مجلة الشراع 26 أيار 2020

هيمن شبح بهاء الحريري على تحرك الرئيس سعد الحريري الأخير بزيارته غير المتوقعة الى منطقة الطريق الجديدة لأداء صلاة العيد في مسجد الامام علي بن ابي طالب.

فطريق الجديدة هي خزان الحريري الأب والابن البيروتي لارواء كل المناسبات الحريرية وخصوصا" أيام الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية والحشد الجماهيري في المظاهرات السابقة.

شبح بهاء الحريري الذي يتحدث الناس والاعلام عنه كشخص غير مرئي ، يقض مضاجع أخيه سعد، كما يشكل فرصة له لتحريك المياه الراكدة في بحيرة الحريرية السياسية، بعد النكسات والصفقات الفاشلة التي عقدها سعد مع عدو أبناء الطريق الجديدة الأول ميشال عون وخصوصا" صهره الصغير.

من رحم كراهية أبناء بيروت والطريق الجديدة خصوصا" لرئيس الجمهورية وصهره الصغير ، انبثق شبح بهاء الحريري فقد كان المراهنون على الابن الأكبر للرئيس الراحل رفيق الحريري يحتاجون الى قضية او مشروع او عصب يشدون به ازره في حال قرر خوض السياسة، برصيد اكيد ومن قلب خزان الحريرية السياسية المليء بالقهر وصدور عامرة بالغضب من صفقة سعد – باسيل.

الى الفشل الأكيد في كثير من المجالات .... وحسنا" كان الاختيار اذا اتخذ بهاء الحريري القرار.

والمروجون لبهاء الشبح الذي لم يسمع الناس صوته منذ واقعة يا قوم، وما رأوا له صورة وجه اعتمدوا للترويج له في الطريق الجديدة توزيع صورة لوالده كتب تحتها عبارة أبو بهاء... وهل هناك قميص يمكن ان يرتديه الأبن الأكبر اوسع وازهى واكثر بهاء من قميص أبو بهاء.

عودة الى صلاة العيد

قبل ان يحضر سعد الحريري مسجد الامام علي واجهته ظروف لم تسعفه لانجاح زيارته – الدينية والشعبية.

اول الظروف هي حالة الحجر الالزامي – الطوعي بسبب وباء كورونا، مع العلم بأن منطقة الطريق الجديدة هي من اكثر المناطق ابتعادا" عن الالتزام بممارسة الضرورات الصحية لمواجهة هذا الوباء.

ثاني الظروف هو ان الناس التي تقبل عادة على صلاة العيد هي من فئات كبار السن ومتوسطي العمر، واقلهم حضورا" فئة الشباب جمهور الحريري.

ثالث الظروف المعاكسة هي حالة الطقس التي شهدت موجات امطار وكانت غزيرة أحيانا" ومتوسطة أحيانا" أخرى قبل الصحو المتقطع.

هذا اذا افترضنا ان سعد الحريري مازال يمتلك شعبية كبيرة كما في السابق.

سعد الحريري ومن معه ومن حوله أرادوا إنجاح الزيارة للرد على حركة بهاء المفترضة، وعلى محاولة تحريك جمهور الحريري الذي جعل اللبنانيين في حيرة من امرهم بين جمود شبه كامل اثناء الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية، وبين تحرك مذهبي بعد استقالة الحريري، وبين صدام حصل ظهر يوم 14\2\2020 على ضريح الرئيس المظلوم رفيق الحريري بين انصار سعد وانصار بهاء...

لذا

كان التحرك ميدانيا" لحشد المؤيدين لحضور صلاة العيد معه وقد بادر احد ابرز شباب تيار المستقبل في المنطقة طارق الدنا الى عمل ترويقة جامعة  لنحو مئة وخمسين من شباب الطريق الجديدة، قبل صلاة العيد أي قبل مجيء الرئيس، وتناول الجميع الفطور وقوفا" وتحت الأمطار الغزيرة في ساحة قرب تعاونية صبرا مقابل محطة الدنا. ثم انطلقوا نحو المسجد لتشكيل حاضنة لحضور الحريري الابن في تلك الصبحية ، في تغييب غير مفهوم لمعظم رؤساء الجمعيات العديدة في المنطقة ولمخاتيرها.... وبعد الصلاة وقبلها وبعد خروج الحريري من المسجد تحدث حضور الى بعضه البعض... هل خاطر الحريري بنفسه ومن معه وجمهوره وتحدى إجراءات العزل لمواجهة كورونا من اجل ان يواجه شبح أخيه الغائب الدائم؟

الشراع 26\5\2020