بيروت | Clouds 28.7 c

تهديد ايران باغلاق " هرمز ": حقيقة أم فيلم بوليسي؟ طهران تصعد بانتظار صفقة دولية ولا تسعى للحرب / بقلم: محمد خليفة

تهديد ايران باغلاق " هرمز ": حقيقة أم فيلم بوليسي؟ طهران تصعد بانتظار صفقة دولية ولا تسعى للحرب / بقلم: محمد خليفة

المضيق هدف للاطماع الايرانية ولن توقف محاولاتها للسيطرة عليه

*الاغلاق غير ممكن فعلياً وسيشعل حرباً كبرى حتماً

*القانون الدولي يعتبره ممراً دولياً لا يحق لأحد منع الحركة فيه

*ثلث صادرات النفط العالمية تمر عبر الخليج

*أميركا لديها قوات بحرية وجوية ضخمة في الخليج

 

بقلم : محمد خليفة

 

مع فرض الولايات المتحدة للعقوبات الخانقة على ايران تبادلت الدولتان التهديد باللجوء للقوة. وعادت طهران للتلويح بفرض سيطرتها على مضيق هرمز، وإغلاقه في وجه الناقلات التي تحمل بترول الدول العربية الى الأسواق، في حال نجحت الولايات المتحدة في منعها من بيع نفطها وغازها الى زبائنها في الشرق والغرب. ولاحظ المراقبون أن التهديد الايراني صدر عن قادتها السياسيين الكبار، وفي مقدمهم المرشد علي خامنئي، والرئيس روحاني، قبل أن يصدر عن جنرالات الحرس الثوري. ورد مستشار الأمن القومي جون بولتون على هذه التهديدات بأن إغلاق هرمز سيكون الخطيئة التي لا تغتفر لإيران، وسيكون الرد سريعاً وحاسماً، المضيق ممر دولي يحميه القانون الدولي. كما قال وزير الدفاع جيمس ماتيس إن القوات الاميركية جاهزة للتعامل مع أي تهديد لمضيق هرمز أو مضيق باب المندب .

وعلى هذا النحو أمسى ((التهديد بإغلاق المضيق ((عنواناً مستقلاً ورئيسياً في نشرات وتقارير الأخبار خلال الأسبوعين الأخيرين، بمعزل عن بقية التهديدات المتبادلة. ثم أخذ بعداً عملياً أكثر خطورة على أرض الواقع بقيام سلاح البحرية الايراني بإجراء مناورات في مياه الخليج العربي الاسبوع قبل الماضي .

وقد أعلن الحرس عن هذه المناورات بعد إجرائها في موقع المضيق تماماً 5 – 8 آب/اغسطس وأكد انها استمرت لأيام وكان هدفها ((مواجهة التهديدات المحتملة)) من قبل أعداء إيران، وتزامنت بالضبط مع بدء تطبيق الحزمة الأولى من العقوبات7  آب/ غسطس  .

وعلق قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جو فوتيل على الفور قائلاً:  ((إن المناورات الإيرانية الأخيرة لا تختلف عن سابقاتها، لكنها تأتي في هذا التوقيت بالذات بهدف اثارة انتباه الولايات المتحدة. وأضاف في حديث للصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء 8 آب/ اغسطس يتضح لنا بجلاء أن الايرانيين يستخدمون هذه المناورات لتوجيه رسالة للولايات المتحدة في فترة إعادة تطبيق العقوبات بأن لديهم قدرات من نوع ما)).

وبعد انتهاء المناورات بأيام عاد البنتاغون يوم الجمعة الماضي 10 آب/ غسطس ليكشف)) إن إيران اختبرت صاروخاً جديدا ًقصير المدى مضاداً للسفن، خلال مناوراتها العسكرية في مضيق هرمز الأسبوع الماضي، بالتزامن مع عودة العقوبات الأميركية.

ولكن المسؤول أوضح أن  اختبار صاروخ من هذا النوع في مناورات عسكرية ليس بالأمر الاستثنائي غير المعتاد، وأكد ((أن الاختبار تم في المياه الإقليمية الإيرانية)).

ولا بد من ربط هذا التطور بمثيله قرب مضيق باب المندب، ولا سيما قصف ناقلة النفط السعودية بصاروخ أطلقه الحوثيون  25 تموز / يوليو  حسب قناة الاخبارية السعودية، بينما زعمت قناة ))المسيرة)) التابعة للحوثيين بأن العملية استهدفت بارجة سعودية  قبالة الساحل الغربي لليمن.  وكتبت على موقعها في ((تويتر)) القوة البحرية تستهدف بارجة الدمام السعودية قبالة السواحل الغربية.

وكانت القوة البحرية التابعة لمليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح استهدفت في    29 تموز /يوليو من العام الماضي 2017 بارجة عسكرية إماراتية قبالة سواحل المخا غرب البلاد .

هذه التطورات تطرح أسئلة عن مدى جدية هذه التهديدات، وعن قدرة ايران وجماعاتها في اليمن على تنفيذها، وإمكان اغلاق مضيق هرمز بالفعل، أم أن هذه التهديدات مجرد بالونات فارغة، وغير قابلة للتنفيذ أو التحقق على أرض الواقع، كما يرى بعض المراقبين.

فيما يلي نظرة علمية فاحصة على الخليج والمضيق، ثم محاولة ثانية لفحص مدى جدوى أو جدية التهديدات بالسيطرة عليه وإغلاقه.

 

مضيق الأزمات :

 

في العالم 120 مضيقاً بحرياً، أهمها عشرة مضائق، يقع ضمنها مضيق هرمز الذي تعود أهميته للقرن السابع قبل الميلاد، لوقوعه على طريق التجارة بين الهند واوروبا، مما جعله هدفاً للامبراطوريات تتصارع للسيطرة عليه. وقد تناوبت عليه في القرون السبعة الأخيرة الامبراطورية البرتغالية، فالبريطانية، وأخيراً الاميركية .

وتضاعفت أهميته في القرن الأخير بعد اكتشاف النفط في المنطقة. إذ تبلغ صادرات السعودية منه 88% من اجمالي صادراتها، والعراق  98%، والامارات 99 % قبل أن تمد هذه انابيب من شرق البلاد الى بحر العرب جنوباً. أي أن ثلث اجمالي الانتاج العالمي من البترول يمر عبر هرمز. إضافة للغاز القطري المسال.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن 18,5 مليون برميل من النفط مرت يومياً من مضيق هرمز عام2016 ، ويمثل هذا القدر من الصادرات نحو 30 % من النفط العالمي المنقول بحرياً. وفي 2017 وصلت صادرات النفط المنقول بحرياً عبر هرمز إلى 17،2 برميل يومياً، ووصلت خلال النصف الأول من 2018 فقط إلى17،4 برميل يومياً مما يشير لاستمرار تصاعد أهميته الاقتصادية والاستراتيجية للعالم، كما إنه يفسر التنافس الضاري بين الدول العظمى المعاصرة على الخليج، بما فيها الاتحاد السوفياتي الذي سعى جاهداً للاقتراب منه في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.

ومضيق هرمز ممر مائي ضيق يقع في الخليج العربي، ويفصل بين مياه المحيط الهندي ومياه بحر العرب، ومياه خليج عمان. وتشرف عليه دولتان فقط، ايران من الشمال، وسلطنة عمان من الجنوب، ويقع المضيق ضمن المياه الاقليمية للدولتين، وأما الدول التي يعتبر المضيق منفذا ًوحيداً لها، فهي العراق والامارات وقطر والبحرين والكويت .

يبلغ عرضه 50 كم في أوسع نقطة منه، و 34 م في أضيق نقطة. وعمقه 60 متراً فقط، ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج فيه 10,5 كم . وتعبره 20-30 ناقلة نفط يومياً، بمعدّل ناقلة كل 6 دقائق في ساعات الذروة - محمّلة بنحو 40 % من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم .

وتجدر الاشارة الى مسألتين غاية في الاهمية التاريخية في سياق فهم الموقف الايراني منه:

أولاهما: يشكل الساحل الغربي لايران الحالية المطل على الخليج العربي من الناحية أرضاً عربية لدولة عربستان، أو الاحواز التي كانت قائمة وذات سيادة قبل احتلال ايران لها عام 1925 بتواطؤ بريطانيا العظمى مقابل احتلال هذه لدول الخليج والعراق ولضمان السيطرة على المضيق .

وثانيهما: تملك دولة الامارات العربية عدداً من الجزر في حلق المضيق ((طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)) فاحتلتها ايران أيضاً لتعزيز سيطرتها على المضيق.

ولولا هاتان الجريمتان لكان الخليج عربياً بالكامل، ولكان المضيق واقعاً ضمن المياه الاقليمية العربية، كما تجدر الاشارة الى أن اسم المضيق نسبة لجزيرة ((هرمز)) التي كانت امارة قديمة مستقلة، وخضعت للسيطرة الفارسية حيناً، ولحكم السلطنة العمانية حيناً آخر .

 

المضيق والقانون الدولي :

 

ومن ناحية القانون الدولي يعتبر المضيق في الوقت الراهن جزءاً مما يسمى أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه بشرط عدم الاضرار بسلامة الدول الساحلية أو المس بنظامها أو أمنها. وفي 1982 أقرت دول العالم المطلة على البحار في مؤتمرها الدولي ((المعاهدة الدولية لقانون البحار)). وأهمّ ما فيها المادة 38 التي تقول إن كافة السفن العابرة للمضائق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، تتمتع بحق المرور بدون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية  .

ولكن ايران سعت خلال أكثر من نصف قرن لفرض سيادتها القانونية على المضيق، ونيل الاعتراف الدولي بعد أن تمكنت من فرض سلطتها الفعلية بالقوة على دولة الاحواز، ثم استكملت توسعها باحتلال الجزر الاماراتية الثلاث لاحقاً. وتذرعت دائماً بحجة أن المضيق يقع ضمن مياهها الاقليمية. وهناك سجل حافل بهذه المحاولات الدؤوبة التي اصطدمت برفض دولي قاطع، نشير الى أهمها:

 - في مؤتمر قانون البحار الذي انعقد على مرحلتين في جنيف عامي 1958- 1960 تحت راية الأمم المتحدة لتشريع)) قانون البحار)) حاولت ايران الحصول على اعتراف بسيادتها على مضيق هرمز، ولكن طلبها رُفض بالاجماع .

وفي مؤتمر قانون البحار الذي انعقد عام 1980 كررت الطلب، وتكرر رُفضه للمرة الثالثة.

وأخيراً صدر القانون الدولي لحماية المضائق البحرية في 1982 الذي وضع المضيق ضمن المضائق الدولية.

وتكشف هذه المحاولات فضلا ًعن احتلال الاحواز والجزر الثلاث مدى اطماع ايران، واصرارها على بسط هيمنتها الفعلية والقانونية لا على المضيق وحسب، بل والتحكم بالخليج كله، وبالدول العربية الصغيرة، وهي أطماع لا تخفيها في الكويت والبحرين. وهو ما تثبته النزاعات العسكرية والسياسية مع العراق في النصف قرن الماضي للسيطرة على شط العرب التابع للسيادة العراقية منذ قيام دولته الحالية قبل قرن .

أما الآن فلا بد أن نضع تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز ضمن أطماعها وسياق محاولاتها لفرض سيادتها بالقوة عليه مستغلة الأزمات المفتعلة مع العرب واميركا، من ناحية، ومستغلة من ناحية ثانية ضعف العرب عموماً، وخصوصاً العراق .

 

تهديد أم حقيقة..؟

أما عن الإمكانية الفعلية لإغلاق مضيق هرمز فإن أول ما يجب أن يتناوله التفكير هو المعنى الذي يقصده الطرف الذي يهدد بإغلاقه ..وبأي وسيلة أو طريقة يمكنه اغلاقه فعلياً..؟

والاجابة هنا تنحصر في إحدى وسيلتين أو طريقتين لا ثالث لهما:

الأولى: اغلاق المضيق بواسطة جسم كبير يسد مدخله الجنوبي ويعوق حركة السفن والناقلات والقطع الحربية في الدخول والخروج منه .

الثانية :اغلاقه بواسطة السفن الحربية، بحيث تمنع ايران حركة الملاحة عبره بالقوة النارية والصاروخية. وتقوم بضرب من لا ينصاع لأوامرها، أو يحاول تحديها.

وتجدر الاشارة أن كلا الوسيلتين كانتا مدار بحث من القوى البحرية والسياسية الدولية، أو قيد الاختبار خلال نصف قرن. كما تجدر الاشارة الى أن أول من أطلق التهديد بإغلاق مضيق هرمز لم يكن إيران، بل الدول الغربية ووسائل اعلامها بعد حرب رمضان 1973 وتجربة حظر تصدير النفط العربي الى اميركا وبريطانيا وهولندا. في تلك الفترة كان الصراع العربي - الاسرائيلي محتدماً، فظهرت فجأة رواية مفادها أن حركات المقاومة الفلسطينية ((التي كانت تتهم بممارسة الارعاب)) تخطط لاغلاق هرمز لقطع النفط عن الغرب، وذلك بخطف بعض ناقلات النفط والسفن ونسفها، ومنع حركة مرور النفط العربي لخلق أزمة دولية وابتزاز العالم بها، وخصوصاً أوروبا واميركا واليابان .

واستمر الاعلام الغربي يلوك الرواية شهوراًً لابتزاز العرب والفلسطينيين وإثارة الرأي العام والقطاعات الاقتصادية ضدهم حتى ملّها العالم، وخرج الاكاديميون والخبراء العسكريون ليفندوها  انظر كتاب: ((اتجاهات التدخل الاميركي في الثمانينيات)) لمايكل كلير، صادر عام 1982، وهو مترجم للعربية  وقالوا إنها رواية خيالية وسينمائية لا تمت للواقع، لأن المضيق واسع ولا يمكن سده بسفينة أو عدة سفن! وحتى إذا حدث فيمكن سحبها بسرعة، دون أن يؤدي ذلك لأزمة عالمية!

والخلاصة أن مراكز البحث الغربية المتخصصة أكدت استحالة اغلاق هرمز بهذه الطريقة.

أما بالنسبة للوسيلة الثانية، فهي تعني ببساطة لجوء ايران الى ممارسة ارعاب الدولة، أو بعبارة أوضح اعلان الحرب على العالم كله. وهو قرار يشكل كما قال بولتون انتحاراً، لأن ايران لا تملك قوة كافية لمواجهة العالم والدخول في حرب مع اميركا والدول العربية التي تصدر غالبية صادراتها من النفط عبر المضيق. ولا بد أن نشير الى أن إغلاق هرمز فعلياً سيضر ايران أيضاً، والعراق الذي يعد حليفاً لها !

وتجدر الاشارة الى أن ايران حاولت تهديد حركة الملاحة في الخليج خلال الثمانينات أثناء حربها على العراق، وحاولت تهديد صادرات الكويت النفطية، فقامت هذه بالاتفاق مع بعض الدول الكبرى غربية وشرقية لرفع أعلامها على ناقلات النفط، وفشلت ايران.

وفي مرة حدث اشتباك بين قطعة بحرية أميركية وقطع ايرانية فدمرتها واغرقتها فوراً، وفي مرة اخرى اسقطت طائرة ايرانية مدنية فوق الخليج.

هذه السوابق القريبة تعني أن ايران جربت التشبيح البحري في الخليج، وتبين لها أن عواقبها وخيمة، وسترتد عليها، إذ لا يمكنها مواجهة القوة الاميركية الموجودة في البحرين ((الاسطول الخامس)) لحماية صادرات النفط عبر الخليج، وحماية الملاحة، ولا قوتها الجوية الضخمة الموجودة في قطر، فضلاً عن القوات الاميركية البحرية في المحيط الهندي والهادي والمتوسط .

وفي العقود الاخيرة وعلى ايقاع الصراع السياسي والايديولوجي بين ايران والغرب، اطلقت ايران تهديدات متكررة بإغلاق مضيق هرمز. وخصوصاً بعد عام1988 .

وفي عام 2008 صرح قائد الحرس الثوري علي جعفري أن إيران ستسيطر على المضيق إذا تعرضت لهجوم عسكري. وفي 2012 هددت بغلق المضيق رداً على العقوبات الأميركية والأوروبية التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي. وشرعنت ((سياسة الإرعاب البحري)) عبر برلمانها الذي صوت على مشروع قانون لغلق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط تحديداً. والمعروف أن البرلمان لا سلطة له على السياسة الدفاعية والخارجية، لأن القول الفصل فيهما للمرشد وحده، ولكن القانون المذكور أعطى دعماً لأي قرار بإغلاق المضيق. وصرح النائب جواد قدوسي إن 150 من بين 290 عضواً في البرلمان وافقوا على مشروع القانون، واصفاً المضيق بأنه ((قفل العالم)) الذي تملك ايران مفتاحه.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن النائب قوله إذا استمرت العقوبات فلن نسمح للدول التي شاركت في تطبيق العقوبات عبور مضيق هرمز من دون أن يصيبها أذى. وأضاف ((من الناحية العسكرية، فإن القوة اللازمة لإغلاق مضيق هرمز متوافرة لدينا بنسبة مئة في المئة. وإذا أغلقناه فلن تستطيع أي دولة فتحه)).!

وتزايدت التهديدات الايرانية بلغة سياسية تارة وبلغة عسكرية تارة بغلق المضيق، ردا على العقوبات التي فرضتها القوى الغربية على صادرات طهران النفطية، وحظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط الايراني منذ الأول من تموز/ يوليو 2012. ولكن ايران لم تنفذ تهديداتها. ما يؤكد أنها أذكى من أن تنتحر وتدخل في

حرب شاملة مع دول كثيرة.

إن هذه التهديدات في الواقع مزيج من استعراض العضلات للاستهلاك الداخلي، وجزء من سياسة الارعاب والابتزاز في الخارج.

وبشكل أدق يمكننا النظر لها كورقة مساومة مع أميركا لإقناعها بإعادة تكليف ايران كشرطي وضامن لأمن الخليج، مقابل بعض التنازلات في مفاوضاتها المحتملة مع ادارة ترامب. وهذا الأسلوب في المساومة يعد من خصائص الاسلوب الايراني، ورأينا مثالاً له في مساومتها لإدارة اوباما على توسعها في سورية واليمن مقابل تنازلاتها في الملف النووي. ومن أبجديات هذا الاسلوب الماكر التصعيد والتهديد واستعمال الارعاب ثم بدء التفاوض على كل هذه المسائل ((رزمة واحدة)) كما فعلت في مفاوضاتها مع الدول الكبرى  5 زائد1 . وهي كما يبدو تكرر الاستراتيجية التفاوضية عينها مع ادارة ترامب، وتعمل على كسب الوقت الى أن تحين الفرصة المناسبة للجلوس على مائدة التفاوض، أو تنتظر انتهاء ولاية ترامب بعد عامين، على أمل أن يأتي رئيس جديد غير معاد لها.

المهم إذن أن ايران الآن في حالة تصعيد لرفع أرصدتها، وتؤدي أوراقها الاقليمية كافة، في العراق وسورية واليمن ولبنان وغزة. وينبغي اعتبار التهديد بإغلاق مضيق هرمز مثله مثل تهديد الملاحة عبر باب المندب ضمن لعبة المناورات السياسية.

 

الوسوم