بيروت | Clouds 28.7 c

لا تنسوا ان السّدود من انجاز جبـران

مجلة الشراع 2 تشرين الثاني 2020
الطاقة اي الكهرباء هي الدجاجة التي تبيض ذهباً منذ تسلمها ايلي حبيقة مروراً بمحمد بيضون الى ايوب حميد وصولاً الى جبران باسيل ومستشاريه الذين عينهم وزراء للطاقة ليتفرغ  هو لخوض معركته للوصول المستحيل الى رئاسة الجمهورية خلفاً لعمه ميشال عون الذي نجح بفرضه رئيساً للتيار  الذي اسسه لكنه لن  ينجح بفرضه رئيساً على البلاد 
يقف اللبنانيون عند كارثة تسلم جبران ومستشاريه وزارة الطاقة لأنها كلفت الخزينة اللبنانية 62 بالمئة من الدين العام ولم تتوفر كما هي في مجاهل افريقيا 24على24 ساعة كما وعد عشرات المرات صهر عون الصغير . 
  كان اللبنانيون يعتقدون ان  الطاقة هي اهم " انجازات " الصهر الصغير لكن شواهد الحكم القوي الذي انتهى منه الثلثان عمراً قاصفاً اعمار الليرة والإقتصاد مذيباً اموال اللبنانيين في المصارف والمنازل مهدداً المسيحيين بالذوبان الديموغرافي ... لكن كارثة مالية - بيئية - مائية - اجتماعية اخرى كانت الى حد ما منسية ربما لأنها في الجبال والاودية والقرى والغابات ابى شبق الصهر الصغير الى " الإنجاز " الا ان يهديها للبنانيين الذين عاشوا دهراً في انتظار المخلص القوي فإذا هي السدود بعد الطاقة 
شبق جبران باسيل الى الإنجاز تغطيه انجازات الذين حكموا قبل عودة عمه من منفاه الفرنسي ... هم اهدروا المال ، هم ما اشبعوا شبقهم اليه وافسدوا ، هم راكموا المليارات في مصارف العالم من سرقاتهم للشعب اللبناني ،،، وتحاصصوا وما ارتدعوا ، ولسان حال جبران قال منذ جاء الى السلطة :

الآن جاء دوري 
 دوره في الكهرباء سجل 65 مليار دولار وهو مبلغ يكفي لتوفير الكهرباء للبنان وسورية والاردن والعراق ومصر وتركيا وايران .... هذا الإنجاز فتح لنا الباب للحديث عن انجاز السدود 

من اين نبدأ ؟ 

رحم الله نهاد قلعي وهو يردد في مسلسلاته عبارة ذهبت مثلاً : اذا اردت ان تعرف ماذا في لبنان  عليك ان تعرف ماذا في البرازيل  
وكم كنت بعيد النظر ايها الفنان الجميل واليكم المقارنة المعبرة : 
تحرك نشطاء البرازيل ضد الفساد الذي رافق بناء سد بيلومونت وتدمير البيئة وهدر المال ... حتى نجحوا في وقف بنائه لأنه يحمل دمارًا الى المنطقة المحيطة 
تحرك نشطاء في لبنان ضد بناء سد بسري لما يحمله من دمار للبيئة وهدر وصفقات كان اوقحها اقرار 600 مليون دولار من خزانة بلد مفلس على الرغم من اعتراضات جيولوجية وبيئية وشعبية ودولية متخصصة 
اوقف النشطاء البيئيون سد بيلومونت في البرازيل  .. واوقف نشطاء بيئيون سد بسري في لبنان  لكن ...ولكن هي القضية لأنه بعد سد بسري يزداد شبق جبران باسيل "لإنجاز سد جنة " !!! 

ماهي حكاية سد جنة 

السد الذي يقام على صدعين في منطقة نهر ابراهيم ، بما يعنيه الصدع من احتمالات ضخمة للإنهيار امام اي زلزال على مستوى منخفض من مقياس ريختر ، تشوبه العيوب الكبيرة التالية : 
١- موقع السد غير الصالح 
٢-نوعية الصخور التي تمنع حفظ المياه
٣-جرف 50000 شجرة  بمايعنيه من خسائر بيئية فضلا ً عن تهديد بجرف التربة مع هطول الامطار الغزيرة بما يهدد السد نفسه 
واذا قيل ان من ضمن الاتفاق على بناء سد جنة الزام المتعهدين اعادة زرع المنطقة فإن ثلاث سنوات مرت ولم تزرع شجرة واحدة بديلة
٤- 500نوع من النباتات والحيوانات خسرت محمية طبيعية بما يؤثر سلباً أيضاً على البيئة )
٥- حرمان نبع جعيتا من كميات غزيرة من المياه كانت تغذي مدينة بيروت التي يشكل سكانها ربه سكان لبنان كله

 شركات الاحتيال

اخطر عيوب سد جنة يقع مع شركات الاستشارات وشركات التعهد 
شركة الاستشارات الاساسية ارتيليا ملاحقة قضائياً من جهات دولية عبر ثلاثة فروع لها في الصين  والبرازيل وغرب افريقيا نتيجة اعمال احتيالية في هذه القارات حيث كانت تحتال على هذه الدول بتسليم شركات اخرى تنشؤها هي نفسها لتنفيذ اعمال في هذه الدول بعد فضائح مالية او بنيوية في المشاريع التي تنفذها 

فماذا عن كارثة ارضية السد المقترح ؟ 

يبنى سد جنة على ارضية كلسية تتسرب منها المياه عند فالق صخري مهدد بأنه سيهدر ماء  اكثر مما سيحفظ ! هنا تبدأ كارثة المكان في البناء ، لماذا؟ 
لأنه لا ضمانة بأنه وبعد الإنتهاء من بنائه لن يكون هناك تسريب مياه فيه ، فطبيعة الصخور ليست متماسكة وتسمح بالتسريب المستمر .. وإليكم الشواهد التي يعرفها الفنيون والعمال والمهندسون المحليون والاجانب وابرز هذه الشواهد هي: 
كلما زاد العمال في حفر الارض خرجت مياه الينابيع بغزارة بما يؤكد وجود كميات غزيرة من المياه المخزنة في اعماق الوادي الغني ، لذا كانت الشركة المتعهدة تلجأ الى اقامة خوازيق لإقفال التفسخات وقطر كل خازوق 11 سنتم ، 
  اعتمدت الشركة بداية اقامة خازوق كل 12 متر فلما تفاقم التسرب قربت المسافات بين الخوازيق الى6 امتار ثم الى 3 امتار ليتبين ان البايلات التي تركبها لا تمنع التسرب إلا حيث تدك فقط وبالتالي سيظل التسريب مستمراً الى ان يتم بناء سد تحت السد وهذه نكتة سخيفة للسخرية فقط 

فضائح بالجملة: 

حتى الآن لم يبدأ صب الباطون في المشروع ، لماذا؟ 
لأن مزراب الجبالة تعطل بعد اسبوع واحد فقط ، وهم اقاموا مجبل الباطون في قلب المشروع وليس في حصرايل كما ورد في عقد الإتفاق 
وتبين بعد التأخير ان الشركة المتعهدة لها مصلحة في التأخير للحصول على اسعار جديدة عالية طبعاً

 فتش عن جبران 

جماعةً عون يعتبرون ان سد جنة كغيره من السدود هو من " انجازات " صهره الصغير ، لذا هم متحمسون لتسليمه الاشراف على السد لزلمته جان جبران الذي جاء به باسيل رئيساً لمصلحة مياه بيروت وجبل لبنان  وهي الجهة الممولة للسد 
وليست مصادفة ان يحيل هذا الثنائي جبران وجبران مشروع سد جنة الى حلقة حزبية لتيار عون من حيث التوظيفات على كل المستويات الا في وظائف الحراسة والتنظيفات والمسائل المتواضعة فقد تركت لأبناء المنطقة والجوار 
المهندسون والاداريون من جماعة عون التزمت ندر
وبعد الجبرانين يجيء العوني زياد زخور
وفي مجال آخر يجيء جوليان شاهين عن المتعهد شركةcet وجيلبير شربل من قبل الاستشاري
 كان جان جبران وكيلاً لشركة غوتيير البرازيلية واستقال منها تحت عنوان انه لا يمكن له الجمع بين وكالته عنها وبين موقعه في مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان لكنه هو الذي طلب من البرازيليين تلزيم شركة cet 
المتعهد بتوجيه "حزبي " احضر مهندسين محسوبين على عون ويكفي ان يكون جوليان شاهين مسؤول تيار عون في جبيل 
ويكفي ان نعرف ان زياد زخور الآمر الناهي في المشروع وضمن اللجنة المشرفة على تنفيذ السد هو احد مستشاري صهر عون الصغير في مغارة وزارة الطاقة

وفي الذكرى الرابعة لإرتكاب جريمة انتخاب عون رئيساً لا يتناسب وصف ما يتم الا بكونه كوارث من الطاقة الى السدود ، وليس هناك بعد ذلك حاجة لإصدار  كتاب اسود عن هذا العهد ، لأن دود الخل منه وفيه 

الوسوم