بيروت | Clouds 28.7 c

لماذا افرج ترامب عن اطار التفاوض؟

مجلة الشراع 2 تشرين الأول 2020

الذين يتابعون المحلل السياسي المميز في الزميلة النهار واطلالاته الاعلامية سركيس نعوم قرؤا له عدة مرات توكيده ان الاتفاق الاطار الذي عقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمراً صحفياً حاشداً للاعلان عنه كان جاهزاً للتوقيع منذ شهر تموز ( يوليو ) 2020 وهو موجود عند الرئيس الاميركي  دونالد ترامب منذ ذلك التاريخ ، لكن ترامب لم يفرج عنه الا الامس في اطار سعيه لتحشيد دعم الصهاينة له في معركته الرئاسية الصعبة في مواجهة المرشح الديمقراطي جو بايدن..

 طبعاً للبنان الوطن مصلحة في هذا الاتفاق، لكن الشعب اللبناني يخشى اذا ما استمر اللصوص حاكمون ان يحولوا القسم الاعظم من اموال الطاقة المستخرجة من البحر الى ارصدة لهم في الخارج ، وهذا ما قد يفسر برودة الناس تجاه ما اعلنه بري ولسان حال البعض يردد عيش يا ... حيث ان عمليات تحويل الطاقة الى سلعة تصدر للحصول على المال تحتاج الى سبع سنوات على الاقل هنا ينطبق المثل جدياً عيش يا...

 الامر الاهم،

 ان البحث هو في ترسيم الحدود بحراً ، اما امر الحدود البرية فسيظل الخط الازرق هم الحاكم مهما كان اخضراً او بنياً بلون التراب ومهما حمل البحر لونه الازرق فالفصل قائم بين البر والبحر وما زالت مزارع شبعا اللبنانية محتلة وهي لبنانية حتى لو ظل نظام الاسد رافضاً تقديم خرائط ووثائق الى الامم المتحدة تثبت لبنانيتها وان حكومة خالد العظم السورية نشرت قوات سورية فيها عام 1955 لمنع التهريب بين فلسطين ولبنان وسورية ، ولا يقللن احداً من تعطيل اعتراف دمشق بلبنانية مزارع شبعا وربط ذلك بإحتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان الذي تم يوم احتلت مزارع شبعا فهذا الامر هو رهن بالحسابات الصهيونية التي تريد استخدام الامر وسيلة ضغط على لبنان وتركها تتفاعل في لبنان في اي وقت مناسب لاسرائيل واميركا

  واذا كانت بري هو الذي تولى التفاوض مع الاميركان بدءاًمن ساترفيلد وصولاً الى شينكر لتوكيد ثقة حزب الله به فإن اعلان رئيس مجلس النواب انتهاء مهمته بتسليم مهمة التفاوض الى رئيس الجمهورية ، فإن الذي سيفاوض هو الجيش اللبناني وهو الامر المنطقي لأن المنوط بالمفاوضات مع الخارج هي عادة السلطة التنفيذية اي رئيس الجمهورية بقرار من مجلس الوزراء الذي قد يختار وزيراً لهذه المهمة وعلى الارجح وزير الخارجية ، ولكن التداخل العجائبي للسلطات في لبنان منذ احتلال آل الاسد للبلد ، وخصوصاً بعد بدء اتفاق الطائف جعل رئيس السلطة التشريعية هو الذي يتولى المفاوضات في ظل تغييب كامل لاطراف السلطة التنفيذية .. ومنذ عشر سنوات ومع كل رؤساء الوزراء من تاريخه

الآن،

احيل امر التفاوض لرئيس الجمهورية وسيتولى المفاوضات الجيش اللبناني الذي حضر قائده العماد جوزيف عون مؤتمر رئيس مجلس النواب بحضور وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال وفي غياب رئيسها واي وزير معني..

الوسوم