بيروت | Clouds 28.7 c

معارك كثيرة والهدف واحد / حسن صبرا

من هنا نبدأ

معارك كثيرة والهدف واحد / حسن صبرا

ظل سعد الحريري يدافع عن انتخابه النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، مبرراً ذلك الانتخاب الذي رفضه جمهوره السني العريض، بأنه لمنع حدوث فراغ على مستوى الرئيس الماروني – حتى بات الفراغ في رئاسة الوزراء السنية.

وفي حين ان الحريري يحفظ الجميل لعون بأنه خلصه من أسره السعودي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، فإن عون، كما يقول محللون سياسيون، يعتبر ان الحريري لم يحفظ الجميل لرئيس الجمهورية الذي وقف مع رئيس الوزراء في تلك المرحلة.. وما شكل حكومة كما يريد صهره الصغير، بل عاد يلتزم السياسة السعودية في لبنان.

نعم ما زال الحريري يقاوم جموح الصهر الصغير نحو تشكيل ما يسمى بـ ((حكومة العهد الأولى)) لكن الصهر الصغير – كما ينقل عنه زواره – يرى ان الحريري عاد تحت سيطرة السعودية، وفي رأي هذا الصهر ان الرياض أولت سرها لسمير جعجع، وبالتالي فإن الحريري يلتزم الرأي السعودي من خلال قائد القوات اللبنانية.

ومثلما أرسل الصهر الصغير انه يمضي اجازته في اللقلوق وإذا أراد الحريري ان يتصل به فهو يعرف عنوانه، فإن الحريري عزم على النـزول الى السرايا الحكومية كي يمارس مسؤولياته في مثل هذه الحالة بتصريف الاعمال، حتى لا يقول عنه خصومه السنة من يتامى استخبارات دمشق انه يمثل جزءاً من السنة المحسوبين على استخبارات الرياض.. وحتى يعوض الفراغ الذي عاشه موقع رئاسة الوزراء السني منذ شهرين ونصف الشهر، وفي الحالتين يرد على سائح اللقلوق.

انها معارك كثيرة في بيت واحد، وفي موقف واحد، والهدف واحد.. وهو انتزاع صلاحيات اندرست لرئيس الجمهورية، بادت مع اتفاق الطائف، فإذا ما كان مستحيلاً تعديل الدستور وإعادة عجلة التاريخ الى الوراء، لأن الوراء هذا مليء بالحروب الاهلية، فإن ما لا يمكن تعديله بالكتابة يتم تكريسه كأمر واقع.. بالممارسة، فميشال عون تحدث عن صلاحيات جديدة - قديمة مبادة، والحريري تلقى دعماً من ثلاثة رؤساء وزراء (فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام) كي يقول انني أنا رئيس الحكومة اشكلها وأقدمها لرئيس الجمهورية وهو يصدرها بمرسوم.

صهر عون الصغير يريد انتزاع صلاحيات بادت لرئيس الجمهورية، ليقول ان عمه القوي استعاد للمسيحيين صلاحيات رئيسهم، وليمهد الطريق لنفسه رئيساً وريثاً لعمه، والحريري هو ابن الرجل الذي قال: لقد أوقفنا العد.. وآخر تنازل للحريرية هو القبول بميشال عون رئيساً للجمهورية.

لاحظوا انه لم يعد في لبنان إلا رجل حركي واحد اسمه جبران باسيل وما يفعله سعد الحريري هو رد فعل على حراك جبران باسيل.. حقاً انها نبوءة نبيه بري عندما قال للمرشح الرئاسي الوحيد ميشال عون: أنا لن انتخبك لأنني بذلك انتخب رئيسين للجمهورية انت وصهرك.

ماذا يفعل باسيل بفائض النشاط لديه.. انه يكشف كسل الآخرين، مستفيداً من كل شيء حوله: عمه الرئيس، جموحه اللامحدود بالطموح، دعم اقليمي يراقبه عن كثب، قبوله كل التحديات، خوضه كل المعارك، انه رجل مجبول بالسياسة والتحدي، صانع للاستفزازات، انه الصورة المدنية عن عمه العسكري، بل هو صورة لبنانية عن نابليون الفرنسي صاحب عبارة: ((لا شيء اسمه مستحيل، انه جبران باسيل.. ومن كان منكم على قدرة فليواجهه)).

حسن صبرا

 

 

الوسوم