بيروت | Clouds 28.7 c

تيمور الاحمر.. وأسرار زيارته لموسكو

تيمور الاحمر.. وأسرار زيارته لموسكو

 

*لقاء بين ضابط روسي ووفد من السويداء سبق المجزرة ورفض فيه مشايخها انضمام الشباب الدروز الى الجيش

*موسكو اشترطت على جنبلاط توزير ارسلان مقابل اعطائه ضمانات للمختارة كزعامة لدروز المنطقة

*هل تطلب موسكو من جنبلاط زيارة دمشق مثلما فعل بعد مقتل والده؟

*النظام السوري يضع ثلاثة فيتوات على خالد مشعل ووليد جنبلاط وعبدالحليم خدام

 

 

لا تزال ذيول مجزرة السويداء تتفاعل، بعد ان تركت وراءها ضحايا ودماء بريئة، ولكنها ايضاً تركت سؤالاً عن الهدف منها، او الرسالة التي اراد منفذوها ومن يقف خلفهم ايصالها لدروز سورية وكل المشرق العربي؟؟

المختارة حملت هذا السؤال الى موسكو، وتؤكد معلومات قريبة من زعيم المختارة وليد جنبلاط، أن زيارة نجله تيمور الأخيرة الى العاصمة الروسية كان لها ثلاثة أهداف اساسية: اولاً معرفة حقيقة ما حصل في السويداء، وكيف مرت قوافل ((داعش)) لمسافة طويلة على مرأى المراقبة الجوية الاميركية والروسية، باتجاه السويداء ولم يجر اعتراضها.

ثانياً – ما هي حقيقة الوضع في سورية، وهل اقتربت التسوية وبدأت رحلة عودة المهجرين فعلاً.

 

ثالثاً –  وهل يلقى تيمور جنبلاط ((عناية الضمانات الامنية الروسية))، التي ينعم بها والده أي وليد جنبلاط.

في معلومات خاصة بـ ((الشراع)) ان زيارة تيمور جنبلاط لموسكو نقلت الأجوبة للمختارة عن الاسئلة الثلاثة كما يلي:

عما حدث في السويداء، تقول المعلومات بأن هناك لغطاً ساد دروز سورية بعد المجزرة وخلفيات اللقاء الذي جرى بين ضابط روسي كبير وبين وفد مشايخ السويداء، قبل فترة وجيزة من حصول المجزرة، فقد طلب الضابط الروسي من وفد المشايخ ان ينتقل الشباب الدروز من اطار الحماية المدنية لينضموا الى الجيش السوري، كون مرحلة الحرب بدأت تنتهي ما يحتم على الدروز ان يعودوا بالكامل لحضن الدولة. معظم أعضاء وفد مشايخ السويداء لم يوافقوا على طرح الضابط الروسي، وأصروا على بقاء الشباب الدروز ضمن اطر الحماية المدنية الخاصة بالدفاع عن السويداء، وأثار هذا الموقف حفيظة الضابط الروسي الذي توعدهم برد مناسب على موقفهم السلبي.

بعد فترة وجيزة من هذا اللقاء ، حصلت مجزرة السويداء، وساد لغط بين اوساط دروز سورية حول ما اذا كان هناك علاقة بين اللقاء وبين المجزرة. ولكن النظام رد بأن لا ربط بينهما، وان ((داعش)) انتقم في السويداء، من الهزيمة النكراء التي مني بها في وادي اليرموك.

وخلال الفترة التي تلت المجزرة انتشر جيش بشار داخل محافظة السويداء، تحت غطاء حاجتها للحماية من تكرار هجوم ((داعش)) عليها، وبهذا المعنى فان محافظة السويداء عادت لسلطة النظام ، اما تشكيلات الحماية الدرزية التي ظلت تسيطر على المحافظة طوال سنوات الأزمة الماضية فأصبحت عملياً عاطلة عن العمل.

 

زيارة تيمور جنبلاط لموسكو المتسمة بأنها محملة بأسئلة من والده الى موسكو، أرادت أيضاً توجيه رسالة لبوتين مفادها ((نريد ضمانات من موسكو للدروز ليس فقط في سورية بل ايضاً في لبنان وفلسطين المحتلة)). ويهم وليد جنبلاط ان تقدم الضمانات الروسية للدروز الى المختارة تحديداً لأن ذلك يعيد للأخيرة وهجها كزعامة درزية ليست محلية فقط بل اقليمية، وهذه الميزة كانت لجنبلاط قبل العام 2011 ولكنها تعرضت للتشكيك بعد هذا العام.

وتقول المعلومات ان موسكو وافقت على اعطاء جنبلاط ضماناتها للدروز، ولكنها بالمقابل وضعت شروطاً طلبت منه تنفيذها. أبرز هذه الشروط هو قبوله بتمثيل طلال ارسلان في الحكومة العتيدة. وسبب طلب موسكو هذا يعود الى أنها تريد توازناً على الساحة الدرزية اللبنانية بين الجنبلاطية المعادية للنظام السوري والارسلانية المتحالفة مع النظام، كون موسكو تنظر الى الساحة الدرزية اللبنانية بوصفها ذات تداخل مع الساحة الدرزية السورية. وبالمقابل وافقت موسكو على تمني جنبلاط بعدم السماح لوئام وهاب بتصوير نفسه وكأنه يمثل الزعامة الاقليمية لدروز المشرق. وهذا ما يفسر لماذا امتنعت موسكو عن تلبية رجاء وهاب زيارتها اسوة بما يفعل كل من طلال ارسلان وتيمور جنبلاط. وحينما زار طلال ارسلان مؤخراً موسكو، أبلغته القيادة الروسية بموقفها المساند لمطلبه بتوزيره بحقيبة درزية من أصل حقائب الدروز في الحكومة العتيدة، ولفتت نظره الى ان دوره المؤيد للنظام مهم لجهة أنه يضمن توزاناً على الساحة الدرزية اللبنانية يفيد التوازن الذي تريده موسكو فوق الساحة الدرزية السورية.

 

وثمة جانب آخر من زيارة تيمور جنبلاط لموسكو حظي بإهتمام متابعي ملف علاقة المختارة بروسيا. ويقول هؤلاء ان وليد جنبلاط تقصد ان يرسل نجله تيمور الى روسيا، وتقصد ان تكون موسكو هي اول زيارة خارجية يقوم بها تيمور جنبلاط بعد اعلان المختارة تسليمه الزعامة السياسية مكان والده. فجنبلاط الأب يريد اعطاء الانطباع لموسكو بأن تيمور هو بالسياسة وريث علاقة كمال جنبلاط ووليد جنبلاط مع موسكو، وان تيمور بحاجة لمواكبة سياسية وأمنية روسية له وهو في بداية طريقه السياسي الصعب. وليس واضحاً ما اذا كانت موسكو قدمت لتيمور ضمانات أمنية كتلك التي كانت منحتها لوالده طوال الفترة الماضية وقد تطلب موسكو من تيمور بعض الشروط لنقل مظلة حمايتها له الى فوق رأسه، ومنها ان يقوم بزيارة دمشق ويجري مصالحة مع الاسد كتلك التي أجراها والده مع حافظ الاسد بعد مقتل كمال جنبلاط.

وتقول هذه المصادر ان زيارة تيمور جنبلاط لروسيا حققت ثلاثة ارباع أهدافها وبقي منها هدف أساس وهو ايجاد ربط صلة وثيقة بين تيمور جنبلاط والقيادة الروسية، إذ ان موسكو التي تحترم تقاليد علاقاتها بالبيوتات السياسية اللبنانية، لا تزال تواجه عقبة في موضوع كيفية جعل وليد جنبلاط او حتى ابنه مقبولاً من قبل النظام السوري، خصوصاً وان هناك معلومات تقول ان الاسد يضع ثلاثة فيتوات على ثلاث شخصيات: الاول خالد مشعل الذي يتهمه الاسد بعدم الوفاء، والثاني وليد جنبلاط الذي يتهمه الاسد بالغدر، والثالث عبد الحليم خدام الذي يتهمه بالخيانة.

 

تيمور جنبلاط: جنبلاط الأب تعمد اختيار موسكو كأول زيارة خارجية له

وليد جنبلاط: يريد ضمانات روسية لنجله

مجزرة السويداء: قوافل ((داعش)) مرت على مرأى من المراقبة الجوية الروسية

الوسوم