بيروت | Clouds 28.7 c

ترجمة الشراع - على ذمة لوموند الفرنسية: لهذه الاسباب يكره عون فرنسا؟ !

مجلة الشراع 28 آب 2020

في مقال نشره على موقعه في جريدة لوموند الفرنسية تحت عنوان "عون الذي لم يغفر لفرنسا انها انقذته" حاول الباحث الفرنسي جان بيار فيليو ان يفسر سر الاستقبال الجاف الذي واجه به عون الرئيس الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وهي حالة نادرة جداًفي العلاقات بين الدول.. على الرغم من ان ماكرون زار بيروت بعد يومين فقط من الإنفجار الكارثي الذي دمر مرفأ بيروت، ثم اطلق اثره حملة تضامن فرنسية ودولية مع ضحايا هذه الكارثة.

  اضف الى ذلك انه بعد عودة ماكرون الى بلده تعمد عون الإعلان صراحة في مقابلة مع احدى المحطات الفرنسية عن معارضته الصريحة لتشكيل لجنة تحقيق دولية ( الامر الذي اقترحه ماكرون في بيروت) بحجة ان لجنة كهذه ستؤدي حكماً الى تمييع التحقيق كما زعم عون الذي تحدث عن ان سبب الإنفجار قد يكون صاروخًا اسرائيلياً

( اذا كان صاروخا اسرائيلياً اليس الادعى ان يكشف التحقيق الدولي هذا الامر ليحمل اسرائيل المسؤولية وهذا اقوى بكثير ان يقول اي تحقيق لبناني بذلك؟ )

  موقف عون الرافض لأي تحقيق جدي لأسباب الإنفجار قد يكون مرده أيضاً إعفاء نفسه من مسؤولية عدم اخذه بصورة جدية بخطورة الوضع في مرفأ بيروت منذ 20/7/2020 اي قبل اسبوعين فقط من نكبة المرفأ ورفضه الصريح كناطق بإسم الطبقة السياسية اللبنانية بمجملها للإصلاحات البنيوية الضرورية التي تشجع باريس صراحة على تبنيها لبداية الخروج من الازمة المصيرية التي يعيشها لبنان.

  لفهم هذه العداوة التي يكنها عون لفرنسا يجب ان نعود الى بداية تسعينات القرن الماضي حين اقدمت باريس على انقاذ عون بإخراجه من لبنان  الى فرنسا وليعمد فيها الى تنظيم التيار الوطني الحر المعادي للوجود السوري في لبنان.

وبعد عودته الى لبنان بفضل انتفاضة الارز ضد الجيش السوري بثر اغتيال رفيق الحريري في 14/2/2005 اصر عون ان يقدم نفسه على انه الرئيس المنقذ للبنان ، ولكنه اثبت أيضاً استعداده لوضع نفسه في خدمة كل من يساعده على تحقيق مأربه الخاص بالوصول الى رئاسة الجمهورية، فتحالف مع حزب الله الذي كان يعتبره ميليشيا ايرانية وذهب الى دمشق التي كان يعتبرها محتلة للبنان !! وهذا التوجه زاد وضوحاً حين اندلعت الثورة الشعبية السورية ضد حكم بشار الاسد حيث وصف عون الشعب السوري انهم مجموعة من الإرعابيين.

 هذا الإنقلاب هو الذي سمح لصاحبه ان يصبح فعلاً رئيساً للجمهورية عام 2016

وهو امر رفضته فرنسا نذ البداية واعتبرته تحولاً استراتيجياً لا ينسجم مع موقفها التاريخي الداعم للبنان وشعبه.

من الواضح اذن ان عون يكن عداء لفرنسا لأن من الصعب عليه ان يفهم ان باريس التي موقفه عام 1990 ترفض ان تدعمه بعد انقلاب مواقفه السياسية وخطابه الاعلامي عام 2005.

 ولا بد من التوكيد مرة اخرى ان عون هو الديقراطيين هذا الإنعطاف الاستراتيجي، في حين ظلت فرنسا وفية لسياستها التاريخية تجاه لبنان

 ومع ان عون ليس هو السياسي اللبناني الوحيد المستعد لتغيير مواقفه السياسية خدمة لمصالحه الآنية الا انه هو الذي تحول من حامل فكرة عن الاستقلال اللبناني الى قائد نظام مدان بصورة شبه جماعية من اللبنانيين .

يضاف الى ذلك ان صهر عون المقرب منه جداً متهم بتنظيم عجز وإفلاس قطاع الكهرباء في لبنان.

  إن عون البالغ من العمر 85 عاماً ان يسامح فرنسا لأنها أنقذته منذ ثلاثين سنة، وهذا الحقد يعرقل بالذات البحث الجدي عن سبل الخروج من الأزمة في لبنان

يرجى الضغط هنا لقراءة الموضوع باللغة الفرنسية من موقع Le Monde

 

الوسوم