بيروت | Clouds 28.7 c

رسالة من رئيس التحرير الى الرئيس المكلف حسان دياب: أقدم على تشكيل حكومتك ولا تسمح لأحد بشطب اسم واضافة آخر - بقلم حسن صبرا

رسالة من رئيس التحرير الى الرئيس المكلف حسان دياب

أقدم على تشكيل حكومتك ولا تسمح لأحد بشطب اسم واضافة آخر

بقلم حسن صبرا / مجلة الشراع 24 كانون الثاني 2020 العدد 1935

 

دولة الرئيس حسان دياب

نقترح على دولتك ان تشكل حكومتك انت، لاحكومة أي سياسي آخر.
شكلها من 18 وزيراً تختارهم انت مستقلين فعلاً اختصاصيين اصحاب كفاءة ليس على أي منهم أية شبهة لا حزبية ولا سياسية، مشهود لهم بالنظافة والشفافية والصدق والاستقامة.
وليس صعباً يا دكتور حسان ان تجد من بين أربعة ملايين لبناني ثمانية عشر وزيراً تنطبق عليهم هذه المواصفات، سواء كانوا من الداخل المقيم او من الخارج المغترب، على الرغم من ان الطبقة السياسية التي فرضها الاحتلال الأسدي على لبنان جففت كل أمر في لبنان بما فيه ينابيع القيم الوطنية والأخلاقية والسياسية المتعارف عليها لحساب الإنتهازية واللصوصية والدعارة بكل ألوانها .

  اذهب بهذه الأسماء الى رئيس الجمهورية وسلمها له وانتظر في منزلك الى ان يوقعها او يرفضها ، فإذا وقعها فحكومتك هي رأس السلطة التنفيذية تمارس حقها الذي حفظه لها الدستور في إدارة البلاد وليس لأي جهة مشاركتها في الحكم وعليها الخضوع لرقابة ومحاسبة مجلس النواب فقط حيث السلطة التشريعية والناظم لعمل السلطتين التنفيذية والتشريعية هو الدستور فقط الذي يحكم بالفصل بين السلطات كما يحدد طريقة التناغم والتعاون بينهما.
حكومتك التي تقترحها يا دولة الرئيس لا تسمح لأحد ان يشطب اسماً منها او ان يضيف آخر.. وليس في الدستور نص يمنعك من كونك رئيساً مكلفاً تبقى في موقعك الى أحد الآجال الثلاثة:
إما اجل الموت وإما أجل الاستقالة وإما أجل السقوط امام مجلس النواب.
في مجلس النواب تقرأ بيانك الوزاري الذي تطلب الثقة على أساسه وانت تريدها فإذا فشلت في الحصول عليها فإنك تقدم استقالتك لكنك تبقى رئيساً لحكومة تصريف الأعمال وهذه فرصة كي تعطي بكفاءتك ومن معك من الوزراء مثالاً حول كيفية التعامل مع أمور الناس.
اما اذا حصلت حكومتك على الثقة فاطلب من كل وزير معك ان يعد خطة لوزارته لمدة سنة وأطلب أيضاً من كل وزير ان يأتي بمستشار مختص او اكثر من اصحاب الخبرة والكفاءة ونظافة اليدين والاستقلالية عن كل القوى السياسية والحزبية كي يساعده في إدارة وزارته، وأسعَ كي تبعد او تجمد عمل أي مدير عام او موظف بمن سبقه من وزراء او تابع لهذه الجهة او تلك او أحله الى الإستيداع او الحقه برئاسة الوزراء لتكف شره عن وزير مختص يحاول  هذا الموظف عرقلة عمله، وكم سترى وزراء في حكومتك يشتكون من سياسات موظفين موروثين في وزاراتهم وليكن من اهم توجيهاتك لوزرائك ان يسارعوا الى إبعاد أي موظف كبير او مؤثر في وزاراتهم اذا لمسوا منهم عرقلة أو ارتباطاً مصلحياً بمن سبقهم من الوزراء او مع هذا المزعوم زعيماً او رئيساً.
دولة الرئيس
أمامك فرصة ذهبية اذا بدأت هكذا لتعيد وضع الهرم على قاعدته بدءاً من حسن تطبيق الدستور الذي وزع السلطات وفصلها من دون تسلط واحدة على الأخرى وجعل السلطة التنفيذية في مجلس الوزراء مجتمعاً ورأسه الفعلي هو انت كرئيس لمجلس الوزراء .. فلا وزير يتطاول على صلاحيات رئيسه ويمارسها قسراً في تخاذل رئيس الحكومة كما هو حاصل حين انفجرت ((الإنتفاضة الوطنية ضد الحرامية)) ولا ثلث معطل داخلها لأية قوة سياسية او حزبية وإذا لم يعجبها هذا الامر أيًا كان فلتذهب الى مجلس النواب ولتشهر قوتها العددية داخله فالناس ستكون معك وستكون هي شاهدة على من يريد اختصار الوطن به او تركه كما هو الآن مزرعة او بقرة حلوباً.
مهمتك يا دولة الرئيس مع حكومتك هي إنقاذ لبنان من الإنهيار الذي أوصلته اليه هذه الطبقة السياسية الفاسدة من قمة رأسها الى أخمص قدميها في مختلف المجالات : الأخلاقية بإنهيار أخلاقها تماماً وموت ضمائر المتسلطين، والإقتصادية بعمليات النهب المستمرة حتى الساعة ومنذ 31 سنة والمالية بسرقات منظمة شملت كل مورد في الوطن انتزعته بالتوافق من حقوق اللبنانيين ((ودائماً تحت إشراف وأوامر ومشاركة سلطة احتلال آل الاسد للبنان وتحديداً منذ العام1989 حتى رحيلها طرداً من لبنان عام2005 بعد ارتكابها جريمة اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري)) وعزلة لبنان العربية والدولية ولعل تصريحات وسياسة صهر الرئيس الصغير هي واحدة من أسباب هذه العزلة.
دولة الرئيس
لعلنا في نهاية هذه الرسالة العاجلة ندعوك للإعتراف الصريح بأن ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)) التي تأخرت كثيراً هي الحق وهي الواجب الذي يجب ان تلتزم حكومتك بتنفيذ اوضح وأصرح مطالبها وهي استرداد المال المنهوب الذي سرقته الطبقة الحاكمة منذ 31 سنة وهي مصرة على الإحتفاظ به خارج الوطن والتي هي مصممة على المزيد من النهب المنظم له والتفنن في إخفائه خارج لبنان.
ندعوك يا دولة الرئيس للطلب الرسمي من منظمات الأمم المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي ومن أميركا تحديدًا إصدار التشريعات الملزمة لمصارف الدنيا ان تحصره وان تنشر لوائح بأسماء اللبنانيين، خصوصاً ممن تولى منهم السلطة خلال العقود الماضية ليصار الى استرجاع المال المنهوب منهم، بعدها يجلس الهرم على قاعدته، وتجلس انت على كرسي رئاسة الحكومة لتستحقها.

هذه الرسالة وجهها رئيس التحرير الزميل حسن صبرا الى الرئيس حسان دياب يوم الأحد الماضي بتاريخ 19 كانون الثاني / يناير الجاري وقبيل الاعلان عن الحكومة الجديدة.

الوسوم