بيروت | Clouds 28.7 c

الإنتفاضة الوطنية ضد الحرامية مستمرة / بقلم حسن صبرا

 

مجلة الشراع 18 تشرين الأول 2020

كشف المستور واصبح الحديث عن الحكام اللصوص هو ثقافة المجتمع اللبناني بأكمله

مجتمع بأكمله يردد كلما ذكر اسم رئيس حالي او سابق انه حرامي

مجتمع بأكمله صار يعتبر ان إبن الإنسان الشريف انقى من ابن اي رئيس لأنه يطعمه من تعبه وعرقه وحر ماله النظيف

وان زوجه اطهر من زوج اي رئيس خصوصاً اذا كانت هذه عاملة مع بعلها ولحسابها في العمل العام - الخاص سواء بفرض الخوات او استغلال نفوذ بعلها وسلطته ..

 كل طفل في المجتمع اللبناني يستطيع ان يفخر انه اشرف وانظف من اولاد اي رئيس واحفاد اي مسؤول ذكراً او انثى ...

 اي مواطن يستطيع ان يدخل اي مطعم او مكان عام او منتزه وان يتريض في اي حديقة عامة او عند البحر ... بحرية وان يتنشق هواءً نظيفاً وان يكشف وجهه وان يحيي زملاءه في التمشاية او التنزه او ارتياد المطعم ... الا الرؤساء واولادهم وازواجهم واحفادهم فهم اجبن من ان يخرجوا بحرية امام الناس ، لأنهم يخافون الناس حتى القطعان التي تنتخبهم او تحرسهم او تخدمهم .

 لا يجروء رئيس لص على الخروج الى مطعم ، واذا سار في موكب.. فليلاً وتسللاً !

 تذكروا كيف جاء رئيس جمهورية فرنسا بعد اربعين ساعة من نكبة مرفأ  بيروت وجال بين المنكوبين في بيوتهم ومحلاتهم وهم لما يودعوا ضحايا النكبة بل وكان الكثيرون يبحثون تحت الانقاض عن احبة واقرباء واصحاب واحياء .. وكيف قابل الناس واستمع الى بعضهم وحضن حزانى وغاضبين ... هذا ما فعله رئيس طار آلاف الكلمترات .. رئيس انساني ، شجاع ، يحب لبنان مهتم بتضميد جراح اهله لم يردعه تخويف لأن ضميره مرتاح، جال بلا عقد تحدث من دون حسابات ركض خلفه الإعلام يحصي ويوثق مشاعر اللبنانيين في تلك اللحظة ..

بينما لم يجروء ولن يجروء رئيس لص على التواجد بين الناس في تلك اللحظة ، لأنه يعرف داخله ومن دون تحذير امنه له انه اذا تواجد بين الناس بعد نكبة المرفأ ستأكله الناس باسنانها ، قياساً بموقف الناس من المسؤلين ومن بينهم رؤوساء بعد انتفاضتها ضد الحرامية اي ضدهم ...وكل هذا من اثار انتفاضة 17 تشرين الاول 2019.

  زرع اللبنانيون في انتفاضتهم ضد الحرامية شجرة ارز ونبتة زيتون ، قد تحتاج كل شجرة منها سنوات طويلة كي تظهر رمزيتها كما على علم وطنهم او تعطي زيتاً وثمراً لكنها تخلد ابد الدهر متحدية كل لص مغتصب ...

تذكروا ان العدو الصهيوني دمر عام 1968 ثلاثة عشر طائرة لشركة طيران الشرق الاوسط على ارض مطار بيروت لأنه كان يكره ان تحلق الشركة الوطنية بشعار الارزة يبشر بوصولها.

  تذكروا ان العدو الصهيوني راح يجرف في فلسطين اشجار زيتون كان عمر يعضها الاف السنين وهو يريد ان يقتلع بها عروبة فلسطين

 ايها اللبنانيون:

انتفاضتكم هي شجرة ارز وهي نبتة زيتون تغوص في اعماق الارض والتاريخ واصل السياسة وبوصلة الوطنية اما حكامكم اللصوص فهم بادوا وهو على قيد الحياة وبعضهم ما زال على قيد الحياة من قلة الموت..

عاشت انتفاضتكم ليموت الحرامية وهم احياء

الشراع في 18/10/2020

الساعة 3,45 بعد الظهر

الوسوم