بيروت | Clouds 28.7 c

صولد.. سمير جعجع / بقلم حسن صبرا

صولد.. سمير جعجع

بقلم حسن صبرا / مجلة الشراع 20 كانون الاول 2019 العدد 1930

 

سمير جعجع يلعبها صولد، واللاعبون أمامه يتساقطون واحداً بعد الآخر.. لكنه ما زال في أول السهرة التي ستكون صبّاحية.

في أول السهرة جمد حكم غريمه ميشال عون عند ثلاث سنوات، وربما كانت الأولى والأخيرة، في الأولى كان العجز وفي الثانية الفشل الكامل.. اذا استمرت.

وبعد أول توزيعة قضى على حلم غريمه الأصغر جبران باسيل بوراثة عمه الغريم الأكبر.

وكان أول انجازاته العملية هو دفع سعد الحريري الى الاستقالة، وثانيها هو عجز الحريري عن العودة، وكان رئيس الحكومة دخل بيديه آتون البديل فأسقط الثلاثة: المحروق، والسابق والمقاول.. ويبدو انه في طريقه للحاق بهم.

سمير جعجع قرأ باكراً مسار الأحداث.. ومن يضمن انه لم يشارك بصنعها؟

وزراؤه استقالوا، قفز بهم من سفينة على وشك الغرق، بادر الى قطع طريق يشمل ساحلي المتن الشمالي وكسروان وفتوحه، ليقول للذي يعرف جغرافية لبنان الهندسية والسياسية: الأمر لي في المناطق المسيحية واذا أراد جبران باسيل المرور من جل الديب الى البترون فعليه أخذ الإذن من المتظاهرين أصحاب القرار على امتداد الساحل الارثوذكسي - الماروني.. وما فعلها صهر الرئيس الصغير.

ثم انطلق الى بعبدا آخر معاقل غريميه الأكبر والأصغر، ليس لاحتلاله، وهو في الأصل ممنوع من قطع طريقه، انما لحصارهما، وهو الذي كان معرضاً للحصار فإذا به خارج القلعة المحاصرة.. وشطارته انه نجح في امتطاء أخطاء الآخرين، التي أنزلت عشرات ثم مئات آلاف الناس الى الشوارع، ليبدو كأنه خارج منظومة ((كلن يعني كلن)).

ومن لم يكن يصدق انه خارج هذه المنظومة ها هو يرفض عودة الحريري رئيساً للحكومة، مستعملاً الشعار نفسه: ((كلن يعني كلن، والحريري واحداً منن))؟!

سمير جعجع يلعب صولد.. ومن يضمن ان الناس لا تراه واحداً من هذه المنظومة، وهو شريك في حكومة ارتكبت كل هذه الموبقات كسابقاتها التي كان شريكاً فيها ايضاً.

كل عطل مرّ في قرارات حكومتي فترة ميشال عون وجبران باسيل كان هو شريكاً فيها.. حتى اذا كان معترضاً، فهو لم يخرج الى الناس رافضاً صرف 2 مليار دولار سنوياً على كهرباء لا تصل، والناس تدفع مثلها اشتراكاً في مولدات تسيطر عليها مافيات تتبادل المغانم.

لم يخرج سمير جعجع الى الناس ليعترض على صفقات الاتصالات ولا على خطايا الطرقات او السدود او الانفاق او تلوث الليطاني ونهب المجالس والكسارات.. واللائحة تطول.

ان يقفز جعجع من السفينة الغارقة لا يلغي مسؤوليته عن ادارة دفتها، وما منع القباطنة (جمع قبطان) من مسيرة تتجه حتماً الى الاعماق.

سمير جعجع يلعب صولد.. وهو يلقى تشجيعاً وأكثر من المتهمين بأنهم يستثمرون حراك الناس تحت عنوان ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)) لاطلاق النار على حزب الله وطهران في لبنان بعد العراق.. ففي هذا التشجيع يلقى تأييد كل خصوم المقاومة المحليين وأعداء ايران الخارجيين، وخصوصاً من العرب..

صولد.. لأن احداً لم يستند الى حائط السياسة الاميركية المائل.. الا ووقع، حيث ان لحظة سقوط الجدار الاميركي واردة في اي لحظة.

ومع هذا يستمر سمير جعجع في لعب الصولد!

سبق لجعجع ان لعبها صولد، عندما عقد تفاهم معراب مع ميشال عون، وفتح الطريق لانتخابه رئيساً عام 2016، ولكن جبران باسيل مسح كل بنود الاتفاق، او التفاهم وأصبح شعار ((أوعى خيك)) مغطى بتفرد جماعة عون بمعظم المواقع الادارية، واخراج ما تبقى من جماعة جعجع، والمجلس الدستوري مثال أكيد اذ خلا من أي تمثيل للقوات، وكان هذا جزءاً من خطة احراج جعجع تمهيداً لإخراجه.. قبل ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)).

ح.ص

الوسوم