بيروت | Clouds 28.7 c

من شادية الى حلا شيحا غطاء الرأس حرية شخصية وليس ديناً ابداً / كتب حسن صبرا

من شادية الى حلا شيحا غطاء الرأس حرية شخصية وليس ديناً ابداً /  كتب حسن صبرا

 

الممثلة حلا شيحا وضعت غطاء على رأسها، وهو ما يسمونه خطأ بالحجاب عام 2003 (وردت كلمة حجاب 7 مرات في القرآن الكريم ولم تحمل في أي من الآيات معنى غطاء الرأس او ما يسمونه حجاب الرأس).

وفي العام 2007 غطت حلا وجهها بما عرف بالنقاب، ولم يعرف من اسباب هذا التحول سوى انها تزوجت في كندا من شاب ايطالي أشهر إسلامه وحمل اسم يوسف هاريسون، (وهو يحمل الجنسية الكندية بما يشير مع طول مدة الاقامة هناك الى حصول حلا على الجنسية الكندية) او ان إخفاء رأسها ثم إخفاء وجهها بقطعة القماش هذه كان وراء اسلامه، وفي مثل هذه الحالات تؤدي أحاديث الأساطير دورها لإحاطة صاحب العلاقة او صاحبتها بهالة من الخرافة.

في هذا العام 2007 أعلنت حلا شيحا اعتزال الفن، وكانت عدة سنوات مضت من دون أي دور سينمائي، حيث كان آخر فيلم لها هو مع الراحل عامر منيب ((كامل الأوصاف)) عام 1995.. فهل كان ابتعاد المنتجين والمخرجين عنها هو سبب مسارعتها للاعتزال وغطاء الرأس، خصوصاً وانها كما قالت في برنامج تلفزيوني عبر مداخلة صوتية أنها ((غير سعيدة في الوسط الفني، على الرغم من امتلاكها كل شيء أي الصبا والجمال والقدرات التمثيلية)).

وطبعاً.. وراء كل معتزلة او واضعة لغطاء على رأسها شيخ تأثرت به وحملها على الأمرين معاً: غطاء على الرأس ثم اعتزال الفن (غناء كما شادية مع محمد متولي شعراوي، او تمثيلاً كما سهير البابلي ثم سهير رمزي ثم صابرين، وقبلهن جميعاً شهيرة.. وشمس البارودي.. وعبير صبري).

ولكل واحدة من هؤلاء قصة مع شيخ، لعل آخرها قصة حلا شيحا مع شيخها الشاب محمد الصاوي.

وكانت هناك مفارقة واضحة في ان كبيرهم محمد متولي شعراوي، أقنع كباراً في الفن على رأسهم شادية وحسن يوسف بالاعتزال او بالعمل الفني الهادف، بما يضحك لأن الفن يهدف دائماً الى الأخلاق ومعالجة قضايا المجتمع، بينما الهادف في عرف الشعراوي وتلامذته او من جاء بعده هو التدين.. وهنا نكرر للمرة الألف ان الدين ان لم يكن أخلاقاً فقد تمثيله للدعوة الالهية الدائمة للأخلاق وقد وصف الله رسوله العربي محمد بقوله: ((وإنك لعلى خلق عظيم)).

ولأن الحديث الآن هو عن حالة حلا شيحا، فلا بد من ذكر بعض التفاصيل لأن هذه الحالة ما زالت طازجة، ولأن شيخها محمد الصاوي دخل طرفاً كشريك مضارب، فهو الذي أقنعها – كما يبدو – بوضع غطاء الرأس وربما النقاب وهو الذي تحدث عن موقفه الرافض لنـزعها هذا الغطاء كما النقاب من قبل.

قال الصاوي الرافض لخلع حلا الحجاب بعد خلعها النقاب، اتصلت بالأخت حلا لكنها لم ترد عليّ، واتصلت ببعلها (كتب زوجها) الأخ يوسف من كندا، وتحدثت معه محادثة طويلة، وبكى بعلها (كتبها زوجها) بكاء شديداً، كما قال الصاوي، لم أعهده من أحد في الرجال من قبل، بكى وقال يا شيخ عرضي كان مستوراً لمدة 12 سنة، وكان شرطي عندما تزوجتها هو الابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل.. انظروا كيف ان هذا الايطالي عندما أسلم أصبح يرى ان عرضه هو في قطعة قماش على رأس زوجه، وان الفن في عقل هذا الوارد حديثاً عن الاسلام يغضب الله!!!

وزعم الشيخ الصاوي ان حلا طلبت من بعلها (كتبها زوجها) الطلاق، وأخبرته بخلع النقاب والحجاب، وقالت له سأعود للتمثيل واما ان تكون معي او لا تكون.

حلا من جانبها كذبت مزاعم الشيخ وأكدت انها اشتاقت كثيراً للوقوف أمام الكاميرا، والمشاركة في تقديم أعمال تحمل مضامين تنتصر للانسانية، وهو الأمر الذي شجعها عليه بعلها.

 الشيخ الصاوي الذي بلغه موقف حلا المكذب لمزاعمه عن موقف بعلها يوسف فقد سارع الى سحب الشريط السابق من صفحته، الذي كان انتشر بسرعة وشاهده عشرات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي..

وهكذا فضح الشيخ محمد الصاوي نفسه، فلا بعل الفنانة العائدة بكى، ولا شكا من انتهاك عرضه الذي كان مستوراً عندما توقفت زوجه حلا عن التمثيل.. يا سلام!!

حلا تدرجت في التخلص من القماش على وجهها ثم رأسها فتخلصت أولاً من نقابها على وجهها ثم من الغطاء على رأسها ونشر طبيب الاسنان الذي تعالج اسنانها عنده د. محمد عماد صورة يقف فيها وسط حلا بغطاء من دون نقاب وشقيقتها هنا التي كانت ابتعدت لفترة عن شقيقتها حلا لتضارب مواقف كل منهما من القماش على الرأس ثم الوجه معاً.

الفنانة هنا تولت نشر الأخبار الصحيحة عن تخلص حلا من القماش على الرأس والوجه، تبارى مصريون في صحة هذا الأمر من عدمه، موزعون كالعادة بين مؤيد لقرار حلا الأخير ومتحمس لقرارها الأول بوضع القماش على الرأس والوجه.

حالة حلا شيحا تذكر متابعي أخبار النجوم بحالة الفنانة المعتزلة شمس البارودي التي بدأت بوضع القماش على رأسها، ثم تدرجت لتضعه على كامل وجهها، لعدة سنوات ثم تراجعت وتخلصت من النقاب، وما زالت محتفظة بالغطاء على الرأس، وفي جميع الحالات لم يعرف أحد لماذا وضعت الغطاء على الرأس، ولماذا زادته على الوجه، ولماذا نزعته عن وجهها..! لكنها اعتزلت الفن وما عادت الى التمثيل بل تفرغت للبيت، ولم تدل بأي تصريح ضد الفن لأن بعلها الفنان قبلها حسن يوسف عاد الى التمثيل بعد نصيحة من الشعراوي الذي لجأ اليه حسن يوسف يسأله الرأي بأن يمثل وان يقدم أعمالاً هادفة (شرحنا معناها سابقاً) كما ان ابنها عمر دخل مضمار الفن ايضاً من دون نجاح يذكر حتى الآن.. كما دخلت رانية محمود ياسين مضمار الفن رغم اعتزال والدتها شهيرة وأيضاً لم تحقق حتى الآن نجاحاً يذكر.

ورغم ان شمس أقامت عدة قضايا تطالب فيها بنـزع ملصقات افلامها من لوحات بعض دور العرض السينمائي القديمة وفي الاحياء الشعبية، التي تظهرها في مواقف اغراء، كما في ((حمام الملاطيلي)) مع الممثل المعتزل محمد عبدالبديع العربي، شقيق الاخواني الممثل القديم وجدي العربي، وشقيق المذيعة المعتزلة كاميليا العربي (ربما كانت أول من تحدى ادارة التلفزيون العربي للظهور بالغطاء على رأسها).

رغم هذا فإن شمس لم تتحدث بعد عودة حسن يوسف (وعمر حسن يوسف للتمثيل) ضد الفن.. وظلت على اعتزالها له.

 

السهيرتان

أما سهير البابلي التي كثيراً ما ظهر ((فحش)) ادائها في أفلامها وحتى مسرحياتها، فإنها بعد ان أعلنت اعتزالها التمثيل فجرت في التطاول على الفن.. وبدت انها داعية اسلامية، ثم عادت تستجدي المنتجين والمخرجين لاعادتها الى التمثيل.

ومثلها تماماً فعلت سهير رمزي، وقد عادت السهيرتان الى التمثيل التلفزيوني فقط، وكان دافع المنتجين والمخرجين لقبول استجداء الاثنتين هو تحقيق سبق فني سيترقبه الناس لمشاهدة فنانتين كانتا ملأتا الدنيا صراخاً عن عداء الدين للفن..

قدمت سهير رمزي مسلسل ((حبيب الروح)) مع مصطفى فهمي وظهرت فيه في حلقاته الثلاثين بعشرات أغطية الرأس الزاهية بكل الألوان، كما ظهر عقم الدور الذي تظل فيه داخل غرفة نومها بالغطاء، ليلاً نهاراً، وتظهر مع بعلها بكامل ملابسها طيلة 30 حلقة، وفرضت على المخرج ألا تظهر في غرفة نومها مع رجل حتى لو كان بعلها في المسلسل.

سقط المسلسل وما عادت سهير رمزي الى التمثيل أما سهير البابلي فقد قدمت ((قلب حبيبة)) مع فتحي عبدالوهاب، وفقدت فيه روحها الفنية بعد ان قيدت نفسها وحركتها بالغطاء على الرأس والجلباب، وجعلت كثيراً من الشاهدين على أدوارها الصارخة في ((ريا وسكينة)) ومسرحية ((على الرصيف)) وجبروتها على بعلها حسين فهمي في فيلم ((اميرة حبي انا)) ودورها الجميل مع ابو بكر عزت في فيلم قصة ((عالمة ذرة)) وفيلمها مع الكبير عادل أدهم ((سيد قشطة)). يتحسرون على أدائها السابق، قياساً بفشلها والمسلسل قلب حبيبة.

 

حنان ترك

واختارت حنان ترك بذكاء شخصية المأذونة نونة كي تظهر في هذا المسلسل كما هي طبيعة الشخصية أي السيدة التي ترتدي الجلباب وتضع على رأسها الغطاء، فأدته بخفة دم على الرغم من انها ((أول ما شطحت نطحت)) اذ راحت بعد وضع الغطاء على الرأس ثم الاعتزال تهاجم الفن المصري وتمدح الفن في ايران لأنه على حد زعمها فن ملتزم وهادف بينما الفن في مصر هابط لأنه يتضمن مشاهد تعتبرها قلة أدب، وقد ظهر جهل حنان ترك في السينما الايرانية، لأنها لم تشاهد ولم تقرأ ولم تتابع أعمال الفنانين الايرانيين الكبار ومعظمهم يعيشون في اوروبا حيث مساحة الحرية أوسع من ان تدرك واحدة (مثل حنان) قدرة هذا الفن على ان يصبح عالمياً وهو يتحدث بواقعية عن بلاده، ويعطي كل مشهد حقه، وكل قصة واقعيتها، ولو انها شاهدت فيلماً واحداً لبور او غيره لغيرت رأيها بنسبة 180 درجة دفعة واحدة عما ذهبت اليه لتدين الفن الهابط في مصر، مدافعة عن الفن الهادف على طريقة الشيخ الشعراوي إياه.

 

تعالوا الى المساخر الأخرى

1-           الباروكة

عندما أفتى أحد المشايخ لصابرين المعتزلة كي تعود الى التمثيل بأن تضع باروكة على رأسها لإخفاء شعرها (تديناً!!)، استذكرنا فتوى المرجع الاسلامي الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في لبنان، الذي كان أفتى بالأمر نفسه في احدى اجاباته على سيدات وفتيات يحضرن دروساً دينياً له في أحد مساجد الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا ندري ان كان شيخ صابرين قرأ فتوى السيد فضل الله، فاعتمدها لها، او ان عقله (أهداه) اليها.. لكن الأهم ان هذه الفتوى تثير الدهشة، ليس في ايجادها المخرج لمن تريد ان تحافظ على جمال وجهها ورأسها من دون غطاء عليهما معاً ليصبح نقاباً ام على الرأس وحده فيصير بالدارج حجاباً.. بل من هذا المخرج الذي يتجاهل ((الحكمة)) التي يعتمدها المشايخ لفرض الغطاء على الرأس وهي حتى لا يشكل شعر الواحدة منهن اغراء وفتنة للرجال..

والتجاهل هنا يشمل ان أي فتاة عامة، تخشى الفتنة والاغواء للرجل، تضع الغطاء لاخفاء شعرها الجميل مصدر الفتنة.. وبالمقابل فإن الفتاة التي تشعر انها لا تملك شعراً جميلاً يغري الرجال ويفتنهم تلجأ الى الباروكة لتحقيق هذا الهدف بإغواء الرجال وفتنهم.. فكيف يستوي وضع الداء في موضع الدواء؟.. وكيف تهرب الفتاة التي تعتزم منع الفتنة بشعرها الى وضع الباروكة الأشد إفتاناً عادة؟

 

2-           هبة قطب

في حوار مباشر مع طبيبة طب النفس الجنسي هبة قطب، وهي تتولى الدفاع عما تسميه الحجاب، وقد جادلتها طويلاً حول التسمية مصمماً على انه غطاء رأس، وهي متمسكة بأنه الحجاب، قلت لها: بغض النظر عن التسمية التي لو أراد الله فرضها لأسماها مباشرة من دون الحاجة الى تفسير، فإنه اذا كان شعر المرأة يشكل غواية وفتنة للرجال، لذا وجب ستره، كما تزعمون فإن شعر الرجل أيضاً يشكل غواية للمرأة ويجب تغطيته، فردت كمن تمتلك ناصية العلم وحدها، لقد ثبت علمياً بأن الرجل يغويه شعر المرأة، أما المرأة فلا تشعر بأي اغواء من شعر الرجل.

ضحكت من كل قلبي وكنا في السيارة معي زوجي ومعها بعلها د. هشام، يقود السيارة، وقلت لها وسط قهقهاتي وزوجي تضغط على ساقي: علمياً ايه يا دكتوره؟ علم ايه؟ انت قريت الكلام ده فين. وعندما استجمعت نفسي نحو الجدية، قلت لها: يا دكتوره لقد كتبت مقالاً مطولاً عن قرار الرئيس جاك شيراك (وكان ما زال رئيساً لفرنسا) بمنع طلاب المدارس الثانوية الرسمية في بلاده من اظهار الرموز الدينية، أي الغطاء على الرأس للفتيات المسلمات، والصليب عند صدور الطلاب المسيحيين ذكوراً وإناثاً، والطاقية المختصرة على رؤوس اليهود.. وأظهرت في المقال الاحجاب اي غطاء على الرأس في القرآن.. واستطردت قليلاً في مسألة الغواية في الشعر وبأنها كانت معروفة في العهد الفرعوني حيث كانت الراهبات يحلقن شعور رؤوسهن كالرهبان تماماً..

ختمت بالقول للدكتورة.. عندي عدد من ((الشراع)) يتضمن هذا المقال وسأقدمه لك غداً ان شاء الله، فإذا الجواب يأتي من بعلها د. هشام: لا لا مش عايزين نقرأ.. حسم الأمر كذكر عن الأنثى وهو ظل صامتاً طيلة الحوار، إلا حين راح يدافع عن الاقطاعيين والرأسماليين الذين أمم جمال عبدالناصر مصالحهم وأراضيهم ووزعها على الفلاحين والعمال.. في توكيد منه على ثقافة تربط جدلياً بين الاستغلال والدين، لجعل الدين ضد الفقراء، وهو مطية الاغنياء.. وهم خصومه في المضمون حتى لو ادمن الحضور الى المساجد، والاكثار من البسملة، وغيرها من شكليات الدين..

 

3 – مع عمرو خالد

 

التقيت الداعية عمرو خالد مصادفة في فندق ((فينيسيا)) في بيروت، خلال حمل كل واحد منا صحنه (طبقه) لاختيار مقبلات الطعام.. ظهر يوم كان فيه عمرو نزيل الفندق الفخم ضيفاً على جماعة الاخوان المسلمين، وهي تعتبره أحد منافذها او رسلها للترويج لثقافتها وسط الطبقات الغنية في مصر، وقد استضافته في فندق خمس نجوم بعد ان أدمن العيش وسط هذه الطبقة..

ألقيت عليه التحية فرد بمثلها، وقدمت له نفسي بصفتي صحافياً في مجلة ((الشراع)) فرد بأنه يعرف عن المجلة الكثير.. وبدأت حديثي مجاملاً لثوان وأنا أجيبه على اعلانه بأنه نجح في هداية 500 فتاة لوضع الحجاب، وهو يشكرني على استحياء ورأسه في الأرض.. ثم عاجلته بالصدمة وأنا أسأله: ألم يكن أصلح يا استاذ عمرو لهؤلاء الفتيات الـ500 ان تهديهن الى التوقف عن الكذب مثلاً او عن النميمة، او عن ايذاء الآخرين او الى البر بأهاليهن.. وفجأة انقلب حياء عمرو خالد الى نقيضه عندما غادرني من دون تحية او جواب، تاركاً أصناف المقبلات اللبنانية الشهية تعتب عليه، وأنا املأ صحني بالعديد منها.

انها بالنسبة لعمرو خالد وكل زملائه الذين صاروا نجوماً ينافسون العلماء والفنانين والمثقفين وحتى أبطال الرياضة، خصوصاً كرة القدم في متابعة واهتمام بل وعشق الناس لهم، وسيلة للشهرة، والغنى والجاه والتأثير، بل ان صنائعهم هي أعمدة الجماعات المتمسلمة في مصر، لفرض الجهل باسم الدين، وفرض الظلام باسمه وفرض أولوية ((الدين)) على العلم، ووسم كل نقاش فيه او بغيره بالكفر.. وصولاً الى التقاط كل جاهل او معقد او فقير معدم من مسجد او من زاوية او من مقهى يلتقي فيه العاطلون عن العمل كي ينضم الى صفوف احدى هذه الجماعات.. ولا مجال للمزيد، خصوصاً بعد ان التحفت هذه الجماعات وعناصرها احياء الفقراء وصارت مرتعها وملعبها وذخائرها التي تصلي بها مصر الحضارة والاستنارة ناراً وحرائق وضحايا وتخلفاً.. وفرقة لتلتقي كل هذه القيم الساقطة مع ما يرتكبه الفاسدون واللصوص والانتهازيون من موبقات هي الوجه الآخر لعملة الجرائم ضد مصر وشعبها وتاريخها.. والأهم حاضرها ومستقبلها.

 

الدلوعة صامتة

وحدها شادية من دون كل اللواتي خرجن من ثوب الفن ((المنبوذ أخلاقاً)) كما ادعين ولبسن ثوب العفة حين توهمنه بوضع الغطاء على الرأس، اعتزلته بعد أول وآخر.. مسرحية أبدعت فيها (ريا وسكينة مع سهير البابلي) والتزمت الصمت ورفضت كل محاولة لاستدراجها الى أي حديث اعلامي، بل وتمنعت عن الحضور شخصياً لتسلم أي جائزة قدمت لها تكريماً في مهرجانات مختلفة، وقد كلفت زميلتها الممثلة شهيرة (زوج الفنان محمود ياسين) تسلم جائزة تكريم لها في مهرجان خصها بها، وربما شكرت هاتفياً المبدع سعدالدين وهبة حين ناشدها على الهواء حضور مهرجان فني لتكريمها، وغابت عنه كالعادة.

أما الباقيات اللواتي خرجن من الفن المنبوذ وصرنا داعيات في الدين فإن مواقفهن تراوحت بين التصريحات المعادية للفن باعتباره حراماً وفتنة ومعادياً للدين.. كما زعمت سهير البابلي في بادىء الأمر.. وبين تجنب الفن باعتباره غلطة تاريخية ارتكبتها، وبين العودة جميعاً اليه، وكلهن سهير البابلي، وسهير رمزي وحنان ترك وعبير صبري واليوم حلا شيحا اعتبرن التمثيل من جديد استعادة لحياتهن التي عرفنها وأدمّن عليها، وشعرن من دونها بالعزلة والوحشة..

نعم

من الفنانات من اعتزلت لإنصراف المنتجين والمخرجين عنها، ومنهن من عجزت عن مجاراة الجيل الصاعد من الفنانات مع التذكير بأن الاهتمام المدروس بزرع حرمة الفن توجه نحو الصاعدات منهن وأبرزهن حنان ترك ثم حلا شيحا، وما عاد أحد من هؤلاء المهتمين يفكرون باعتزال او غطاء الرأس ليسرا او لإلهام شاهين او لليلى علوي..

باتت الدعوة الى الدين مهنة تدر أرباحاً طائلة.. ولا يحتاج ممتهنها إلا الى ذاكرة قوية وقدرة على الحفظ، وسلاسة في التعبير وبسمة على الشفتين، وهي بضاعة تجد ملايين ملايين المسلمين على استعداد لشرائها من دون الغوص في المضمون، بل لعل كثرة أخطاء المسلمين في حياتهم تجعلهم يبحثون عن أمثال هؤلاء، يلجأون اليهم كي يحملوا بالاوهام أعباء هذه الاخطاء، ويشعر كثير من المسلمين نتيجة غسل الأدمغة التي يتعرضون لها ليل نهار وعبر كل الوسائل في المساجد وفي الزوايا وعبر أجهزة الاعلام وفي الجلسات المختلفة في المقاهي وفي الأندية وفي البيوت.. وكلها عن الدين وعذاب القبر وعذاب الآخرة والأفعى القرعاء والتنين الطائر.. وهذا كله هو ثقافة الدعاة رجالاً ونساء المسيطرة على العقول الندية والنفوس الحائرة، والفراغ السياسي والفكري والثقافي وغياب المشاريع الوطنية والاهتمامات الجامعة..

هذه هي الحقول التي يحرثها ممتهنو الدعوة، فيحصدون اتباعاً مندوهين مسلوبي الارادة ومستسلمين للجهل والغيبيات انها البحار التي يسبحون فيها، ليعوموا أنفسهم في حياة مترفة على حساب المندوهين مسلوبي الارادة او المحبطين..

واذا كان دعاة هذا العصر يستسهلون الوصول بناء على خضوع من يحملونهم على الاعناق ليوصلوهم واتباع تعليماتهم وتصديق ما يقولون فإن هؤلاء الدعاة بزوّا من سبقهم في محاولة السيطرة على الناس بما هو دين من دون ربطه أحياناً كثيراً بالاخلاق.

فالشعراوي ومن خلفه يرون ان الدين هو العبادات والطقوس والفولكلور والاستعراض والسبحة والزبيبة واللحية والثوب القصير، وقال الله وقال الرسول بترداد كثيراً ما يكون نصاً لا روحاً وقولاً لا عملاً. وأحاديث ليس لديها سند حقيقي كما انها لا تؤدي الى أي ترجمة على الأرض لما يقال.

انها حالة افراغ للذات من أي قيمة علمية او ثقافية او اخلاقية مقابل فقط التدين حتى ليقال ان هذا الشخص حاج او مؤمن او دا بيصلي وبيصوم..

باتت كلمة حاج هي اللقب الذي يسعى اليه كثيرون.. فاستخدم بعضهم هذا اللقب المحترم في الثقافة الشعبية كي يتمادى في التلاعب وارتكاب الاخطاء، وفي المقابل فإن كثيرين باتوا يطلقون لقب حاج على أي كان كما يطلقون كلمة باشمهندس او دكتور او لقب بيه وباشا على أي كان.. فلم لا يطلقون كلمة حاج احد ألقاب العصر وسط مناخ التدين شكلاً او حقيقة طالما ان اطلاق هذه الألقاب لا تكلف شيئاً.. ولكن مردودها قد يكون حسنة، او مساعدة او نظرة الى ميسرة!!!

وسط هذا المناخ ذهبت حلا شيحا وغيرها وقبلها - وبالتأكيد بعدها - الى غطاء الرأس وفي رأيهن انه دين وعدن منه ويكدن يفقدن اتزانهن، في الظن به انه دين او شكل من أشكاله.

وفقدان التوازن هو تجسيد لضحالة فكرية وثقافة سطحية، وحيرة نفسية، وخلل اجتماعي، وصدمات عاطفية او مصيبة عائلية.. سرعان ما يلتقطها شيخ باحث عن شهرة، او طامع في ثروة او مستسهل للوصول عن طريق غطاء رأس هذه وفراغ رأس تلك.

 

شادية في صور من فيلم قديم وصورة بالحجاب

سهير رمزي ((تكفر)) عن عريها في أفلامها

سهير البابلي من فاجرة الى داعية ناهرة

حنان ترك: أول ما شطحت نطحت

محمد متولي الشعراوي: تخصص فنانات

حسن يوسف: من الفتى المشاغب الى الهادف وفق مفهوم الشعراوي

شمس البارودي: لماذا النقاب لماذا الحجاب؟

هدى قطب شعر الفتاة يغري أما شعر الرجال.. اسألوا من علمها العلم

عمرو خالد: تخصص ثريات

صابرين: من أقنعها ان الباروكة تمنع الفتنة؟

السيد محمد حسين فضل الله: الباروكة لمنع الاغراء ام لزيادته؟

 

ايها الداعون الى ان غطاء الرأس فريضة انظروا الى علماء دين مصر العظام مع نسائهم السافرات وقولوا لنا هل أنتم أكثر تديناً منهم.

هل هم جاهلون بدينهم؟

الوسوم