بيروت | Clouds 28.7 c

تصحيح بعد التصريح / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 16 ايار 2020

تعرضت السيدة نوار مولوي دياب لحملة نقد واسعة بعد تصريحها المصور عن الطلب من فتيات لبنانيات العمل في البيوت خادمات والطلب من الشباب اللبناني العمل في محطات بيع الوقود  .

ربما  تكون السيدة دياب اخطأت التعبير او حتى خانتها الفكرة الصائبة ، وربما تكون الحملة عليها صائبة او صائدة اخطاء موجهة لبعلها رئيس الحكومة الذي ما كان بحاجة لأن يعين زوجه في موقع حكومي حتى لو كانت أهلاً له وحتى لو كان من حقها الترشح له وهي ابنة رجل من أفاضل الذين عملوا في الحقل العام 

 اسمحوا لنا ان نقارب الامر من زاوية تصحيح للتصريح من دون تكليف من احد او استئذان  ونحن نكتب والله العظيم من وراء القصد فنكتب:

  ان جمال عبد الناصر كان يقول : نفسي يكون في أزمة خدم في مصر 

 وهو يعني ان لا يجد الأغنياء او المقتدرين عاطلاً عن العمل من ذكر او أنثى في مصر من يعمل في خدمتهم

وكيف يكون ذلك؟

انه في توفر فرص عمل في كل المجالات لإستيعاب كل الشباب والشابات للعمل فيها ببناء مصانع ليعمل فيها الذكور والإناث كل في إختصاصه من مدير او مديرة من مهندس او مهندسة الى ميكانيكي شاباً او فتاة الى الموظفين حتى الحراس والبوابين

كما في إقامة مشاريع زراعية للتمسك بالأرض التي كانت عند الفلاح المصري بمثابة العرض ( اشهر اغنيات تدعو للتمسك بالأرض هي التي لحنها الموسيقار كمال الطويل في تمثيلية إذاعية بعنوان عواد باع ارضه وفيها يسخر اولاد القرية من عواد ، وسادت هذه الثقافة في عصر جمال الى ان انقلب الامر كلياً بعده)

وإنشاء المشاريع السياحية والخدماتية وشركات اتصال وتجارة عابرة للأوطان

وفي لبنان كفاءات يشهد لها العالم تعمل في اضخم مؤسسات الدنيا والمختبرات والجامعات وتنجح

إن من شأن الإصرار على استرداد الأموال المنهوبة من الحكام اللصوص منذ ثلاثين سنة والمقدرة بنحو نصف تريليون دولار اَي 500 مليار دولار ان توفر لأي سلطة عادلة نظيفة شفافة تتمتع بحس انساني وقيم اخلاقية يفتقدها حكام لبنان من الحيتان والتماسيح   إنشاء المشاريع التي تستوعب الشباب اللبناني ذكوراً واناثاً فلا يضطر اَي واحد منهم للعمل في المنازل خادمًا او خادمة

  الامر الآخر هو انه يجب ان تسود في منازلنا ثقافة الإعتماد على النفس لترتيب أمور ها في كل شيء من دون الحاجة الى السيريلنكيات والاثيوبيات والفيليبينيات  فيدا الرجل ويدا المرأة وايدي الأولاد القادرين يمكن ان توفر للمنزل كل الخدمات المطلوبة من خلال الإدارة العادلة والتنسيق والرضا وروح التعاون وتقدير المسؤولية

  وهذا لا يعني عدم وجود استثناءات للبيوت الغنية جداً وللحالات المرضية الصعبة اما 90 بالمئة من اللبنانيين فيمكن لهم الإستغناء عن العاملات الأجنبيات لحمل عبء المنازل من دون تردد او دلع

على كل علينا ان نلاحظ ان الظروف المالية القاهرة وكورونا الجائحة ستفرض ثقافة الإعتماد على النفس في منازل اللبنانيين شاؤو ا ام ابوا

حسن صبرا

 الشراع في 16/5/2020

 

الوسوم