بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ - عقد ماكرون الجديد هو المثالثة؟ / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 4 أيلول 2020

قبل عدة سنوات وعلى ابواب مؤتمر الدوحة في ايار 2008 زار وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير طهران لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين حول الاوضاع المتوترة في لبنان بعد احداث 7 ايار من ذلك العام

اعلاميون ايرانيون تحدثوا عن ان المسؤولين الايرانيين فاتحوا كوشنير بضرورة تعديل اتفاق الطائف الذي تحدث عن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي مراكز الفئة الاولى عدا بعض المؤسسات السيادية، وطرحوا مع كوشنير عقداً جديداً بين اللبنانيين يتناسب مع التغييرات الديموغرافية وصولاً الى اقتراح المثالثة واسقاط المناصفة

وعلى ذمة الإعلام الإيراني ان الشيعة في لبنان اصبحوا هم الاغلبية مع السنة بينما المسيحيون لا تزيد نسبتهم عن الثلاثين بالمئة لذا فليحصل المسيحيون على ثلث حصص المراكز في مواقع السلطة مقابل حصول الشيعة والعلويين على الثلث الثاني ويحصل السنة والدروز على الثلث الثالث.

طهران سارعت الى نفي هذا الطرح لكن الامر انتقل نقاشاً في لبنان يهدأ احياناً ويصخب عند كل منعطف او استحقاق او حدث كبير

الاهم هو ما قاله ماكرون وهو يتهيأ للزيارة الثانية عن ضرورة عقد جديد في لبنان ليتلقف المبادرة الفرنسية امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عشية زيارة ماكرون للبنان حيث تحدث السيد عن استعداده لهذا العقد

وقبل ساعات من وصول ماكرون بيروت تحدث رئيس الجمهورية ميشال عون عن دولة مدنية ليلتقيه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى الامام موس الصدر بالحديث عن الدولة المدنية

 اذن

انه العقد الجديد الذي بدا ان معظم القوى السياسية تتحدث عنه ، فعلى اساس اي عقد قد ترسي امور لبنان سياسياً ودستورياً شعبياً وطائفياً؟

هناك استحضار جدي لمسألة المثالثة، وعلى الرغم من ان القوة الشعبية السنية ممثلة بالرئيس سعد الحريري وكل الحريرية السياسية معه او ضده تتمسك بمقولة الرئيس المظلوم رفيق الحريري بأننا اوقفنا العد" الا ان الحريري الإبن لن يقف في وجه عقد جديد خصوصاً اذا كان مدعوماً من قوى اقليمية وعربية ودولية والتقت حوله قوى محلية مؤثرة مع تيار ميشال عون الذي يتهم صهره الصغير انه في تمسكه بمعمل سلعاتا للكهرباء اعطى مؤشراً الى استعداد للفدرالية التي ستأتي نتيجة طبيعية للمثالثة!!

البعض يعتبر ان المثالثة توصل الى الفدرالية لتبقى خطوة واحدة على التقسيم وهذا الخطر الذي في الافق دونه الدماء انهارا والتهجير بشراً وحجراً !!

وفي الطريق الى المثالثة سيدعو الرئيس ماكرون الى طاولة مستديرة في سان كلو في فرنسا على غرار الطاولة السابقة منذ نحو 13 سنة التي رعاها كوشنير نفسه ، وسيحضرها مسؤلون رسميون وقادة احزاب وحركات ومنظمات من المجتمع المدني ونواب ووزراء حاليون وسابقون للبحث في طبيعة العقد الجديد وفرص اعتماد المثالثة التي يعتقد كثيرون أن تيار عون يمكن ان يوافق عليها اذا ضمن ايصال الصهر الصغير الى الرئاسة الاولى

لهذه الغاية ستشكل لجنة لبنانية - فرنسية للتحضير للقاء المنتظر مع المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان في باريس الذي وعد به ماكرون وسيحضره رؤوساء لبنان الثلاث حيث يكون الرئيس المكلف مصطفى اديب رئيساً فعلياً للحكومة المنتظر تشكيله خلال اسبوعين كما تحدث ماكرون في مؤتمره الصحفي ليل الاول من سبتمبر /ايلول 

كلمة للشراع

ومع تداول هذه المعلومات الخطيرة التي تبدو جديتها اعلى منسوباً من المناورة فيها فإننا ومن منطلق وطني لبناني وقومي عربي نحذر من السقوط في فخها المعادي لنموذج لبنان وعيشه الذي يتحدى فيه اعداؤه وهم اسرائيل والجماعات المتمسلمة ولصوص لبنان من حكامه المستعدون لنحر الوطن ومواطنيه اذا كان هذا سيوفر الحماية لمسروقاتهم

الامر الآخر .. ان على اصحاب هذه المشاريع ان ينتظروا مآل الامور في سورية بعد سقوط اسرة آل الاسد وطبيعة النظام التي ستأتي بعده - بمشاركة هذه الاسرة على الأرجح او من دونها- حتى يتحدد مصير الصيغة اللبنانية انما هذه المرة بمشاركة روسية اكيدة فالذي يحكم سورية الآن عملياً هو فلاديمير بوتين بواسطة جنرالاته وعامله على الشام بشار الاسد

روسيا ستكون شريكة فرنسا واميركا وايران في تحديد مصير لبنان ومن ليس على صلة بهذه البلدان سيبكي على الاطلال في لبنان الذي كان

حسن صبرا

الوسوم