بيروت | Clouds 28.7 c

حوار مع المفتي الشيخ أحمد طالب في الذكرى الثامنة لرحيل المرجع الكبير - هذا ما فعله بري - نصر الله - فضل لله خلال عدوان اسرائيل على لبنان 2006 / حوار حسن صبرا

حوار مع المفتي الشيخ أحمد طالب في الذكرى الثامنة لرحيل المرجع الكبير - هذا ما فعله بري - نصر الله - فضل لله خلال عدوان اسرائيل على لبنان 2006 / حوار حسن صبرا

*أمضى السيد فضل الله ساعات في سيارته خلال عدوان تموز 2006 لا يعرف مرافقوه الى أين سيقودون به

*عبدالله بري أمّن سكناً لائقاً سرياً للسيد فضل الله

*الرئيس بري زار السيد وجاء له بالطبيب وأمسك يده ومسح رأسه

*لماذا أبدى فضل الله ندمه لأنه كان وبري بعيدين عن بعضهما بعضاً

*تلا فضل الله بيان البدريين لدعم المقاومة فثار من حوله خوفاً على المؤسسات من وقف التمويل

*السيد نصرالله زار فضل الله ومعه مغنية وبدرالدين موفياً بنذره بأن أول زيارة خارج مواقعه ستكون للسيد محمد حسين

*اعتذر السيد فضل الله عن عدم قبول مساعدة من مبعوث للعقيد القذافي طالما لم يحل قضية اخفاء السيد موسى الصدر

حوار: حسن صبرا

 

في الذكرى الثامنة لغياب المرجع العربي الشيعي الكبير السيد محمد حسين فضل الله، تنشر ((الشراع)) ملفاً خاصاً عن السيد، يتضمن في هذا العدد مقالاً عنه بقلم رئيس التحرير وحواراً خاصاً مع صهره المفتي الشيخ أحمد طالب، يكشف فيه وقائع نادرة، عن مرحلة من أخطر مراحل المقاومة التي قادها حزب الله بقيادة أمينه العام السيد حسن نصرالله.. وماذا حصل مع السيد فضل الله، وأدوار بارزة للرئيس نبيه بري انسانياً وسياسياً، ودور مميز للحاج عبدالله بري الذي كان مقرباً من السيد محمد حسين..

والشيخ المفتي احمد طالب هو أحد علماء الشيعة المجددين المشهود لهم بالاستقلالية وسعة الاطلاع والفهم السياسي، ومحاولة البقاء على مسافة واحدة من أركان الشيعة الحاكمين كل في موقعه.. وهو كان موضع ثقة المرجع العربي الراحل السيد محمد حسين فضل الله، والمقرب منه جداً والمتأثر بمواقفه وأحكامه حتى ان السيد فضل الله كان يرى فيه شبابه ونضوجه.. فكان الأكثر تعبيراً عما في صدره والأكثر فهماً لمواقفه وآرائه.. وها هو يتحدث عنه في واحدة من أخطر مراحل حياته سياسياً وأمنياً على أمل ان نتابع مع الشيخ المفتي طالب الحديث عن خصال وخصوصيات ومؤسسات السيد الكبير في حلقة أخرى.

هنا الحوار مع المفتي طالب:

#كيف تلقى السيد محمد حسين فضل الله أنباء العدوان الصهيوني على لبنان في 12 تموز/ يوليو 2006، بعد خطف حزب الله جنديين صهيونيين في الجنوب؟

-      اعتقد السيد ان ما حصل بعد خطف الجنديين الصهيونيين يمكن ان تكون له ردود فعل محدودة لم تكن لتصل الى حرب كبيرة كنتيجة لهذا الفعل.. علماً بأن السيد كان من أنصار هذه الأعمال، لأن الصهيوني لم يكن ليرضى ان يتعامل بالسياسة العادية في قضية تحرير الأسرى، وهذا الصهيوني لا يفهم إلا هذا النوع من العمليات واذا أردنا تحقيق أهداف مثل تحرير الأسرى وغيرها فيجب ان نقوم بعمل كبير يوجعه ويهز هيبته كأسر جنديين له. حيث سيفرض عليه التفاوض لاطلاقهما مقابل تحرير أسرانا.

#هل كان السيد على اطلاع على العملية تحديداً من قبل القائمين بها؟

-      لم يكن السيد فضل الله على اطلاع بهذا الأمر، ولم يكن ليوضع بأجواء هذه العمليات، خصوصاً أنه في هذه الفترة تحديداً لم تكن العلاقة بين السيد وبين قيادة المقاومة بأفضل أحوالها. نتيجة الخلاف الذي كان قائماً حول مرجعية السيد وعدم رغبة قيادة الجمهورية الاسلامية في مثل هذا الوقت بطرح مرجعية السيد فضل الله، ما أوجد حالة جفاء واقتصر التواصل على بعض الزيارات الخجولة لنائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم بين فترة وأخرى لكنها كانت في سياق التواصل الأدبي وليس السياسي او العملي.

#ماذا فعل السيد فضل الله مع بدء العدوان واستهداف الضاحية بكل أهاليها ومبانيها؟

-      في أول أيام العدوان كانت الصورة ضبابية حوله وكم سيكون حجمه وانتشاره وتجاوزه للخطوط الحمر، وطرح عليه مرافقوه ان يبقى في مسجد الامامين الحسنين (المسجد الكبير) مقيماً في بعض المكاتب (حيث دفن فيما بعد) فقبل النـزول اليها راضخاً لطلب الأمنيين خشية ان يقصف منـزله وكان أخرج عائلته الى كيفون حيث يملك منزلاً في هذه القرية القريبة من بيروت، وفي اليوم الرابع وبعد اشتداد القصف الصهيوني على طريق المطار، حمله مرافقوه الى كيفون ليبيت ليلة واحدة اذ ان اسرائيل قصفت محطة الكهرباء التي تزود قرى المنطقة بالطاقة فخشي الأمنيون ان تكون اسرائيل عرفت بمكان وجوده فأخرج من كيفون وظل في سيارة الأمن من دون ان تكون هناك جهة محددة للسير، فالسيد لم يكن تحت مظلة أمنية تحميه.

مرافقو السيد اتصلوا بي بصفتي صهره وكنت تلقيت اتصالاً من الحاج عبدالله بري عارضاً عليّ مكاناً للاقامة بالقرب من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ولكوني كنت في مكان آمن شكرته وقلت له اذا احتجت الى هذا المكان سأعاود الاتصال بك.. وحين اتصل بي أمنيو السيد يطلبون مني مكاناً آمناً لسماحته، طلبت منهم مقابلتي والسيد معهم أمام مستشفى رفيق الحريري الحكومي وتحدثت مع الحاج عبدالله.. سائلاً إياه هل ما زال المكان معروضاً للسكن فيه.. قال نعم، قلت أريد ان آتي بصاحبنا للمبيت، فرحب كثيراً.. التقيت أنا والحاج عبدالله أمام مستشفى رفيق الحريري الى ان جاءت سيارة السيد المموهة.. فسرنا وسيارته خلفنا من دون ان نتحدث معه.. ونزلنا الى داخل ملجأ المبنى الذي أقام فيه سماحته طيلة حرب تموز.

حين وصلت السيارات الى ملجأ المبنى كان الحاج عبدالله قد أمن من خلال مرافقيه المدخل وطريقة صعود السيد الى الشقة المقصودة من خلال حجز المصعد حتى لا يلتقي به أحد.

حين نزل السيد من السيارة كان يرتدي دشداشة بيضاء وكوفية بيضاء يضعها على رأسه.. كان شاحب الوجه نتيجة التعب والارهاق وقلة النوم والطعام، وهو كان يعاني مرض السكري وسرطان الكبد (تشمع في الكبد).

لم يعرف بمكان وجود السيد سوى الرئيس نبيه بري والحاج عبدالله وسكنت في الشقة نفسها مع عائلتي لرعايته واعطاء مناخ التمويه بأن سكان الشقة هم الشيخ أحمد طالب وعائلته وثلاثة مرافقين كانوا يقيمون طيلة الوقت من دون ان يخرجوا الى الشارع أبداً لأنهم معروفون بأنهم حول السيد فضل الله.

الحاج عبدالله وضع شبابه في خدمة السيد لتوفير كل ما يريده من دواء وطعام وكل ما يحتاج إليه لتأمين راحته وحاجياته.. من دون حاجة لأن يخرج أي من مرافقيه حتى لا ينكشف أمر السيد.

عندما وصل فضل الله الى الشقة كان أكثر ما يريده هو وجود تلفزيون لمتابعة أنباء الحرب حيث كان سابقاً في أماكن لا يوجد فيها كهرباء، ولم يكن يستطيع التواصل مع أي شخصية من المتابعين للحرب.

بعد ان نال قسطاً من الراحة جلس مباشرة أمام التلفزيون لساعات لمتابعة الأخبار والاستماع الى تقارير المراسلين على مختلف المحطات.

#وأين كان جهاز اعلام السيد المعروف بنشاطه وكفاءته؟

-      بكل أسف لم يكن جهاز اعلام السيد الذي كان سابقاً من أنشط المكاتب قادراً على توفير المعلومات المطلوبة، بل انقطعت أخبار عناصره ولعلهم  معذورون لأنهم لم يكونوا على معرفة بمكان وجود السيد ثم تبين لاحقاً أنهم لجأوا الى سورية حيث سكنهم كان كله في الضاحية غير آمن أبداً.. بل لم يكن هناك حضور حتى لرجال الجمعية الكبيرة للسيد وجهازها الاداري.

#كنتم معه طيلة الوقت ماذا كان يفعل وهو يتابع ما حدث؟

-      لأن طبيعة السيد متحركة نشيطة لا يعرف السكينة او الهدوء، واصل علاقاته مع المسؤولين رسمياً وميدانياً، وأوكلني ((للشيخ احمد طالب)) لجهة التواصل ولاستطلاع  الأجواء مع الرئيس نبيه بري لنقل مناخ المباحثات السياسية التي تولاها رئيس مجلس النواب مع وزيرة خارجية اميركا كونداليسا رايس والمسائل الميدانية في القتال، وكان السيد يريد الاطمئنان على قدرات الشباب في ساحات المعارك وكان سؤاله الدائم هل هناك امكانية لاستمرار الثبات لو طالت الحرب وما هي الامكانات المتوافرة بين أيدي المجاهدين وكم أصبحت نسبة نفاد ما يملكونه من عدة وعتاد..!

# تواصلتم مع الرئيس بري ماذا نقلتم عنه للسيد خلال الحرب؟

-      كان الرئيس بري يرسل الى السيد أجوبة مطمئنة عن وضع جبهات القتال والموقف التفاوضي  السياسي مع الأميركيين والوسطاء الآخرين، في مجلس الأمن.. وقبل انتهاء الحرب بحوالى عشرة أيام  أطلعني الرئيس بري على أنه سيأتي لزيارة السيد للاطمئنان عليه وهذا ما حصل فعلاً حيث وصل بري وبرفقته نجله عبدالله والدكتور محمد خليفة ولسوء الحظ عند وصول الرئيس حصل للسيد نكسة صحية وعارض صحي مفاجىء، مما استدعى تدخل د. خليفة بشكل سريع، طالباًعبر الهاتف أجهزة صحية، أحضرت لاجراء فحوصات سريعة، كان خلالها بري يظهر عاطفة جياشة نحو السيد فجلس الى جانبه في سريره وأمسك بيديه ومتحسساً جبهته ومتحدثاً معه بلغة عاطفية مطمئنة ومشجعة بأن هذ اعارض ويمر.. وانتظر بري نحو ساعة حتى شعر بأن السيد عاد الى وضع مستقر وظهرت على ملامحه مظاهر ارتياح.. هنا تحدث مع السيد حول مجريات الحرب والمفاوضات وواقع الجبهات وارتفاع معنويات الناس والمقاتلين، والضغوطات الاجتماعية للمهجرين من مناطقهم.. وكان حديثاً مفصلاً تم من خلاله اعطاء صورة للسيد عن الواقع السياسي والميداني، وكان السيد يتحدث مع بري بلغة الواثق المحب، معبراً عن ثقته المطلقة بحكمة وحنكة الرئيس وأنه في مستوى الامانة التي يحملها، وأنه داعم له في كل شيء حتى انه قال من خلال تواصلك يا دولة الرئيس مع الزعماء العرب ومنهم الملك عبدالله بإمكانك ان تتحدث بإسمي واسمك بما تراه مناسباً بما يخدم قضية الوطن والمقاومة ومصلحة الناس.

#أما كان الرئيس بري يخشى كشف مكان السيد فضل الله؟ وماذا فعل؟

-      نعم.. خاف الرئيس بري على وضع السيد وكان يخشى من اطالة مدة الحرب، قائلاً انني أخشى كشف موقع السيد نتيجة طوال المدة التي أقام فيها في هذا المكان. لذا اصعدني الرئيس الى منزله في عين التينة قائلاً: بامكانك ان تحضر السيد الى هنا بطريقة سرية ليسكن هنا في منزلي من دون ان يعلم بوجوده أحد لأنني أخشى عليه ان يكشف مكان وجوده الآن وتتعرض حياته وأسرته للخطر.. وعائلتي كانت خارج لبنان.

نقلت اقتراح الرئيس بري للسيد، فرد شاكراً قائلاً بصوت متهدج أنني نادم على كل وقت مضى كنا فيه بعيدين عن بعضنا البعض: قاتل الله الوشائين وانني أحسست بعاطفة من هذا الرجل لم أحس بها من كثيرين ممن كنت أتوقع منهم الوفاء.

يتابع الشيخ احمد طالب مستطرداً:

وقد كررت كلام السيد لحظة حمل جثمانه لايداعه في لحده.. وكان هناك حشد كبير من السياسيين والدينيين والحزبيين من قيادات مختلفة والرئيس بري.. وطلبت اعطائي فرصة للشهادة بما ورد في كلام السيد قبل ذلك بأربع سنوات عن رئيس مجلس النواب.

#شيخ احمد أين مؤسسات السيد ومدراؤها والعاملون فيها، بل أين عائلته.. ابناؤه اشقاؤه من كل هذا؟

-      في خضم هذه الحرب طلب تفعيل مؤسساته الاجتماعية ومكاتب الخدمات طالباً مني شخصياً الاتصال بكل المسؤولين عن هذه المؤسسات وإعطاء الضوء الأخضر لصرف كل ما لديهم من احتياطات مالية على المهجرين وعلى المقاومين، وحين اتصل بي أحد مسؤولي أمن الضاحية في حزب الله ليقول لي ان هناك تمويناً في مستودع تابع لمؤسسات السيد ويريد أخذها لتوزيعها على المهجرين، وان احد مسؤولي جمعيات السيد رفض تسليمها، وكنت بقرب السيد.. فأخبرته بالمطلب فقال: فليكسروا باب المستودع ويأخذوا ما يريدون أنا اعطيتهم الاذن بكل هذا.

وحين اتصل فارون من الجنوب يريدون مساكن يأوون اليها وكنت دائماً بقرب السيد ونقلت له الطلب قال لي فليذهبوا الى مبرات الخوئي ويسكنوا فيها.. وفي المبرات كان أصحاب الشأن فيها رفضوا ذلك خشية تخريب التجهيزات، علم السيد بالرفض فقال لي فليدخل النازحون الى الغرف وليسكنوا فيها وهذه المؤسسات بنيت لأجلهم، وهم أحق بالتصرف بها.

في الليلة نفسها أخبروني ان المسؤول في المبرات يرفض تشغيل مولد الكهرباء وأعلمت السيد فطلب مني الاتصال بالمسؤول وتشغيل المولدات وفتح البرادات التي تحوي لحوماً مخزنة لتوزيعها على المحتاجين وطلب من المؤسسات الاجتماعية ان تصرف حتى من احتياطاتها المالية على المحتاجين.

#غاب السيد عن ابداء المواقف عدة أيام ثم عاد الى التصريح اليومي كيف توافرت له سبل ذلك؟

-      نعم غاب للأسباب التي أوردتها ثم عاد السيد الى كتابة مواقفه اليومية.. وكنا نستعين بمكتب الرئيس بري للمساعدة على ايصال مواقف السيد عبره الى وسائل الاعلام.

في مثل هذا الوقت كان لا بد من حضور اعلامي يطل فيه السيد على الناس، فقمت بالاتصال بمسؤول مكتب محطة ((الجزيرة)) في لبنان وأخرجنا السيد بشكل سري الى منـزل أحد الأخوة المقربين منه، متفقين سابقاً مع ((الجزيرة)) على تجهيز كل لوازم المقابلة مع السيد حيث تحدث تفصيلياً عن مجريات الأحداث وكانت الاطلالة الاعلامية الوحيدة له خلال الحرب التي استمرت 33 يوماً.

في هذه الفترة الحساسة وبعد الضغوطات الكبيرة التي كانت تمارس من قبل الاميركي والصهيوني على المقاومين واحساسي دائماً بالفوران العاطفي الموجود في صدر السيد عند اطلالة أي مراسل صحافي متحدثاً فيها عن انتصار المقاومين، وشعوري بالحالة الأبوية التي كان يتحدث فيها عن المجاهدين بعاطفة غامرة، عرضت على سماحته ان يتوجه الى المقاومين برسالة مفتوحة تساهم برفع معنوياتهم، وأيضاً تريح السيد على المستوى النفسي لما كنت أحس به أنه يريد ان يقدم شيئاً ما ويساهم بلمسة ما نحو المجاهدين واستحسن الرجل الكبير الفكرة وسألني اذا كان هناك من يسجل هذه الرسالة.

قلت له أبدأ انت بالكتابة وأنا لي أخ يعمل مراسلاً لمحطة ((المنار)) وسيقوم بما يلزم.. اتصلنا بشقيقي فضل طالب واتفقت معه على عمل تمويه بوضع قطعة قماش خلف السيد على الجدار وتلا السيد بيانه الشهير تحت عنوان: ايها البدريون (نسبة لمعركة بدر التي شكلت فرقاً في بداية الاسلام).. شكل هذا البيان نقطة تحول كبيرة وأعادت الأمور الى سابق عهدها مع قيادة وقاعدة الجهاد التي ربما ضغطت بعض الظروف لخلق مساحة بينها وبين الأب الذي كان له دور كبير في نشأتهم الدينية والثقافية ولا يفوتني ان أذكر ان بعض أرحامه اعتبروا انه لم يكن من الحكمة اصدار هذا البيان، التي وجهت الى المقاومين، ومن الأفضل ان نظل نحن بمنأى من هذا الصراع لأننا لا نعلم الى أين ستؤول الأمور، وكيف سينعكس هذا البيان سلباً على علاقاتنا مع مؤسسات دولية تقدم مساعدات لمبراتنا.

هنا ثارت ثائرة السيد وارتفع صوته بشكل لافت محتداً في اجابته على موقفهم قائلاً:

أنا آسف انتم لم تعرفوني حق المعرفة ولم تفهموا فكري ولم تطلعوا على روحية مواقفي.. أنا لا أداهن ولا أحابي أحداً في مثل هذه المواقف.. متابعاً: ((انه ديني الذي أدين الله به، أنا منذ نعومة أظافري وأنا أنظّر للفكر الجهادي وللحركة الجهادية ضد العدو الصهيوني.. تريدون مني اليوم ان انكفىء لمجرد انه ربما تمنع بعض المساعدات من جهات دولية عن مؤسسات خيرية.. ما قيمة هذه المؤسسات ان لم يبق هناك أرض حرة تقام عليها؟

#ما كان اثر هذا البيان عند المقاومة وسيدها؟

-      قائد المقاومة السيد حسن نصرالله زار السيد في قصر لجوئه السري وقال له: انني حين سمعت هذا البيان شعرنا جميعاً بأن فوقنا مظلة أبوية كنا بأمس الحاجة اليها في هذه اللحظة واعطتنا من القوة ومن المعنويات قدراً كبيراً الى حد انني خاطبت  من كان معي من القادة مشيراً الى رفيقيه مرافقيه الحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدرالدين والى حد النذر بأن أول من سأزوره هو السيد محمد حسين فضل الله.. وهذا ما حصل فعلاً.. حيث زار السيد ورفيقاه مقر لجوء فضل الله ونفذ نذره.

#كيف وصل السيد نصر الله الى مقر السيد السري؟

-      كان السيد نصر الله مرتدياً ملابس رياضية تمويهاً، والذي عرفته ان السيد نصرالله كان يتجول خلال المعارك بشجاعة نادرة بطريقة مموهة طبعاً.

#تحدثت ايجاباً عن دور للرئيس نبيه بري، وفي بداية الحديث أشرت الى مبادرة نجله الحاج عبدالله.. فما الذي قدمه عبدالله أيضاً خلال الحرب مساهمة فعالة في ميادينها؟

-      كان للحاج عبدالله فضل اساسي في احتضان السيد في وقت لم يكن هناك رعاية جهات قادرة ولم يكن هناك حسن ادارة من أجهزة السيد فضل الله التي كان يمكن ان تقوم بسد ثغرات نشأت بسبب الحرب والقصف والتهجير، وتأمين ما كان يحتاجه السيد ليكون في أمن وأمان.

هنا يسجل للحاج عبدالله أنه بادر لهذه المسؤولية بشهامة كبيرة الى حد انه استضاف سماحة السيد وأمّن له كل ما يحتاج اليه وكان دائم السؤال عما ينقص وما يحتاجه سماحته حتى انه كان يسأل عن نوعية الطعام الذي يفضله السيد في منزله، والملائم لحالته الصحية ويعمل على تأمينه رغم صعوبة الأمر خلال الحرب والقصف.

وفي احدى المرات سأل الحاج احد مرافقي السيد لماذا لا تحمل سلاحاً.. فرد الشاب خرجنا على عجل ولم نحمل معنا سلاحاً، طلب الحاج من مرافقه ان يقدم لهذا الشاب مسدس الحاج الخاص قائلاً: هذا المسدس هو هدية تبقيه معك ما دمت مع السيد.

وأكثر من ذلك عندما طلب مني السيد ان أتحدث مع بعض المؤسسات الرعائية لتقديم مساعدات مالية للمهجرين، اعتذروا عن عدم تلبية ذلك لعدم توافر السيولة بسبب اقفال المصارف في تلك الفترة.. هنا لجأت الى الحاج عبدالله لتأمين سيولة مالية.. تقدم للمهجرين عبر مؤسسات السيد على ان تسدد له حين اعادة فتح المصارف لأبوابها.. أمن الحاج عبدالله المال خلال ساعات، وصارت بين أيدي المحتاجين.

#هل تلقى السيد دعماً من آخرين؟

-      خلال العدوان الصهيوني اتصل بي سياسي لبناني مقرب من النظام الليبي شارحاً ان هناك وفداً ليبياً قدم الى بيروت عن طريق دمشق وان العقيد معمر القذافي يريد المساهمة في مواجهة اسرائيل ويريد ان يقدم هذه المساهمة للسيد الذي يجد فيه جهة شعبية جنوبية، ولم يتصلوا بحزب الله، وكان مستحيلاً الاتصال بالرئيس بري، نقلت هذه الرغبة للسيد فكان رده حاسماً:

طالما ان قضية الامام الصدر وهي قضية مبدأ وحق لم تحل وليبيا مسؤولة عن هذا الأمر فإنني لا يمكن ان أقبل أي شيء من القذافي حتى لو كنا محتاجين له.

طلب مني السيد نقل هذا الموقف للرئيس بري ففعلت فقال بري: لم يفاجئني موقف السيد ونحن نعرف حرصه وغيرته على وحدة الموقف الشيعي فضلاً عن تمسكه بحق انسان مخطوف في ان يعود الى وطنه وعائلته.. وحركته.

 

 

فضل الله لـ نصرالله:

شيعة اليوم لم يخذلوك

كما خذل شيعة الأمس الامام الحسين

 

خلال اللقاء المشار اليه في حوار المفتي الشيخ احمد طالب مع ((الشراع))، خاطب فضل الله نصرالله بالقول: ان شيعة اليوم لم يخذلوك، ولم يتخلوا عنك كما تخلوا عن الامام الحسين في زمنه. لذا فإنك مطالب بكل ما يمكن ان تقوم به من أجل تلبية احتياجاتهم وتعويض خسائرهم، وإعادة إعمار ما دمرّه العدوان.

 

 

السيد فضل الله والسيد نصرالله معاً على طريق المقاومة

الرئيس نبيه بري عرض استضافة السيد فضل الله في منزله

الحاج عبدالله بري كان مقرباً من السيد فضل الله

السيد حسن نصرالله جاء بملابس رياضية للقاء السيد فضل الله

صورة من المعارك

صورة من دمار الضاحية

السيد محمد حسين فضل الله: نداء البدريين

العقيد القذافي عرض المساعدة.. لكن

الشيخ احمد طالب مع الرئيس نبيه بري

مع السيد محمد حسين فضل الله

 مع الحاج عبدالله بري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم