بيروت | Clouds 28.7 c

قراءة للعلاقات بين الامارات واسرائيل

مجلة الشراع 14 آب 2020

اقامة علاقات بين دولة الامارات العربية المتحدة واسرائيل في نظر البعض هو عمل من اعمال السيادة ، كما كان توقيع انور السادات معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل هو عمل من اعمال السيادة في نظر الذين ايدوا هذه الاتفاقية سواء كانوا مصريين او عرباً بمجرد ان تضع السيادة الوطنية في مقدمة اعلى من الإلتزام القومي فهذه معادلة ربما لم تبدأ مع السادات، ولكنها ان تكون هي النهج لأكبر دولة عربية فكل ما عداها يصبح مساراً عادياً ماعاد يجمع العرب لا على رفضه ولا على التأثير به واقصى ما يمكن لأي معارض ان يفعله هو ان يصدر بيان من هنا او ذاك..

كان خيار السادات ان تنسحب اسرائيل من سيناء او ينسحب العرب من مصر وقد اختار السادات سحب اسرائيل من سيناء واختار العرب ان ينسحبوا من مصر التي عادوا اليها بعد مقتل السادات ربما كنوع من انواع رفع المعنويات بمقتل السادات!

انور السادات فتح طريقاً لاول مرة لحوار فلسطيني - اسرائيلي خاف الزعيم الفلسطيني ياسرعرفات ان يسلكه خوفاً من المزايدات العربية ضده لكنه بعد خمسة عشر سنة من كامب ديفيد اختار توقيع اتفاقية اوسلو مع اسرائيل ليبدأ اقامة سلطة فلسطينية هي الاولى في التاريخ، هنا مارس عرفات نوعاً من انواع السيادة في موضوع فلسطين التي كانت عنواناً لمزايدات عربية قتلت قضية فلسطين ولم تعد اليها الحياة الا ممارسة عرفات لهذه السيادة ..

دولة الامارات وهي تعيد علاقاتها مع نظام بشار الاسد في سورية لم تكن تطلب رضا او موافقة ايران، وكذلك وهي تقيم علاقات مع اسرائيل لم تكن تتطلع الى استعداء ايران..

في الحالتين لم تنس ابو ظبي ان هناك ثلاث جزر  اماراتية تحتلها ايران منذ عهد شاه ايران، لكنها ما زالت تحتفظ بعلاقات مع ايران نفسها من دون ان تعتبر قضية الجزر عائقاً امام هذه العلاقات..

وفي الموضوع الفلسطيني ربطت الامارات علاقتها مع اسرائيل بوقف مشروع الاخيرة لضم الضفة الغربية اليها كما فعلت مع الجولان، ساعية لنصرة قضية فلسطين بطريقة مختلفة عما هو سائد عند من تبقى من بلاد عربية لم تقم بعلاقات مع اسرائيل حتى الآن..

انه نهج قديم بدأ منذ اكثر من اربعين عام ارتبط بتقدم المصالح الوطنية على حساب المشاريع العربية المشتركة التي كانت دائماً نظرية ويكاد يكون مشروع الصلح الذي بدأ فردياً قبل اكثر من اربعين سنة مع اسرائيل هو المشروع العربي الوحيد المشترك

الوسوم