بيروت | Clouds 28.7 c

خارطة سياسية مسيحية جديدة؟

مجلة الشراع 6 أيلول 2020

السؤال مطروح اليوم في ظل ما بات متداولا عن تراجع  التيار الوطني الحر شعبياً وتقدم خصومه عليه في هذا المجال.

وترى شخصية مسيحية مستقلة ان تراجع التيار حقيقي وفعلي ، الا ان هذا التراجع يشمل كل الاحزاب المسيحية بما فيها القوات اللبنانية التي استطاع حزب الكتائب احراجها مع تقدم نوابه الثلاثة بالاستقالة من مجلس النواب وعدم اقدام القوات على الخطوة نفسها، مشيرة الى ان قيادة القوات متهمة من قبل اوساط نخبوية وشعبية مسيحية بانها تتأرجح بين سياسة" اجر في الفلاحة واجر في البور" ، وهي ضد العهد ولكن ليس مثل الكتائب على قاعدة واضحة ،وان احد قيادييها بيار ابو عاصي على سبيل المثال لا الحصر هاجم العهد بضراوة الا انه شارك في الاستشارات النيابية الملزمة وامام الرئيس ميشال عون دون ان ينبس خلال اللقاء ببنت شفة، وهي اي القوات مع الرئيس الحريري وضده ، علما ان من ترك التيار الوطني الحر لا يمكن ان ينخرط في صفوف القوات ، فهي والكتائب يتنافسان على القواعد الشعبية نفسها وكانت قد تقدمت على الكتائب في اوقات سابقة الا ان الاخير يستفيد حاليا من حالة الانزعاج السائدة في صفوف قواعدها مع انضمام عدد من مؤيدي القوات الى صفوفه.

وتكشف الشخصية نفسها عن ان حملة القوات ضد العهد ادت من ضمن ما ادت اليه الى عودة قسم كبير ممن كانوا خرجوا من التيار الوطني الحر الى صفوفه وعلى رأسهم ابن شقيق الرئيس ميشال عون نعيم عون ، الذي استعاد نشاطه في صفوف التيار بكل ما يمثله من ثقل ورمزية.( راجع خبر مصالحة نعيم عون مع عمه في خبر اخر بعنوان مصالحة عون مع ابن شقيقه).

وحسب الشخصية نفسها فان التيار كما يبدو يمر حالياً بفترة انتقالية يراد منها تمرير ما يتعرض له من استهدافات ، والاعداد لمرحلة جديدة من اجل استنباط وسائل دفع باتجاه الحفاظ على كونه القوة رقم واحد مسيحياً، وهو امر دونه عقبات اهمها تغير المزاج المسيحي العام ازاء الاحزاب كلها وسقوط الرهانات في اوساط عديدة على التيار باعتباره تيار المؤسسات واعادة بناء الدولة والاصلاح والتغيير في وجه الميليشيات ضمن الدائرة المسيحية والدائرة اللبنانية ككل.

ولهذا السبب ، فان الانتخابات النيابية الفرعية التي سيغلب الطابع المسيحي  عليها بشكل عام على اعتبار ان سبعة من النواب الثمانية المستقيلين هم نواب مسيحيون ستكون بمثابة اختبار فعلي لما ستكون عليه الخارطة المسيحية الجديدة، خصوصا وانها ستحصل في مناطق عديدة وعلى مستوى القضاء بدءاً من الاشرفية مروراً بالمتن وكسروان ووصولاً الى زغرتا.

وهذا الاختبار سيرسم الخطوط الاولية للخارطة المسيحية الجديدة سواء بالنسبة لحجم الاحزاب المعروفة او بالنسبة لشخصيات المجتمع المدني المستقلة .

مصالحة عون مع ابن شقيقه

العلاقة بين الرئيس ميشال عون وابن شقيقه نعيم الذي كان طرد من التيار الوطني الحر عادت الى سابق عهدها ، حيث يحرص رئيس الجمهورية على استقباله كلما طلب موعدا للقاء والتوكيد على العلاقة العائلية بينهما ، وذلك بعد ان بادر نعيم عون ومن خلال احدى بنات عون الى طلب هذا الامر، بعد ان تصاعدت الحملات ضد العهد في الآونة الاخيرة. ونجح بذلك بكسر قرار ابعاده المتخذ من جبران باسيل.

نعيم عون عاد الى التيار ومعه مجموعة من الناشطين في التيار الذي كانوا معه لدى طرده، على الرغم من  ان مواقفه من النائب جبران باسيل لم تتغير، لا بل ازدادت رسوخاً بعد التطورات الاخيرة ،فيما تربطه علاقة جيدة بالنائب شامل روكز .

واللقاءات بين عون وابن شقيقه لا تقتصر على الاحاديث العائلية بل تتناول الوضع السياسي وما يمكن القيام به للخروج من الازمات التي يمر بها اضافة الى ان نعيم عون لا يتردد في ابداء الملاحظات امام عمه على اداء التيار الوطني الحر.

 

الوسوم