بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ- لا تحملوا المسؤولية للسنة وحدهم / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 14 كانون الاول 2020

ما ان تحركت القيادات السياسية والدينية وبعض المثقفين والإعلاميين لحماية موقع رئاسة الوزراء من استهدافه في جريمة تفجير مرفأ بيروت يوم 4/8/2020 بمحاولة المحقق العدلي فادي صوان في الجريمة التحقيق مع رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب حتى خرجت اصوات مختلفة تندد بالطابع المذهبي الذي صبغت فيه حملة الحماية السنية لدياب ، تحت عنوان حماية موقع رئاسة الحكومة .

ونحن الذين نادينا منذ البداية بحماية هذا الموقع اثر محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون احلال مجلس الدفاع الاعلى محل حكومة تصريف الاعمال ، وطالبنا في تسجيلين نادي رؤوساء الوزراء السابقين بأن يذهبوا الى السرايا الحكومية لإظهار الحماية للرئيس دياب وطالبناهم بان يتحركوا وان لا يتركوا دياب يخطيء حتى تحملوه المسؤولية

فإننا بالمقابل نذكر اللبنانيين بما يلي :

بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري في 14/2/2005 تنادى قادة ثورة الارز التي طردت قوات احتلال آل الاسد للبنان بعد احتلال دام 30 سنة للصعود الى قصر بعبدا لإلزام الرئيس اميل لحود بتقديم استقالته

وفي حين قيل ان الذي منع اقالة لحود هو البطريرك العاقل الراحل مار نصر الله بطرس صفير حتى لا يشكل هذا سابقة إقالة لرئيس الجمهورية الماروني فإن هناك من حملها لقيادات مسيحية كانت تتنافس حول من يحل محله ودفعها خلافها الى الإبقاء عليه حتى يكمل فترته الممددة قسراً

وما يزال اللبنانيون يذكرون بيانات المجلس الاسلامي الشيعي التي تحذر من انتخاب رئيس لمجلس النواب غير نبيه بري حتى اصبح اكثر شخص في العالم يرأس مجلس نواب في بلده 28 سنة حتى الآن وبشكل متواصل ...وكذلك بيانات المجلس حول رفض شرعية اي وزير شيعي يختاره رئيس الحكومة حين تشكيلها إن لم يكن من حركة امل او حزب الله

وهل نسينا المعادلة المذهبية - الطائفية التي اقحمها صهر عون الصغير في ان يكون القوي في طائفته او مذهبه هو الذي يتولى اعلى منصب لها في الدولة بغض النظر عن كفاءته السياسية واهليته العقلية والاخلاقية وهي السائدة الآن

اليس في هذا كله خروج عن المعادلات الوطنية والاخلاقية التي تبنى عليها الاوطان ؟

 وإذا كان ما اقدم عليه قادة السنة السياسيين والدينيين وبعض مثقفيهم يصعد الروح المذهبية على حساب القواعد الوطنية فإن الموارنة والشيعة سبقوهم الى ذلك وبالتالي لا يحق لهؤلاء ان يوجهون اليهم اللوم :

لا تنهى عن خلق وتأتي مثله

                 عار عليك اذا فعلت عظيم

وفي جميع الحالات فليس هكذا تبنى الاوطان ، خصوصاً ان الإنتفاضة الوطنية ضد الحرامية بدأت وطنية وضد الفساد ولن تصل الى غاياتها النبيلة إلا اذا حافظت على وطنيتها ضد المعادلة التي سادت قبلها بثلاثين عام. .. وهي ؛

الفساد والطائفية هما توأما الوحش الذي ما زال يفترس لبنان  وبنيه

حسن صبرا

 

الشراع في 14/12/2020

 

 

 

 

الوسوم