بيروت | Clouds 28.7 c

ترامب مقابل .. سليماني / بقلم حسن صبرا

ترامب مقابل .. سليماني / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 10 كانون الثاني 2020 العدد 1933

 

لعل أخطر ما سجلته عليه الادارة الاميركية، هو افشال قاسم سليماني محاولتين انقلابيتين عسكريتين رتبتهما الاستخبارات الاميركية في العراق داخل الجيش العراقي ضد الحكومة العراقية التي تعتبرها واشنطن تابعة لايران.

واشنطن كانت استمالت عدة ضباط كبار في الجيش العراقي التي أشرفت لسنوات على تدريبه، وزودته بأحدث أنواع الأسلحة، وعدداً قليلاً من الطائرات لزوم المجابهات مع تنظيم داعش.

طهران من جهتها، اعتبرت ان بناء اميركا للجيش في العراق يجعلها تتحكم بقطعاته من خلال ضباط دربتهم واستمالت بعضهم وبعضهم أجرى دورات أركان وتدريب في قواعد اميركية في الولايات المتحدة نفسها.

لذا

فإن طهران قررت تعميم طريقتها للامساك بالوضع الداخلي الايراني على العراق عن طريق الحرس الثوري ثم الميليشيات الداخلية فكان قرارها انشاء الحشد الشعبي العراقي المكون من التنظيمات العسكرية التي دربتها في العراق وكانت نواتها هي جنود وضباط عراقيون اما وقعوا في الأسر الايراني خلال الحرب العراقية – الايرانية (1980 – 1988) وأما من عناصر أحزاب شيعية لجأ قادتها الى ايران قبل وخلال وبعد تلك الحرب.. وكان قاسم سليماني هو صاحب تلك الفكرة وهو الذي عممها وأشرف على انشاء الحشد الشعبي ثم نجح في جعله جزءاً من مؤسسة الأمن العسكرية العراقية رسمياً.

ثم

ان اميركا التي راهنت على استثمار الحراك الشعبي العراقي ضد الفساد في البلاد، لتضغط سياسياً على ايران وأنصارها في بلاد الرافدين، وهو ما ظهر بقول وزير خارجيتها مايك بومبيو بأن التظاهرات العراقية في العراق و(لبنان) موجهة ضد ايران.. صدمت حين هاجم متظاهرون عراقيون تشكل معظمهم من عناصر الحشد الشعبي، يقودهم قاسم سليماني نفسه ومعه ابو مهدي المهندس السفارة الاميركية في بغداد، فإنقلب المشهد العراقي رأساً على عقب وتحولت الهتافات العراقية في الحراك الشعبي ضد ايران الى هتافات بالمدن لاميركا وكتابات على جدران السفارة وهرب السفير ومن معه.. بما يعيد الذكرى السوداء لهروب السفير الاميركي من على سطح سفارة بلاده في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية في 30- 4- 1975.

الآن

-انقلب المشهد في العراق..

- فشلت اميركا في قلب الحكومة العراقية الصديقة لايران عبر انقلاب عسكري.

-احرج الشباب العراقي الشيعي الثائر على فساد الطبقة السياسية الحاكمة فصمت بعد قتل قاسم سليماني.

فتحول المشهد العراقي من غضب شيعي عراقي على أصدقاء ايران الى غضب شيعي عراقي على اميركا.

كل هذه المقدمات والتظاهرات والتجييش والتعبئة هي مقدمة لعمل ايراني ما ضد المصالح الاميركية.. وعلى الأغلب اعتماد على الأدوات العراقية.

هكذا

كان قاسم سليمان غصة في حنجرة ترامب في حياته، وبعد مقتله تحول الى كابوس يقض مضجعه في انتظار الانتقام الايراني.

ح.ص

 

هل يكون رفع العقوبات ثمناً مقبولاً؟

العالم يقف على رجل واحدة خوفاً من اندلاع حرب ايرانية – اميركية، بعد قتل ترامب لسليماني، ورد ايران السياسي المباشر بإعلان نهاية الاحتلال الاميركي للعراق، وقد تسلحت طهران بقرار مجلس النواب العراقي بإنهاء اتفاقيات التعاون التي تسمح لأميركا بالبقاء عسكرياً في العراق.

ماذا يقترح قادة في هذا العالم؟

المقربون منهم من ايران يتحدثون عن ان طهران لن تقبل أقل من رفع العقوبات الاميركية القاسية جداً عليها.. فهذا الأمر وحده ينقذ ايران من نتائج هذه العقوبات وبالتالي يتم انقاذ ترامب من ملاحقته بعمليات لا يعلم الا الله مداها في كل أرجاء العالم وليس فقط في العراق او ضد مصالح اميركا في المنطقة.

ترامب العنيد المتهور، الذي لا يجري حسابات قبل اتخاذ اي قرار رد على القرار العراقي بتهديده بفرض عقوبات على العراق نفسه شبيهة بالعقوبات المفروضة على ايران.

مع التذكير

بأن مطلب رفع العقوبات الاميركية على ايران كان حاضراً في كل جلسات المفاوضات بين اميركا ووسطاء عرب وآسيويين وأوروبيين.. لكن نتائجها كانت دائماً فشل هذه المفاوضات.. ثم – وهذا هو الأدهى – ان اميركا تصعد بعد كل جلسة من قرارات بفرض عقوبات جديدة على ايران.

فهل تجد ايران بالتهديد بالرد الشامل على الاميركان وتحديداً ضد المؤسسة العسكرية التي اتخذت القرار ونفذته ضد سليماني، ثم بوضع مصير ترامب الرئاسي على المحك.. مدخلاً الزامياً للادارة الاميركية لوقف العقوبات ضدها.. ليكون بتحقيق هذا الهدف هو الرد الايجابي المجدي عملياً لمصلحة ايران.. فلا تقع الحرب؟.

وبعد

ربما لن يشفي غليل الايرانيين وأنصار قاسم سليماني لقرار دونالد ترامب باغتياله، سوى تطبيق شرعة العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم.. رحل سليماني بقرار ترامب، فليرحل ترامب ايضاً.. وليس شرطاً بالقتل او (الموت).. بل الاستقالة او بالسقوط في الانتخابات.. وهذا أضعف الايمان.

 

??? يرجى الضغط على الرابط ادناه لقراءة موضوع السيد صادق الموسوي / دلالات توقيت اغتيال قاسم سليماني ??? 

دلالات توقيت اغتيال قاسم سليماني / بقلم السيد صادق الموسوي

الوسوم