بيروت | Clouds 28.7 c

هذا هو اقتراحنا  لعاشوراء من دون كورونا / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 25 تموز 2020

كل ما كتبناه عن عاشوراء سابقاً اعتراضاً على سلوكيات البعض، ومبالغاتها واستعادة مستغربة لكراهية تاريخية لا اساس اجتماعي او ديني لها بل سياسي محض، شيء..  وما نكتبه الآن امر آخر تماماً ليصب في نهر حفظ النفس والحياة والمحبة والاسلام.

قبل كورونا كان رفض سلوكيات البعض في عاشوراء مستحب، مع استفحال كورونا وأي مرض خطير مقبل، بات رفض التجمعات البشرية التي تتكاثر في مثل هذه المناسبة الحزينة والمأساوية وكل حضورها من الشيعة الفقراء والمشحرين... واجب!

ومثلما منعت المملكة العربية السعودية صاحبة المؤسسة الدينية المتحفظة الحج هذا العام للمقيمين خارج المملكة مع وضع ضوابط متشددة للفصل بين الطائفين والمعتمرين والواقفين المفترضين على جبل عرفات، حرصا على انفسهم من اكتظاظات قد تودي بها.. كذلك يجب منع تجمعات عاشوراء في شكلها السابق .

صحيح..

ان بعض قراء العزاء ينتظرون موسم عاشوراء كي يكتنزوا عشرات وربما مئات آلاف الدولارات، وكل واحد منهم على مدى قدرته وشعبيته وموهبته في الإبكاء والتحريض على اللطم ، واستدراره الدموع والتأوهات ولوم الذات وزيادة الاحقاد وإشعال الكراهية... لكن حياة عشرات الاف المسلمين الشيعة أهم وأبقى من كل مصالح هؤلاء القراء .

نحن لا ندعو - رب غفرانك - الى إلغاء لا المشاعر ولا الشعائر، نحن نقترح فقط ما يلي:

كما في حالة مباريات كرة القدم الاوروبية التي اقيمت كلها من دون جمهور بعد انتشار وباء كورونا في العالم ومنه طبعاً اوروبا، فلتكن عاشوراء أيضاً من دون جمهور حرصاً على حياة المسلمين ولن تتراجع كثيراً مداخيل قراء العزاء حتى لا نقطع ارزاقهم..

كيف؟

على مدى وصول مكبرات الصوت بخطابات قراء العزاء، يمكن للناس ان تستمع في منازلها الى السيرة الحسينية بأصوات هؤلاء (ونحن هنا لا نناقش طبيعة قراءات هؤلاء او مبالغاتهم التي تعادي كل منطق وكل دين).

ينطبق هذا الإقتراح على القرى الشيعية، ويمكن ان ينطبق على احياء ذات اغلبية شيعية في المدن، ولضمان عدم حصول منافسات بين القوى السياسية الشيعية يمكن ان تحمل مشاكل للناس فوق شحارها وتعتيرها وكورونا وجوعها من سارقيها، يجب ان تتفق القوى الفاعلة على الارض اي حزب الله وحركة امل مسبقاً لتسهيل مرور المناسبة من دون عقبات او استفزازات..

ونكاد نقول بعد هذا ان نفس الإمام الحسين عليه السلام يمكن ان تكون اكثر راحة اذا مرت ذكراه من دون تسجيل اي إصابة جديدة بجرثومة كورونا سواء لشيعي او لمسلم او اي انسان

الوسوم