائف يعيثون فسادا بحرق شجرة الميلاد واعتداء على مؤذن مسجد جبيل وآخرها رجم قناة الجديد بالحجارة وغيرها.  فالجسم اللبناني الطائفي "لبّيس" ومخاوف وكوابيس في عز الظهيرة حول بدعة "رفع الدعم" عن الرغيف وزجاجة المحروقات وقارورة الغاز وحبة الدواء.

..قصة وطن ومواطن ليس كما قال جبران خليل جبران ناكل مما نزرع

..قصة وطن ومواطن نشرب من نزفنا ونأكل من لحمنا ،والعين علينا حتى يشربوا ما بقي في شراييننا وهزال لحمنا.

...اَلَيْس "أليس" في بلاد العجائب لبنان ؟ يبقى ان استذكر قصة " دون كيشوت والطاحونة الحمراء". هل يكون الوطن والمواطن هو الضحية او ...البطل الصامد المنتصر اخيرا على جلاديه ...

 فلك مصطفى الرافعي

 / خاص مجلة الشراع

الوسوم