بيروت | Clouds 28.7 c

للمرة الأخيرة، من حسن حظ اللبنانيين اعلان افلاس دولتهم / بقلم حسن صبرا

من هنا نبدأ

للمرة الأخيرة

من حسن حظ اللبنانيين اعلان افلاس دولتهم

بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 17 كانون الثاني 2020 العدد 1934

 

كنا المطبوعة الأولى والوحيدة في لبنان التي خاطبت الناس في موضوع محدد جعلنا له غلافين لـ((الشراع)) تحملان عبارة واحدة تقول:

((من حسن حظ اللبنانيين اعلان افلاس دولتهم)) وشرحنا في المرتين كيفية الافلاس بالكتابة، بأن ذلك يعني ان ينعدم توفر المال للدولة اللبنانية، بأن تتوقف المصارف اللبنانية عن تقديم القروض للدولة، عبر مصرف لبنان، وأن تتوقف المساعدات والقروض والهبات من الدول عربية او أجنبية، ومن المؤسسات الدولية والاقليمية وان يعجز اللبنانيون المكلفون عن دفع الضرائب والرسوم المالية والبلدية، ويشح المال لدى الدولة فتعجز عن دفع الرواتب للمدنيين والعسكريين فتقفل المدارس والجامعة الوطنية، وتشل حركة قوى الأمن والجيش خصوصاً وأن تعجز الدولة عن شراء الوقود فلا وقود ولا مواصلات. وكذلك عن دفع مستحقات المستشفيات الحكومية والخاصة، وتندفع أحوال المجتمع نحو الأسوأ وتعم الفوضى وتشمل فئات المجتمع الوسطى والدنيا، ويسود الجوع فتهجم الناس على المصارف والمخابز ومخازن الطعام والمنازل..

نعم

لم يخطر ببالنا للحظة ان المصارف ستتوقف عن دفع أموال المودعين، لأن اهتمامنا كان منصباً على ان هذه المصارف ستتوقف عن اقراض الدولة اللبنانية الفاشلة، اما ان تتمنع عن دفع أموال مستحقة لمودعيها فهذا هو أصعب ما يجري في لبنان وهو الأكثر خطورة..

وهذا وللأسف يجعلنا نستعيد للمرة الثالثة عبارة:

ايها اللبنانيون من حسن حظكم اعلان افلاس دولتكم.. بصيغتها النهائية.

مع الشؤم الشديد.. ستفلس الدولة اللبنانية، وستسارع مؤسسات كصندوق النقد الدولي وصناديق أخرى الى مساعدته لأسباب سياسية تخص الخارج وأمنه ولا تخص الداخل وطعامه.. وأهمها:

أمن اسرئيل + تفلت قوى الارعاب + تدفق اللاجئين + خضوع لبنان وطناً وشعباً ومؤسسات لمنطق الثورة او الفوضى او التمرد الذي سيلحق الأذى حكماً بكل ما ومن حوله وصولاً الى اوروبا تحديداً..

كلها عوامل ستدفع مؤسسات النقد وصناديق الدعم الدولية والاقليمية لنجدة لبنان.. بشرط ان يخضع كل شأن فيه لارادة هذه المؤسسات والصناديق تحت عنوان الاستشارة:

فلا يُصرف سنت واحد في لبنان الا تحت اشرافها: لا طريق يعبد من دون دراسته: جدوى وتكلفة وانجازاً جيداً في التوقيت وفي التكلفة، الكهرباء تحت اشرافه في إنشاء معامل، في توفير الوقود وأنواعه، في شبكاتها وفي معداتها.. والمطار والمرفأ والحدود كلها تحت اشراف هذه الصناديق، هي التي تدفع وهي التي تقبض حتى مصاريف وزارة الخارجية وسفارات لبنان في الخارج.. ومصاريف أجهزة الأمن والجيش ومعداتهم ورواتب جنودها.. وجنوده.. كل شأن في لبنان تحت اشراف هذه المؤسسات.

ألا يوجد حل آخر؟

بالتأكيد هناك حل وحيد أكيد فعّال ومجدٍ، وهو الأليم: انه استرجاع المال المنهوب من الطبقة السياسية – الأمنية والمتعهدين منذ العام 1989 حتى اليوم، وطبعاً من طبقة الاحتلال الاسدي للبنان بشكل مباشر وتفرد في التسلط والنهب والسرقات لضباطه وسياسييه السوريين واللبنانيين وأتباعهم.

هل هذا ممكن؟

انه إلزام لهؤلاء اللصوص منذ 31 سنة بتجرع السم وهل يرضى لص بأن يتجرع سماً الا اذا ألزم بذلك.. هذا هو التحدي الذي يواجه الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية.. وهو تحدٍ، والله يشهد، كبير.

حسن صبرا

الوسوم