بيروت | Clouds 28.7 c

الولايات المتحدة على خطى الإتحاد السوفياتي !؟ / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 3 تشرين الثاني 2020

 

بالفيديو: شغب في شوارع أمريكا قبيل الانتخابات

متابعة مباشرة لتصريحات الرئيس دونالد ترامب وتفاعل جمهوره معه وتداعيات الإنتخابات الرئاسية الاميركية ، ما سبقها وما يمكن ان يليها يجعل اشد المراقبين تحفظا ، واكثر المعجبين بالتجربة الاتحادية الأميركية يخشون ان يصبح مصير الإتحاد الاميركي شبيهاً بمصير الإتحاد السوفياتي ، ومثلما لم تكن البيروسترايكا التي جاء بها ميخائيل غورباتشوف سبباً جوهرياً لفرط الإتحاد السوفياتي عام 1990  , كذلك لن يكون سلوك دونالد ترامب وعنصريته وتفلته اللا اخلاقي هو السبب الجوهري لفرط الإتحاد الاميركي

  عوامل فرط الاتحاد السوفياتي كانت تتجمع من داخل البناء نفسه فمشكلته الجوهرية بنيوية وليس فقط شخصية غورباتشوف او سباق النجوم الذي جره اليه رونالد ريغان ، وربما يكون هذان العاملان وغيرهما اسباباً مباشرة لإنهيار الاتحاد بعد قيامه بسبعين سنة تقريباً ، الا ان العوامل الاهم فيه كانت في تلازم جوهري وجدلي بين الفقر وانعدام الحرية وقهر المبادرة المبادرة الفردية والفساد الذي عشعش داخل الحزب الشيوعي الاضخم خارج الصين الشيوعية نفسها...

هذه العوامل وغيرها عززت عزلة السوفياتي عن اتحاده بمعنى افقدته الحافز للعمل وافقدته في نظامه الامل وصرفت كل من في الإتحاد عن تاريخ وطنه فألغت الإنتماء الوطني بقرار عقائدي ولم تنجح في ترسيخ الإنتماء العقائدي الذي راح نحو الإضمحلال مع الاجيال المتعاقبة وغياب الرواد والنماذج المثالية

في الإتحاد الاميركي كان انتخاب دونالد ترامب عام 2016 تعبيراً عن انقلاب جذري في السلوك الوطني عند نحو نصف ناخبي اميركا الذين انتقموا من حكم الاسود باراك اوباما بإنتخاب العنصري الابيض ، وهؤلاء اليوم يجسدون عقلية اميركية حاربها اول رئيس جمهوري في تاريخ اميركا ابراهام لنكولن ، وهي التي يعتمد عليها ترامب ليس لإنجاحه فقط بل للإنتقام له اذا ما اسقطه السود كما يعتقد هو نفسه .

 سياسة ترامب خلال اربع سنوات من حكمه هي مدة ولايته كشفت- ولم تكن سبباً - عمق الإنفصال داخل المجتمع الاميركي بين من هم من جذور اسبانية أو ايطالية ولاتينية ومكسيكية ويونانية .. ليس الإنفصال في الاقتصاد او المال وهما القيمتان اللتان تجمعان قوى الارض احيانا فكيف في ارض الرأسمالية المتوحشة ؟ بل في عمق الثقافات المختلفة

نعم كانت الاختلافات بين الأعراق وتنوعها في المجتمع الاميركي عنصر غنى نجح  النظام الاميركي ( السيستم ) الفريد في ميزاته في اخذ افضل مافيها ، ولأن ابرز سمات هذا النظام انه نظام اتاحة الفرص فإن مؤسسات البحث العلمي والطب والفضاء واساتذة الجامعات تعج بمهاجرين من كل اصقاع الارض يقدمون لأميركا والبشرية نتاج عقولهم التي كان يمكن الا ترى النور لو لم تحتضنها اميركا

 جاء ترامب ليكشف عورات المجتمع . .. كما كان اوباما ربما هو آخر انجازات المجتمع الاميركي حيث يبدأ من بعده الإنهيار

ملاحظة جوهرية قبل الإنتقال الى اليوم:

كل شعوب وقوميات الارض شكلت قوى ضغط حقيقية في اميركا سياسياً

اليهود هم اصحاب التأثير الاهم داخل الولايات المتحدة ?? بالمال والإعلام

الإيرانيون حتى المعادين للجمهورية الاسلامية ، الايرلنديون وهم اعتق المهاجرين ،، الصينيون الذين يتكاثرون وبات لهم في كل مدينة وسط خدماتي

وتجاري .. كل هذه الشعوب تؤدي دوراً في سياسة ما داخل اميركا ... الا العرب لا دور لهم لا وزن ولا احد يحسب حسابهم بسبب تفرقهم ( رحم الله موحد العرب في كل مكان في عصره.. انه جمال عبد الناصر)

ومع هذا فنكاد نحن العرب اكثر الناس تأثراً بنتائج الإنتخابات الاميركية .... لا ليس ان فاز اي من الاثنين كأن يكون بايدن مثلاً بل في ان نرى الاتحاد الاميركي على خطى الاتحاد السوفياتي

  نحن لا ندعو الى ذلك ، بل نحن نرى ان هذه الولايات الاميركية المتحدة هي ويلات على العرب منذ ورثت هي الإستعمار البريطاني الذي زرع الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948 ، فصارت الراعية غير الإخلاقية للعدوان الصهيوني على كل العرب وها هو ترامب يفاقم الامر نفسه بل ويقلب المعادلة التي كانت فيها اسرائيل لاهثة خلف الإعتراف العربي بها لتصبح معادلة لهاث انظمة عربية خلف اسرائيل لتعطيها شرف العلاقات معها

تفتيت اميركا كما الاتحاد السوفياتي لن يكون اكثر شراً في السياسة على العرب كما هو اليوم ، لا ربما يحمل الخير او بعض الامل في التخفيف من العدوان الصهيوني على العرب

طبعاً ..  المسؤولية الاولى هي في الضعف العربي ولكن من يقول ان الخوف من اميركا الحالية ليس هو احد اسباب ضعف العرب

 

الوسوم