مجلة الشـراع 31 تشرين الاول 2020

 كنا نلتقي ياسر عرفات بين الحين والآخر  في بيروت في مقره في الفاكهاني - الطريق الجديدة، وفي كل لقاء كان هناك مشاحنات بيننا وكان صدره واسعاً ليتقبل منا الكثير وسنتحدث عنها إن شاء الله لاحقاً ..

الآن نتحدث عن لقاء يتيم في صنعاء عاصمة اليمن التي كانت. 

ذهبت اليه في مقر قيادته في وقت متأخر من ليل رمضاني وبعد ان اكرمني بإجلاسي على رأس طاولة مستطيلة جمعت اكثر من خمسين انساناً لتناول السحور اصطحبني الى مكتبه ليحدثني عن غدر حافظ الاسد به في وقت كان فيه سعيداًمفاخراً بإنقاذ جمال عبد الناصر  له في عمان عام 1970 ولعل ذلك كان اخر اعمال جمال وهو يحاول حقن دماء عربية ووقف اقتتال نشأ بين ابناء وطن واحد ..

قال لي ابو عمار:

 صاحبك حافظ الاسد (وهذا تعبير مجازي لأنني لم اعرف حافظ الاسد في حياتي ) اخفى عني معلوماته عن الإجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982,  كل الدنيا يا ابو علي ( كما كان يناديني احياناً ) بلغتني ان فيه هجوم اسرائيلي على لبنان الا حافظ...

الفرنسيين حذروني والمصريين اكدوا الهجوم الملك الحسن الثاني ارسل لي ان آخذ حذري والا اعطي للصهاينة ذريعة للهجوم، جهات عديدة في العالم خصوصا ً الاصدقاء السوفييت قالوا لي ان بيغن حيهاجمكم خلوكم حذرين ... الا حافظ ما جبش سيرة ولا بعتلي مع حد وكأن الامر لا يعنيه ...

شوف يا حسن يا خويا:

عبد الناصر بعتلي الفريق محمد احمد صادق عمان عشان يوقف حمام الدم في الاردن في ايلول 1970 ، ومش بس كده ، تعليمات الريس عبد الناصر للفريق صادق كانت واضحة: يا صادق ما ترجعش مصر من غير ياسر عرفات . 

وقبل ان اغادر وكان وقت الإمساك ازف قال لي: اسمع يا خويا يا حسن انا حديك دلوقت خبر يهز الدنيا زي ما عملت انت في ايران -غيت.

لمعت عيناي وشعرت انني اتوقف عن التنفس حتى افرغ حواسي كلها لإلتقاط ما سيعطيني اياه ياسر عرفات... 

اسمع: الامام الخميني شكل لجنة فيها الشيخ رفسنجاني وخامنئي و.. لإدارة ملف الرهائن في لبنان .. 

عدت الى بيروت وصادف ان اتصل بي يوم احد، صحافي فرنسي يعمل في الفيغارو يطلب لقائي يوم الاثنين فقلت له ولماذا الإثنين؟ انا الآن في مكتبي وتستطيع ان تحضر الآن.. وكان نزيلاً في احد فنادق الحمرا...

جاء الصحافي الفرنسي على عجل وطرقات بيروت يوم الاحد ظهراً شبه فارغة ، سجل حديثاً غير مطول معي ثم طلب ان اخصه بمعلومة مميزة فنقلت ما قاله عرفات لي من دون كشف مصدري! 

بعد يومين يتصل بي الصحافي الفرنسي ليشكرني على المعلومة التي انفجرت كسبق له في فرنسا  لتنهال الإتصالات على الشراع لإجراء احاديث لمحطات اميركية وغربية حول هذا الخبر السبق...

الشراع في 31/10/2020