بيروت | Clouds 28.7 c

بري – جنبلاط: مستهدفان من بشار – كتب حسن صبرا

من هنا نبدأ

 

بري – جنبلاط: مستهدفان من بشار – كتب حسن صبرا

 

قلنا ان المجزرة التي ارتكبتها عصابات ((داعش)) في محافظة السويداء وقراها في سورية حيث الأغلبية الساحقة من المسلمين الدروز العرب، هي رسالة دموية وجهها كعادته بشار الأسد الى من يعتبرهم حياديين او مصابين ((بلوثة)) العروبة، الوطنية والانسانية، وعلى رأسهم وليد جنبلاط في لبنان كونه المرجع الأهم للدروز في لبنان وسورية وفلسطين.

وان هذه الرسالة الدموية حملت بصمات بشار المباشرة المعبرة عن جيناته في الوحشية والهمجية، لأن جنبلاط اعترض على توزير طلال ارسلان في حكومة سعد الحريري المفترضة، وهو النائب الذي ما كسب هذه الصفة إلا بعد ان تنازل جنبلاط عن مركز درزي في لائحته الانتخابية في الجبل شفقة على ارسلان، خصوصاً وان جنبلاط كان يميز في ايصال أحدهم الى المقعد النيابي الدرزي بين السيىء والأسوأ.. وفهمكم كفاية.

الآن وقد بلغت مدة محاولة تأليف الحريري لحكومته الثالثة، ثلاثة أشهر ودخلت في شهرها الرابع، ومع الحديث عن ((لحلحة)) شكلية في العقد الأخرى ومنها المارونية – المارونية وسنة خوارج ((المستقبل)) وبينهم اللص والمخبر والنكرة، ما زالت العقدة الدرزية هي أساس المشكلة، رغم محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدأ أول الرقص بحنجلة توزير أحد أعضاء كتلته النيابية الدرزي أنور الخليل مكان طلال ارسلان المصمم على توزيره من قبل بشار..

وأولى نتائج مبادرة بري – الذي قال تعالوا إلي لأقدم لكم المخارج والحلول – هو سقوط الادعاء بأن جنبلاط شرب حليب السباع من الدعم السعودي له، ذلك ان علاقة زعيم المختارة بساكن عين التينة هي أقوى بكثير من علاقة أي منهما مع أي جهة غير لبنانية، وبري الذي يقرأ جيداً الهجمة الاسدية ضده عبر العصي التي حملت الى مجلس النواب، يدرك جيداً انه مستهدف من الأسد وصبيانه، تماماً مثلما هو مستهدف وليد جنبلاط، بالعقدة الدرزية او من دونها.

بري وجنبلاط (J.B) على رأس لائحة المستهدفين من أوهام بشار بأنه انتصر في سورية، ويريد ان يقبض الثمن من لبنان واللبنانيين، ومعه – حتى الآن – مجرم الحرب الآخر فلاديمير بوتين، فلولا بوتين ما تجرأت ((داعش)) على ارتكاب مجزرة السويداء، مع احترامنا لمحاولة جنبلاط عبر نجله تيمور وزيارته الأخيرة لموسكو ولقائه مع صديقهم بوغدانوف لتحييد الموقف الروسي، وهو موقف سبق له ومثل بسذاجة مسرحية تدمر عبر ((داعش)) التي قطعت مئات الكلمترات من الرقة تحت أنظار طياري بوتين فوق سماء سورية، وأكمل بوتين المسرحية بالعرض السيمفوني على مدرج المدينة الأثرية، وفي فصلها الثالث وقبل اسدال الستار انسحب العازفون على الآلات الموسيقية ودخل مكانهم العازفون بالدم ((داعش)) واخواتها وأكبرهم على الاطلاق أجهزة بشار المحمية من طياري بوتين.

((انتصار)) بشار في سورية بعضلات بوتين. في جولاته الأخيرة سيدفعه مرة أخرى الى التشدد في لبنان مع ربط مجرم الحرب الروسي مسألة اعادة المهجرين السوريين من وطنهم اليه، بالاعمار في سورية نفسها، وهذا ما يسيل لعاب كثير من المتمولين اللبنانيين للاسراع في حفظ أماكن لهم في العربة الروسية العاملة لحساب بشار ومشروعه اللبناني، وهو محاولة العودة الى لبنان، عبر عجلة هؤلاء بالانبطاح تحت ركام الدمار الذي حمله بشار وبوتين الى مباني السوريين.. بزعم رفعه وهم يرفعون شرعية بشار ليس في داخل سورية، بل في داخل لبنان.. الله يستر على بري وجنبلاط والحريري وجعجع.. وكل من كتب وصرّح ووقف مع الثورة السورية على الهمجي.

 

حسن صبرا

 

الوسوم