بيروت | Clouds 28.7 c

خرافة عونية أخرى.. الحزب الحاكم / بقلم حسن صبرا

من هنا نبدأ

خرافة عونية أخرى.. الحزب الحاكم / بقلم حسن صبرا

قيل ان من ضمن صفقة تركيبة السلطة التنفيذية الحالية في لبنان، أي ان ينتخب سعد الحريري ميشال عون رئيساً للجمهورية، مقابل بقاء الحريري رئيساً للحكومة الى ان ينتهي زمن عون في الرئاسة.. ان يمتنع عون عن زيارة دمشق ولقاء بشار الأسد.. وها قد مضى عامان إلا ربع العام على رئاسة عون للجمهورية.. وهو ملتزم هذا القول.

صحيح ان الصهر الصغير حاضر في ذاكرة بقايا نظام آل الأسد في دمشق، كما حاضرة في مفكرة أعمال باسيل هذه الزيارة..

وصحيح ان مبعوثاً عونياً يكاد يحضر شهرياً الى دمشق للقاء من كلفه بشار استقباله، وأحياناً يلتقي بشار هذا المبعوث.. لكن الاتفاق سار حتى الآن.. لا يزور عون دمشق ولا يلتقي الأسد.

إلا ان الأهم ان هناك شعوراً بأن التيار الوطني الحر، الذي أسسه عون ورئسه ثم اورثه حياً الى صهره الصغير، يكاد يكون نسخة لبنانية عن الحزب الحاكم في دمشق.. بمعنى انه يعتبر السلطة حقاً شرعياً له ليس في رئاسة الجمهورية، بل في كل شأن مسيحي وتحديداً ماروني، في تعيينات المؤسسات والادارات العامة، وفي الحكومة وفي لجان مجلس النواب.. حتى يكاد يزعم انه الممثل الشرعي الوحيد للمسيحيين في لبنان..

هذه القناعة التي يمارسها التيار الوطني الحر كحزب حاكم في لبنان، يطورها رئيسه الصهر الصغير وهو يسعى لأمرين متكاملين:

الأمر الأول هو فتح معركة رئاسة الجمهورية في لبنان في سابقة لم تعرفها هذه المؤسسة منذ الاستقلال عام 1943 حتى تاريخه.. وعلى يديه، والرئيس على قيد الحياة، مدعوماً منه، ولعل شرط النجاح فيها ان تكون هذه حالة عون حياً وداعماً.

والمفارقة المضحكة ان لبنان شهد تمديدات وتجديدات للرؤساء بشارة الخوري ومحاولة من كميل شمعون ومع فؤاد شهاب والياس سركيس وتمديداً قسرياً في زمن احتلال حافظ ثم بشار الأسد، لإلياس الهراوي واميل لحود، ومنعا التمديد لميشال سليمان للوصول الى الفراغ الرئاسي من أجل عون وحده.

لكنها المرة الوحيدة في تاريخ رؤساء لبنان التي يجري فيها التفكير – ربما – بأن يتم ايصال جبران باسيل الى الرئاسة بموافقة الرئيس الحالي.. وما كان مضى أكثر من عام على انتخابه رئيساً بصفقة مشهودة مع سعد الحريري.

الأمر الثاني: هو مسعى باسيل وبدعم من عون لاستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية قبل اتفاق الطائف 1989 الذي أصبحت بنوده مواداً أساسية في الدستور اللبناني بعده.

بهذا وحده يصبح حزب عون برئاسة باسيل هو الحزب الحاكم في لبنان دستورياً وشرعياً – والى ان يتم هذا الأمر المستحيل، فليمارس الاثنان هذه المحاولة على الأرض..

وهكذا.

كارثة الحزب الحاكم في سورية والعراق وليبيا تصبح نموذجاً يحتذى به في تركيبة التيار الوطني الحر.. وهذا يعني ان مصير لبنان يتجه الى مصائر هذه البلدان التي كانت أوطاناً في زمن ما قبل الأحزاب الحاكمة وأصبحت خراباً ودماراً واحتلالات، وتهجيرات قسرية تأتي في قمتها كارثة الحزب الحاكم في سورية، او الطائفة الحاكمة او المذهب الحاكم او المستبد الفاسد ليكون هو حاكماً او لا أحد.. أليس هذا المسلسل التلفزيوني المكسيكي هو عنوان أحدهم ليكون رئيساً؟

أسوأ ما في حالة مريض عنيد مدعٍ جاهل ان يرفض نصائح الأطباء والحكماء وان يصر على انه هو يعرف دواءه، فيقبل على تناوله رغم نصائح الأطباء والأهل والأصدقاء بأن مصير من يتناوله.. هو الموت السريري اولاً ثم الرحيل.

 

حسن صبرا

 

الوسوم