بيروت | Clouds 28.7 c

منح الصلح مظلوم / بقلم النائب السابق محمد قباني

منح الصلح مظلوم / بقلم النائب السابق محمد قباني

مجلة الشراع 24 كانون الثاني 2020 العدد 1935

 

سواء ذكرت منح بك

أو مجرد ((البيك))

فالمقصود واحد، هو منح بك الصلح.

هو الظاهرة الفريدة في حياة لبنان السياسية والإعلامية، يكتب مقالاً في إحدى المجلات ((الحوادث)) ويرد على نفسه في صحيفة يومية ((المحرر)). وهل سبقه أحد إلى هذا الأسلوب الفريد في الأدب الصحفي؟

له موقع دائم في مطعم ((فيصل)) شارع بلس.

وعندما أغلق المطعم الشهير أبوابه، انتقل إلى ((سيتي كافيه)) المجاورة للجامعة اللبنانية الأميركية. والمتحلقون حوله هم أنفسهم يجالسونه، يحاورونه، ويتمتعون بأسلوبه المميز في سرد الأحداث، والأهم في وصف الناس حتى الأصدقاء منهم بأسلوبه الساخر المحبب.

عاصر الجيل الاستقلالي الأول ومن كان يعرف بأصدقاء رياض ((الصلح)) وكان الأقرب إلى تقي الدين بك وهو الذي كان يسميه عمي تقي بكسر التاء. كما كان في الوقت نفسه صديقاً لأجيال شابة تصغره بسنوات، كبشارة مرهج ومعن بشور وكميل حوا ومنصور حريق وعماد شبارو ومنير الخطيب وكنت واحداً من أصدقائه.

الكثير مما كتبه كان من دون توقيع. وكان يكتب أحياناً خطباً لبعض الرؤساء و((يتنبأ)) بما سيقوله الرئيس ولا عجب.

يروى عنه على سبيل التندر بظرفه وذكائه، أنه اختلف مرة في مطعم ((فيصل)) مع مجالسيه على أمر ما، وكان مستشاراً في وزارة الإعلام، فاتصل بمدير عام الوزارة بطرس ديب للاحتكام إليه، وأثناء الحديث سمع ديب قرقعة صحون فسأل منح بك: من أين تتكلم يا بيك؟ فأجابه منح من فمي يا بك. واكتفى ديب بهذا الجواب الصادق.

كتب الكثير من المقالات من دون توقيع وعلمت أن الدكتور محمود حداد جمعها ثم سلمها إلى الأستاذ عماد شبارو.

منح بك ظلم في حياته، حيث أنه لم ينل ما يستحق من مواقع، فيما تلامذته ومن هم أدنى منه احتلوا مواقع وزارية ونيابية معظمهم لا يستحقها.

كذلك ظلم مادياً فباع المبنى الذي كان يملكه والده وأستأجر الطابق الأرضي فيه مع حديقة كانت تجمع الأصدقاء في الظروف الصعبة.

هو صاحب النسب العريق ليس فقط من ناحية الفرع الأهم من آل الصلح، بل من ناحية والدته وجذورها العثمانية العريقة التي تعود إلى سلاطين بني عثمان.

أما آن الوقت ليتنادى أصدقاؤه لإنشاء مؤسسة تحمل اسمه وتعطيه حقه بعد مماته، بعدما ظلم في حياته.

بيروت في 14/1/2020

النائب السابق محمد قباني

الوسوم