مجلة الشراع 7 أيار 2020

كما اوردت "الشراع" في الاسبوع الماضي ,فان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ميز نفسه في لقاء الاربعاء مع رؤساء الكتل النيابية لبحث ما سمي خطة التعافي الاقتصادية ,وذلك من خلال حضوره ومشاركته في النقاشات بشكل مسؤول وموضوعي ,عارضا كل الملاحظات لضمان الوصول الى نتائج عملية وواقعية بعيدا عن الشعارات.

واعقبت هذه المشاركة من قبل جعجع شخصيا رغم معارضته للخطة ,مطالعة رزينة لنائبه جورج عدوان عرضها في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي وفند فيها الثغرات الفادحة في الخطة بالاضافة الى تعارضها مع ما ينص عليه الدستور في اكثر من حال ولاسيما بالنسبة لحرية النظام المالي والمصرفي اللبناني.

لم يقاطع جعجع ,على غرار الرئيس سعد الحريري ,على الرغم من ان ما بينه وبين العهد قد يفوق ويتجاوز ما بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر, كما لم يرسل ملاحظاته على غرار ما فعل النائب وليد جنبلاط. ولم يفعل ذلك وفقا لما يرى قيادي بارز في القوات بحثا عن نجومية او سعيا لتسجيل النقاط على العهد الغارق في مشكلات تبدأ ببيته الداخلي ولا تنتهي بصورته المهشمة بفعل اداء رجالاته والمحسوبين عليه وعلى رأسهم الوزير السابق جبران باسيل الذي لم يترك "للصلح مطرح" حتى مع حلفائه والدائرة الضيقة المقربة من الرئيس ميشال عون..

على الرغم من عدم وجود رهان لدى القوات اللبنانية على ان يلقى تحرك جعجع الصدى المناسب لدى المعنيين في العهد بما قام به,فان الخطوة يمكن اعتبارها من نوع "مد اليد "من قبل رئيس حزب القوات لزعماء الاطراف المؤيدة للحكومة وعلى رأسها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من اجل التعاون ,بعد ان شكل عنوان الفساد عنوانا للتعاون بين القوات والحزب الا انه لم يستكمل برأي القوات ربما لاسباب تتعلق بحرص الحزب على عدم زعزعة علاقته مع الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر.

وخطوة "مد اليد" هذه تراعي حاجة لبنان ككل الى عدم الوقوع في الفراغ الحكومي , على الرغم من ان الحكومة الحالية ينبغي ان ترحل في الامس قبل اليوم وقبل الغد ,وعليه فان جعجع اراد من ذلك القول للجميع انه جاهز وحاضر لاي مشروع اصلاح حقيقي ,معززا وجهة نظره بوجود قناعة لديه بان الاصلاح هو حاجة ايضا لحزب الله . هذا من دون تجاهل او اغفال ان سياسة القوات كانت وما زالت هي التعاون مع الجميع ,وما علاقته الجيدة مع الرئيس نبيه بري وقيادات اخرى سوى مثال على ذلك.