بيروت | Clouds 28.7 c

بوتين يدعم بشار لإيصاله الى مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية في سوتشي / كتب حسن صبرا

مجلة الشراع 20 كانون الأول 2020

 

   كنا كتبتا عن اجتماع هو الاهم من نوعه بين اميركا وروسيا والعدو الصهيوني عقد في القدس نهاية 2018

وابرز قراراتها الميدانية هي إبعاد قوى المقاومة التي تدعمها ايران وتضم بشكل رئيس مقاتلون من حزب الله ومؤيدون سوريون له ومتطوعون من بلاد عربية واسلاميون اخرى... عن الحدود الفلسطينية المحتلة - السورية..

 اما ابرز قراراتها السياسية فهي تمهيد الطريق لمؤتمر دولي يعقد في منتجع سوتشي الروسي...

عقد مؤتمر كهذا في حضن فلاديمير بوتين لن يأتي عبثاً ولا مسايرة اميركية او صهيونية لروسيا بل هو دور تنطح له بوتين ليحمل اعباءه الاستراتيجية التالية:

١ - إبعاد سياسي لإيران عن الملف السوري وهي مهمة شبه مستحيلة.. يعرف بوتين ذلك لكنه يعتمد على اسرائيل لتنفيذها بدعم اميركي حاسم..  بوتين لا يغطي فقط العدوانات الصهيونية على المواقع الايرانية في كل سورية، بل ان القوات والاجهزة الروسية القابضة على معظم مقدرات الامور الامنية والعسكرية تعطي المعلومات التي تحتاجها القوات الجوية الصهيونية لكي تقصف المواقع الايرانية بدقة شبه كاملة.. وأكثر من هذا فإن روسيا ابلغت بشار الاسد ان اسرائيل لن تستهدف قواته بأي عمل عسكري وهي قادرة على الوصول اليه في غرفة نومه عبر الطيران.. لذا عليه الا يتدخل لحماية المواقع الايرانية، وقد أنّب بوتين الاسد لأنه سمح للقوات الايرانية ان تستخدم الثكنات والمواقع السورية تحت العلم السوري لممارسة دورها العسكري وحذر بوتين الاسد من استخدام صواريخ اس اس 300 التي باعتها موسكو لدمشق لمواجهة الطائرات الصهيونية التي تقصف المواقع الايرانية، والمرات القليلة التي سمح فيها قائد القوات الروسية لجيش بشار بالرد على الغارات الصهيونية هي حين كان يخطر ببال طيارين صهاينة استهداف مواقع تابعة لجماعات بشار..   وما زال في الوقائع ان طلب قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني من بوتين التدخل في سورية لحماية بشار الآيل الى السقوط  خلال اسبوع كما صرح بعد ذلك سيرجي لافروف وموافقة بوتين على ذلك تلاه لقاء سريع في موسكو مع رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو المستدعى الى روسيا ليبلغه بوتين اتفاقه مع سليماني.. ومنذ ذلك التاريخ يتم وحتى اليوم العدوان الصهيوني على القوات الايرانية في سورية وفق المعادلة التي وردت اعلاه..

  وطبعاً كل هذا هو جزء من اتفاق القدس المشار اليه..

٢ -  لأن روسيا سمحت لإسرائيل بأن تستبيح سماء سورية وتساعدها ضد ايران فإن اميركا ترامب (في انتظار مجيء بايدن وبدء مفاوضاته مع ايران على شؤون عديدة منها دورها الاقليمي في سورية وغيرها) بايعت روسيا بوتين في سورية حتى الآن لأن سياسة بوتين في سورية تصب في مصلحة اسرائيل بنسبة مئة بالمئة ..

٣-  ترجمة لهذا الكلام فإن روسيا قهراً او طوعاً تسعى لترجمة المطلب الصهيوني لإبعاد كل قوة مسلحة تدعمها ايران عن الحدود مع فلسطين المحتلة الى اكثر من 180 كلمتر شمالي دمشق ، ومصادر عربية مقربة من موسكو تتحدث عن إخلاء ايران وجودها في كل المناطق المحيطة بدمشق وتوجهها نحو الحدود السورية- العراقية

 ٤ -  لأن موسكو تعتبر ان ماهر الاسد هو الاقرب الى ايران وتراه معرقلاً لسياستها في سورية، ولأنها تراه يملك اقوى قوة عسكرية في سورية وهي الفرقة الرابعة التي تعادل جيشاً كاملاً ليس فقط بتعدادها البشري العلوي ومعداتها بل بامرين جوهريين أيضاً:

الامر الاول هو انتشارها في كل سورية وليس كما هو انتشار الفرق الاخرى لفرق الجيش السوري الاخرى كل منها في نطاق جغرافي محدود.

الامر الثاني ان لماهر وفرقته او جيشه ميزانية خاصة من ايران مباشرة تم ترتيبها بينه وبين الراحل قاسم سليماني..

لهذا كله شكلت روسيا الفيلق الخامس - اقتحام ليكون جيش سورية خارج سيطرة آل الاسد وتحديداً ماهر، وسمحت لهذا الفيلق ان يصطدم معها من درعا جنوباً الى ريف حماه وكذلك على طريق M4  حيث الاغلبية العلوية

الوصول الى مؤتمر سوتشي ،

حتى اللحظة هناك توافق صهيوني - اميركي مع روسيا على التسليم لها بأن تتولى إحتضان مؤتمر دولي للقضية الفلسطينية وحمل بشار الاسد اليه في سوتشي..

رجل بوتين في سياسته الخارجية سيرجي لافروف يهيء لهذا المؤتمر سياسياً ودولياً لإكسابه صبغة شرعية في مشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية..

 هل يوافق بشار على حضور مؤتمر لحل القضية الفلسطينية ينتهي بإعتراف علوي من آل الاسد بالكيان الصهيوني وهو امر رفضه والده على الرغم من اعلان رئيس وزرائه عام 1994 اسحاق رابين الانسحاب من 98% من الجولان ؟

  هنا،

 يأتي دور بوتين والمعادلة واضحة وهي قائمة على ثلاثة قوائم :

  1. ينتخب بشار رئيساً للمر ة الرابعة .

  2. يبدأ الحوار الاميركي - الايراني ومن ضمن بنوده تسوية للقضية الصهيونية فطهران تملك القوة والقوى الوحيدة التي تعمل لها اسرائيل حساباً لامنها لا ولوجودها أيضاً

  3. عندها تتهيأ كل الظروف لعقد مؤتمر سوتشي، والمتفائلون يقولون ولنجاحه

        

الشراع في 20/12/2020

الوسوم