بيروت | Clouds 28.7 c

الكورونا كشفت المستور بين العلم والتخلف... غياب الابحاث وتعتيم وتجاهل لهواجس المواطنين؟/ بقلم عرفان نظام الدين

راي حر بقلم : عرفان نظام الدين 
مجلة الشـراع 5 كانون الاول 2020

لم نكن. نحتاج لجائحة الكورونا لنكتشف تخلفنا عن العلم والابحاث وغياب الشفافية وتعميم التعتيم على الاخبار والمعلومات الواضحة وتجاهل المواطنين رغم خطورة الوضع والضياع بين الاخبار المغلوطة والنصائح الوهمية واحاديث المؤامرة.
تذكرت في خضم الازمة احد مدعي العلم .ضمن مجموعة من. الجهلة الذين احتلوا شاشات الفضائيات  العربية ومواقع التواصل الاجتماعي.؛ وهو يتحدث بجدية عن عدم الحاجة لتلقي العلوم لان الله خلقنالتادية  رسالة الدعوة  لنترك  العلم والابحاث للاخرين  ليكونوا في خدمتنا    ويزودوننا بالمعلومات متجاهلاً حقيقة ان ان الاسلام هو دين العلم وان اول دعوة للايمان بدات  بكلمة: اقرا وان سيد الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم دعانا لطلب العلم ولو في الصين.
انه عصر التخلف في زمن ازدهار العلم والتكنولوجياوالتنافس بين الامم الحضارية … وكم حزنت ونحن نشهد تنافسًا بين الدول على اعلان اكتشاف اللقاح الناجع الكورونا والبدء  بتسويقه الذي يدر عليها مليارات الدولارات عدا  عن المكاسب المعنوية في من يحقق السبق  بين الاميركيين والبريطانيين والروس والصينيين وغيرهم٠
اما نحن العرب واخواننا المسلمين فقد بقينا صم بكم عمي ننتظر ان يتكرموا علينا ويرسلوا  لنا اللقاحات ولو كانت باغلى الاثمان مع ان  تاريخنا زاخر بالعلوم واهم الاكتشافات  ومئات العلماء الكبار الذين اثروا الحضارة الانسانية عبر التاريخ ٠ 
و حتى من اكتشف اللقاح الاميركي الالماني الاول لشركة فايزر بالتشارك مع شركة بيونتيك ٠  فهو اشوري من لواء اسكندرون السوري المحتل من قبل تركيا ويدعى اوغور شاهين ٠ اما الثاني فهو نوبار ايفان رئيس شركة موديرنا الاميركية  من اصول ارمنية لبنانية٠ 
وفي ظل الغياب العربي تعددت الاسباب والتخلف واحد من بينها الغاء الحريات التي تتيح للانسان ان يثبت وجوده ليلعب دوره في المشاركة بالتطور وعدم تخصيص ميزانيات كافية  لاقامة مراكز الدراسات والابحاث وتحفيز المتفوقين والمبدعين على اخذ زمام المبادرة  ٠
 وهناك ايضاً تقصير  فادح في التواصل بين السلطات والمواطنين وتركهم في حيرة من امرهم وتجاهل تزويدهم بالحقائق التي تدعم  الثقة المفقودة لمعالجة  الاخطار بالعمل المشترك حتى  لاتسري الشائعات وتعم اللا مبالاة ٠ 
في الختام اعرض علبكم باختصار تفاصيل تعامل الحكومة البريطانية  مع المواطنين مهما كانت اجناسهم واصولهم والوانهم  فمنذاليوم الاول لانتشار الجائحة دابت السلطات الصحية والبلدية على الاتصال مبشرة وتوجيه رسائل تشرح تفاصيل مجريات الوضع وخريطة الانتشار وسبل التصرف لتجنب العدوى وتصل الى  ابداء الاستعداد للرد على اي سؤال وتقديم اي خدمة يطلبها المواطن٠
وقبل ايام قليلة تلقيت رسالة من وزيرين ؛ دفعة واحدة؛ هما Matt Hancockوزير  الصحة والرعاية الاجتماعية وRobert jenrick وزير الاسكان والكومنولث والادارة المحلية:!
معنونة باسمي( والاكيد ان مئات الالاف تلقوا نفس الرسالة) بيبشراني فيها بان اللقاح الجديد سيصل قريباً الاولوية ستكون لنا بوصفي من اصحاب العمر الطويل ويعرضان في الوقت نفسه خدمات متعددة فوراً مثل تامين وسيلة مواصلات وتخصيص ممرض للعناية بي في منزلي وتكليف مساعدين  لايصال الطلبات من السوبر ماركت وتامين الادوية مجاناً وتخصيص رقم خاص للاستشارات الطبية والنفسة وهو امر يتم التركيز عليه لان اكثر المحجورين اصيبوا بحالات اكتئاب وقلق وخوف من انتقال العدوى اليهم٠ 
وهذا غيض من فيض التفاعل والثقة  بين  السلطة والمواطن دون تمييز ولا وساطات ولاصلةةقرابةفالكل سواسية ولهذا يلتزم المواطنون بالتعليمات وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي  وغيرها من الاجراءات مهما كانت مزعجة  وقاسية على عكس الفلتان الذي ساد في ديارنا العامرة٠

الوسوم