مجلة الشراع 7 آب 2020

   في مذكرة قيل ان النائب جبران باسيل سلمها للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في قصر الصنوبر يقرأ اللبنانيون العجب المستزاد من الصهر الصغير بما تحمله من دعوات تجسد حالة الإنكار التي يعيشها هذا الشخص ، كما من تناقضات بين ما يطالب به وما يمارسه فعلاً، بين ما يدعو اليه ويعمل عكسه ، بين ما يطالب الآخرين به وما هو مسؤول عنه

اقرؤا العجب ومع جبران ما من مجال لعجب جديد

- يطالب جبران بإبعاد لبنان  عن المشاكل الخارجية وهو الذي كان متوجهاً للقاء بشار الاسد في دمشق وهو الذي يرى ان من حق اسرائيل العيش بسلام على اعتبار ان العرب هم المعتدون عليها وان اللبنانيين يحتلون جزءاً من فلسطين المحتلة ، وهو الذي سحب كل جسور العلاقات مع العرب ، تصوروا ان هذا الشخص يدعو الى إبعاد لبنان  عن المشاكل الخارجية!!

- توفير حماية دولية للبنان .. وهو الذي ذهب الى البطريك الماروني بشارة الراعي الداعي الى حياد لبنان ليقنعه بأن لبنان لا يستطيع ان يكون محايداً، قبل ان يحرر ارضه وقبل ان يخرج كل المهجرين الفلسطينيين والسوريين منه !!!

- هذا الشخص الماروني يمارس سياسة الإبتزاز التي يمارسها السلطان العثماني الجديد رجب طيب اردوغان مع الإتحاد الاوروبي ليحصل على مكاسب سياسية او مالية بتهديده بأن يسلك المهجرين في لبنان طريق الهروب نحوكم في حال تفتت لبنان ! ومن هو صاحب الممارسات السياسية والثقافية التي تهدد لتفتيت لبنان؟ هل هم خصومك سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط؟ هل هو حليفك حزب الله؟ هل هو حليف حليفك نبيه بري؟

من هو الذي يهدد بتفتيت لبنان؟

- افظع واوقح دعوة كتبها هذا الشخص في مذكرته هي مطالبته بإقرار إصلاحات سياسية دستورية واقتصادية ومالية وقانونية للقضاء على الفساد !!

اي ان صهر عون الصغير يشترط للقضاء على الفساد اجراء تعديل دستوري وإسقاط بنود من الطائف لجعل لبنان دولة علمانية حديثة في اطار لا مركزي يحترم تعدديتنا للقضاء على الفساد

 ايها اللبنانيون

جبران باسيل يقول لكم : لن تستطيعوا منعي من النهب في الكهرباء حتى بعد ان وصلت تكلفتها الى 65 مليار دولار الا اذا وافقتموني على تعديلات دستورية ورمي اتفاق الطائف ارضاً.. 

صهر عون الصغير يهددكم بألا تروا اصلاحات اقتصادية ومالية وقانونية وإدارية طال انتظارها .. الا اذا رضختم للسياسة التي فجرت الحرب الأهلية طيلة 15 سنة ( 1975-1989) !!

ايها اللبنانيون

جبران باسيل لم يتحدث عن فشل حكم عمه سياسياً واقتصاديا ومالياً واجتماعياً وخدماتياً خصوصا في مسائل الطاقة والسدود والمال والعلاقات العربية والدولية وفي قحط السياح وزوار لبنان  من دول العرب والعالم

لم يأت الصهر الصغير على ذكر الكهرباء التي هدر فيها ووزراءه 65 مليار دولار في وقت يسعى فيه لبنان عبثاً للحصول على قرض من البنك الدولي ب10 مليار دولار

لم يذكر جبران الصفقات التي يعقدها مع الحكام الآخرين التي تكلف الدولة عشرات مليارات الدولارات

 لم يذكر جبران وهو يكتب لماكرون الذي يعرف اكثر مما يعرفه كل اللبنانيين السياسيين والامنيين والمواطنين ان اللبنانيين يصفون حكامهم بأنهم لصوص وكاذبون ويعيشون حالة إنكار ، ولا تجد حالة إنكار اوضح من تلك التي يعيشها هذا الشخص الذي لم يكلف نفسه عناء الخجل وهو يستمع الى لبنانيين يطالبون ماكرون الا يسلم اي مساعدة للمسؤولين اللبنانيين حتى لا يسرقوها ليتعهد لها الرئيس الضيف بأنه لن تسلم اي مساعدة للفاسدين !!!!!!

هذا هو رد ماكرون على مذكرة باسيل اما ان يتحدث هذا الشخص عن دولة علمانية مع رئيس اعرق دولة علمانية في التاريخ الحديث فليس له الا الاغنية المصرية : مترحش تبيع المية بحارة السقايين

الإنكار مرض بشري ونموذجه جبران باسيل

  حسن صبرا