بيروت | Clouds 28.7 c

في مثل هذا اليوم بداية انهيار السلطة الفلسطينية وصعود حماس ٢٨/٩/٢٠٠٠

مجلة الشراع 28 أيلول 2020

في مثل هذا اليوم منذ عشرين عاماً ، بدأ الشعب الفلسطيني انتفاضته الثانية السلمية ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، وكانت الانتفاضة الاولى التي اطلق عليها اسم انتفاضة اطفال الحجارة قد اسفرت عن اقامة اول سلطة فلسطينية في التاريخ بزعامة ياسر عرفات بعد اتفاقية اوسلو 1993 التي عقدها الرئيس الحالي للسلطة محمود عباس

كان عرفات هو صاحب نظرية الحصول على الحقوق والارض الفلسطينية المحتلة خطوة خطوة وبعد غزة واريحا أولاً وفق اتفاقية اوسلو مع العدو الصهيوني تم تحرير رام الله وغيرها من المناطق المحتلة ، فقرر رام الله على طريق القدس عاصمة للسلطة الفلسطينية مؤقتاً وراح يتابع المطالبة بتنفيذ بقية اوسلو التي تتيح له تحرير المزيد من الاراضي المحتلة ، مع تلكؤ العدو الصهيوني كعادته وبعد اغتيال اسحق رابين الذي اتهمه التطرف الصهيوني بالخيانة لأنه تنازل للفلسطينيين عن مقدمات دولة لهم جاء الهمجي ارييل شارون رئيساً لوزراء الكيان المحتل ليخوض مواجهات مباشرة ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ، الذي كان يكسب المزيد من التعاطف الدولي مع حقه في دولته المستقله .

  مع شارون بدأت جماعة الاخوان المسلمين الفلسطينيين تحركها من اجل قضية فلسطين وبعدما كانت تحرم القتال ضد اسرائيل وهذا ما دفع ياسر عرفات واخوانه الى الخروج من الجماعة وتشكيل حركة فتح التي مثلت اطياف مختلفة فكريا وثقافياً .. قررت جماعة الاخوان التحرك بالسلاح في فلسطين

  والمفارقة ان حركة فتح التي خاضت قتالاً مفتوحاً ضد العدو طيلة نحو ثلاثين سنة داخل فلسطين وخارجها من لبنان ومن الاردن وغيرهما اعتمدت التحرك الشعبي السلمي الذي حرر جزءاً من ارض فلسطين ، حين كانت حماس تحرم القتال ، لتعود حماس ومع بدء الانتفاضة الثانية سلمياً لعمليات انتحارية قتل خلالها الف اسرائيلي مدني وعسكري مقابل مقتل اربعة الاف مدني فلسطيني ، وهذا ما فتح الطريق امام صعود حماس وبداية انهيار السلطة الفلسطينية خصوصاً بعد ان اضطر ياسر عرفات الى مجاراة حماس في عمليات انتحارية تم نحر سلطته بواسطتها بإجهاض الانتفاضة الثانية التي بدأت عام في 28/9/2000 وفلتان شارون على كل مؤسسات السلطة الوطنية ومطارها وميناءها .

بعد هذا التاريخ بدأ العد العكسي للسلطة الفلسطينية وصعدت حركة حماس التي كانت تحرم القتال ثم تداعت الامور نحو صدام فتح وحماس في غزة فتنتصر حماس وتأخذ قطاع غزة رهينة حتى الآن

هكذا اجهضت حماس الانتفاضة الثانية

تقدمت حماس ، تراجعت السلطة بضعف حركة فتح وتسلل الوهن والفساد والتسيب الى كل مفاصلها ، انهالت المساعدات على حماس ، وتم محاصرة السلطة الوطنية ، نشب خلاف عميق داخل قيادات فتح تفجر بمواجهة بين رئيس السلطة والرجل القوي في فتح محمد دحلان على خلفية اتهام دحلان لولدي عباس بالفساد وتمسك عباس بالسلطة ، طرد عباس دحلان من فتح ، رد عليه دحلان بتشكيل تيار الاصلاح الديمقراطي في فتح الذي اصبح الاقوى داخل الحركة حتى وهو خارج السلطة .

  تدور السنوات فيصبح عباس الاقرب الى المحور الذي تدور حماس في فلكه مع تركيا وقطر وتتشعب حركة حماس بين ثلاثة محاور ويغيب شعب فلسطين عن اي قرار ، بل وتكاد قضية فلسطين هي الغائب الاكبر في الذكرى العشرين لإجهاض الإنتفاضة الثانية

احمد خالد

الشراع في28/9/2020

الساعة 11 صباحاً

الوسوم