بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ/ المزايدات العربية التي هزمت جمال عبد الناصر- بقلم حسن صبرا

مجلة الشـراع 4 كانون الاول 2020
مقدمات هزيمة يونيو 67 كانت متعددة متشعبة وإنتهت بفجيعة عسكرية ، غير ان اخطر مقدماتها السياسية - الإعلامية كانت المزايدات العربية التي جمعت التحريض السعودي-الاردني -اليساري- البعثي ، ليس فقط ضد جمال عبد الناصر في السياسة وفي مشروعه للنهضة والتنوير والتنمية والعروبة ، بل وفي المزايدة على جمال قبل وبعد حشد الجيش المصري في سيناء 
قبل إرساله الجيش الى سيناء تعرض جمال للمزايدات من جانب البعث السوري الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بأن اسرائيل حشدت قواها على الجبهة السورية لإحتلال دمشق وان التأخر في نجدة سورية يعتبر خيانة عربية  وكان البعث يستهدف جمال ومصر فقط .. وكتب صلاح خلف في مذكراته ان حركة فتح كانت تريد توريط جمال في الحرب ضد اسرائيل 
بعد الهزيمة العسكرية واستقالة جمال يوم9/6/67 رقص وزير خارجية البعث ابراهيم ماخوس فرحاً في مجلس الوزراء السوري وقال ابو اياد لقد ورطنا جمال عبد الناصر
المزايدة الاخرى جاءت من الاعلام في الرياض وعمان بعد ارسال الجيش المصري الى ارضه في سيناء حيث كان التركيز الاعلامي الممنهج على شكلية الوجود العسكري المصري اذا لم يتم سحب قوات الطواريء الدولية التي كانت انتشرت 

في سيناء بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 , مما دفع جمال لطلب اعادة تحريك جزء من القوات وليس كل القوات وارسل وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة يومها محمود رياض رسالة الى امين عام الامم المتحدة او ثانت لتحقيق هذا الطلب 
مساعد او ثانت الاميركي المعادي العرب رالف بانش رفض التحريك الجزئي لقوات الطواريء وصمم على الانسحاب الكلي ، فوصل الامر الى القائد العام للقوات المسلحة العربية عبد الحكيم عامر ، وبعقلية شيخ العشيرة العربي امر بسحب كل قوات الطوارىء وارسل على الفور قوات مصرية للحلول مكانها قبل ان يصل الخبر الى جمال 
هللت صحف السعودية والاردن ومنابر اليسار والبعث لسحب الطواريء ودخول الجيش المصري الى اماكن انسحابها ودعا هؤلاء جميعاً نفاقاً ومزايدات مصر الى منع السفن الاسرائيلية من المرور في خليج العقبة عبر جزر صنافير وتيران  كأنها كانت تحرض مصر على الوقوع في الفخ الذي حاول جمال تجنبه لكن رالف بانش الاميركي وعبد الحكيم عامر وسياسي السعودية والاردن واليسار والبعث كل بدوره وبسلوكه ساهم في هزيمة 67 المزايدة كالنفاق كالكراهية والشقاق كلها ادت دورها الخبيث جهلاً وتعمداً في الذي حصل 
احذروها هذه الايام في اخطر ما يمكن توقعه 

الشراع في 4/12/2020

 

الوسوم