بيروت | Clouds 28.7 c

عبدالناصر وملوك السعودية عبدالعزيز أحبه وسعود أعجب به وفيصل حاربه حتى الموت - كتب حسن صبرا

عبدالناصر وملوك السعودية

عبدالعزيز أحبه وسعود أعجب به وفيصل حاربه حتى الموت

كتب حسن صبرا / مجلة الشراع 18 تشرين أول 2019 العدد 1921

 

من مفارقات السياسة الدائمة.. تلك العلاقة التي نشأت ثم نشبت بين جمال عبدالناصر وملوك آل سعود بدءاً من القائد المؤسس للمملكة العربية السعودية، وصولاً الى نجله فيصل الذي ناقض تاريخ أبيه كله في حبه لجمال، فإذا فيصل هو أكثر الشخصيات السعودية الحاكمة التي ناصبت جمال العداء وذهب في كراهيته له حد استعداء اميركا في عهد ليندون جونسون وحثه لاستخدام اسرائيل ضد عبدالناصر فكان عدوان 1967 وهزيمة مصر عسكرياً.

بعد قيام ثورة تموز/ يوليو عام 1952، ذهب وفد من مجلس قيادة الثورة برئاسة اللواء محمد نجيب الذي جاء به الضباط الأحرار أصحاب الثورة من منزله لينصبوه رئيساً شكلياً عليهم.

استقبل الملك عبدالعزيز آل سعود الوفد المصري الثوري، تناولوا معه طعام العشاء، وبعد مغادرة المصريين دار عبدالعزيز التفت الملك الى من حوله قائلاًَ بلهجته السعودية البدوية: هذا الشيبة يقصد محمد نجيب زق (اي شخص لا قيمة له)، لكن هذا الولد ابو خشم (انف) طويل يقصد جمال عبدالناصر هو قائد الثورة الحقيقي في مصر، بعد ذلك بعدة أشهر وعندما كان جمال عبدالناصر خارجاً من سينما ((ريفولي)) وسط القاهرة استوقفه وهو يهم بركوب سيارته شاب طويل القامة نحيل الجسم اقترب منه محيياً اياه بيديه، ترجل جمال من سيارته وكانت رجله اليمنى خارجها واليسرى داخلها، ليرد التحية على الرجل.. معرفاً الرجل عن نفسه.

انا عبدالعزيز التويجري من المملكة العربية السعودية، فأخرج جمال كل جسمه من السيارة مصافحاً التويجري قائلاً له: ان عندكم في السعودية رجلاً عظيماً وهو أول من أقام وحدة عربية، حافظوا عليه وابعث تحياتي له..

سعود ملكاً

رحل القائد المؤسس عبدالعزيز عام 1953، وتسلم نجله الأكبر سعود مقاليد الحكم وكان ملتزماً وصية والده بأن عليكم بمصر خيراً فسار سعود على درب والده ملتزماً نصيحته.

وعندما قامت أزمة نيسان/ ابريل 1954 بين مجلس قيادة الثورة وعقله المفكر وقائده الفعلي جمال عبدالناصر، وبين رئيس المجلس المعين من قبل الضباط الأحرار محمد نجيب، أرسل الملك سعود وسيطاً سعودياً في محاولة لحل النزاع بين الضباط الأحرار ونجيب، استقبل عبدالناصر الوسيط السعودي بحفاوة، وأطلعه على طبيعة الخلاف شاكراً الملك سعود على اهتمامه بأمن واستقرار مصر، وقد قدر الملك سعود قبول عبدالناصر الوساطة وهو أي سعود كان حاضراً المجلس الذي قال فيه والده الراحل الملك عبدالعزيز القول المنشور أعلاه.

تعززت العلاقات بين مصر والسعودية في عهد الملك سعود، وعندما شن الاستعماران البريطاني والفرنسي والكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العدوان الثلاثي على مصر (29 ت1/ اكتوبر- 23 ك1/ ديسمبر 1956) أيدت المملكة السعودية مصر مستنكرة العدوان، وكان الحماس الملكي السعودي في ذروته، عندما تطوع اخوة الملك سعود الأمراء فهد (الملك لاحقاً) وتركي وسلمان (الملك حالياً) في المقاومة الشعبية التي اسستها ثورة تموز/ يوليو للتصدي للعدوان الثلاثي.

الوحدة الثلاثية

سمعنا من مصدر سعودي مطلع، ما فاجأنا وهو يقول بأن زيارة قام بها جمال عبدالناصر ورئيس سورية شكري القوتلي الى الرياض عام 1957 استقبلتهما جماهير سعودية خلف الملك سعود هتفت بأهازيج فرحة باتفاق الزعماء الثلاثة على عمل وحدوي تقول احداها: ((عاش الثلاثة اللي وقعوا.. جمال وشكري وثالثهم ملكنا سعود)) وتحولت الأهزوجة الى أغنية قدمها المطرب السعودي فهد السعيد.

طبعاً

يقف الوحدويون العرب والمتابعون عند واقعة تآمر السعودية على الوحدة المصرية – السورية، ومحاولة رشوة وزير الداخلية السوري العميد عبدالحميد السراج بمبلغ مليون دولار، للقيام بانقلاب ضد الجمهورية العربية المتحدة التي قامت عام 1958.

المصدر السعودي رد على هذه التهمة مدافعاً عن الملك سعود، مؤكداً ان نجله محمد بن سعود هو الذي قام بهذه المحاولة من وراء ظهر أبيه، بدعم من عمه الامير فيصل وان الرياض عندما أصدرت نفياً لخبر المؤامرة السعودية على الوحدة كانت تعني ما تقول لأن المتآمر كان محمد بن سعود وليس الملك سعود، على الرغم من الحملة الاعلامية التي طالته وظلمته بهذا الاتهام.

وعندما قامت ثورة اليمن في 26/ 9/ 1962 وأسقطت حكم آل حميدالدين، وأرسل جمال عبدالناصر جيشاً الى اليمن لمؤازرة شعبها الذي جعلته هذه الأسرة يرزح تحت أكثر أنواع التخلف والجهل والعزلة في التاريخ.. قال لنا المصدر السعودي ان الملك سعود لم يكن يريد دعم الملكيين ضد الثورة والحكم الجمهوري بقيادة العقيد عبدالله السلال، بل انه أعطى أوامره بحسن استقبال ووفادة البدر، ابن احمد حميدالدين آخر ائمة اليمن الهارب الى الرياض بعد قيام الثورة، مع إلتزامه احترام الضيافة بعدم ممارسة اي عمل سياسي ((الحوثيون الآن في اليمن الذين يحاربون السعودية وتحاربهم كانوا في عهد جمال وخلال صراعه مع السعودية أدوات المملكة لمحاربة عبدالناصر في اليمن)).

هنا يبدأ مسار آخر

فقد برز في تلك الفترة دور سلبي سعودي رسمي قاده فيصل بن عبدالعزيز تمثل في مناصبة مصر العداء في مقابل تحريض لم يتوقف قاده محمد حسنين هيكل ضد السعودية.. مستغلاً هامشاً واسعاً من حرية التصرف اتاحه جمال عبدالناصر نفسه لهيكل تحديداً، وكانت ساحة مناصبة العداء والتحريض هي أرض اليمن التي كانت تشهد معارك عسكرية عنيفة، كانت الرياض خلالها تدعم الملكيين (ومنهم الحوثيون الآن) وكان الجيش المصري نجح في تثبيت الحكم الجمهوري من خلال الامساك بأهم مدن اليمن، خصوصاً صنعاء والمدينة الأهم في اليمن تعز، وميناء البلاد الأكبر الحديدة، فضلاً عن عاصمة الشمال الشرقي صعدة وهي على حدود السعودية، وما بقي خارج هذه المدن التي تضم نحو 80 % من سكان اليمن وتشكل الجزء الأعظم من جغرافيته، تركه الجيش المصري لمناوشات قبائل متقاتلة متناقضة، تقاتل ليلاً مع الملكيين وتعلن ولاءها نهاراً للحكم الجمهوري.

حارب فيصل الوجود المصري في اليمن الذي أصبح على حدود السعودية، وخصوصاً انه اثر عملياً وقومياً في اشعال ثورة 14 تشرين الأول/ اكتوبر 1964 في الجنوب اليمني الخاضع للاحتلال البريطاني، والتي انتهت بطرد الاستعمار البريطاني بمساعدة مصرية كاملة في ت2/ نوفمبر 1967 على الرغم من ان اسرائيل كانت احتلت اراضي في مصر وسورية وبقية فلسطين قبل استقلال جنوب اليمن بخمسة أشهر.

وكان لافتاً للنظر ان الرئيس الاميركي جون كنيدي الذي كان فتح حواراً مكتوباً مع جمال عبدالناصر تفهم قيام الثورة في اليمن في 26- 9- 1962 وتفهم ارسال مصر مساعدة عسكرية للثورة الوليدة، على الرغم من احتلال بريطانيا لجنوب البلاد منذ العام 1839.

الأمر الأكثر غرابة، ان فيصل – وأثناء حكم أخيه سعود كان يجهر أمام مسؤولين اميركيين بغضبه من ادارة جون كنيدي التي كانت كما كتبنا بدأت حواراً مع جمال عبدالناصر.. وعندما قتل كنيدي في 22- 11- 1963 ترددت انباء وكتبت تحليلات بأن اسرائيل كانت المستفيدة الأولى من غياب كنيدي لأنه كان يحاور عبدالناصر، وكان يميل الى حل للقضية الفلسطينية (قبل ان تحتل اسرائيل سيناء والجولان والضفة الغربية لنهر الأردن).

خلع سعود

نكتب هذا لنقف عند حدثين مهمين جداً وقعا في تلك الفترة وشكل كل واحد منهما انعطافة خطيرة داخل مجتمعه:

الأول هو خلع الأمير فيصل أخيه الملك سعود عن العرش وتسلمه هو حكم السعودية، بمساعدة اميركية غير مباشرة مع مجيء ليندون جونسون خلفاً للرئيس جون كنيدي بعد اغتياله، كان جونسون نائباً لكنيدي فتولى ما تبقى من فترة حكم سلفه، ثم انتخب رئيساً لأربع سنوات أخرى حصل فيها عدوان 1967 بواسطة العدو الصهيوني، وبدعم من اميركا وبتحريض من فيصل بن عبدالعزيز.

وفي عهد سعود كان فيصل ينفذ توجهات الملك حتى ولو على مضض، فلما مرض الملك وتوجه الى اميركا لتلقي العلاج جعل فيصل نائباً له، فكان أول قراراته هو عزل الشخصيات التي كانت مقربة من الملك المريض، وسلم أخوته الامراء مواقع وزارية لم تكن لهم من قبل كما فعل مع فهد وسلطان وعبدالله، وعندما عاد سعود من علاجه في اميركا عين فيصل رئيساً للوزراء، ومن هذا الموقع صار يمسك بمقاليد الحكم خطوة اثر خطوة، مستغلاً الحديث عن مرض سعود كي يعزله ليتولى هو العرش السعودي طيلة نحو 11 عاماً.

خلال حكم فيصل للسعودية حدث الأمر الآخر وهو مؤامرة الاخوان المسلمين للانقلاب على جمال عبدالناصر عام 1965 عبر موجة اغتيالات تبدأ بقتل جمال عبدالناصر وتدمير جسور ونسف محطات الاذاعة والتلفزيون وشبكات الكهرباء ومحطة السكة الحديد.. وصولاً الى قتل مثقفين وفنانين وفي مقدمتهم محمد عبدالوهاب وأم كلثوم.

انتهى الانقلاب بالفشل واعتقال مئات الاخوان ومن بينهم موجههم ومرشدهم الفكري المحرض على الانقلاب على المجتمع وهجره وقتل من يعتبره عدواً للاسلام جمال عبدالناصر، سيد قطب.. اعتقل سيد قطب، حوكم، صدر عليه حكم بالاعدام.

أعدم سيد قطب، هرب مئات الاخوان خارج مصر احتضنهم فيصل وسلمهم مقاليد التربية والتعليم ليفرضوا منهاجهم الاخواني القطبي وليتخرج من بين أيديهم عشرات آلاف السعوديين، ومنهم خرج الفكر المتطرف الذي سيطر على عقول الشباب الذين تحولوا الى تنظيم القاعدة فيما بعد تحت أيدي شيوخ مصريين من جماعة الاخوان، ما زال تأثيرهم في السعودية وفي دول الخليج العربي والعالم الاسلامي وأوروبا.. حتى اليوم.

وفّر فيصل لاخوان مصر كل فرص العمل والتجارة والمقاولات وتأسيس شركات صارت تدر عليهم أرباحاً كبيرة، تضاعفت في عهد الملك فهد.

في هذا الوقت اختار سعود مصر للاقامة فيها، استقبله جمال كملك، وفّر له الرعاية الكاملة، وكان سعود وفياً لمصر، فقد تبرع بعدة ملايين من الدولارات لدعمها بعد عدوان 1967.

كان فيصل ينتقم باحتضانه الاخوان من عبدالناصر لدعمه الجمهورية في اليمن.. وكانت الناصرية تترسخ في اليمن بنشوء تيار ناصري جارف في كل اليمن شمالاً وجنوباً، اشعر جمال عبدالناصر بأن وجوده العسكري في اليمن لم يعد ضرورياً بالحجم الذي كان فيه سابقاً، فضلاً عن ان وجود الجيش هناك كان يستنزف الخزينة المصرية، وصار للجمهورية جيش قوي قادر على الدفاع عن نظامها.

وأراد عبدالناصر الخروج من اليمن سلمياً وبالتوافق مع فيصل زاره عام 1965 في جدة، ليرتب انهاء النزاع الدموي في اليمن، عقد مؤتمر في حرض لكل فرقاء الصراع أفشل فيصل نتائجه، فهو لم يكن يريد للجيش المصري ان يعود الى بلده، ولم يكن يريد ان يقفل جبهة استنزاف ضد عبدالناصر.

كان حقد فيصل على جمال أكبر من ان يتخيله انسان فقد سجل عليه حملة التحريض الاعلامية ضده، خصوصاً بعد هروب طيارين سعوديين بطائراتهم الى مصر، وبدء أعمال مقاومة سعودية داخل المملكة وصلت الى القصر الملكي في الرياض، وهروب أخوة لفيصل الى مصر مشكلين الامراء الاحرار.. ومنهم الامير بدر والأمير طلال..

ووصل حقد فيصل على جمال حد اعادة كسوة الكعبة التي كانت مصر ترسلها مع حملة شعبية ورسمية ودينية بحراً الى جدة كتقليد كان متبعاً منذ زمن بعيد حافظ عليه عبدالعزيز ومنعه نجله فيصل.

فوق هذا كان فيصل مالئاً يديه من شراسة ليندون جونسون في اميركا ضد جمال على العكس من كنيدي الذي أراد الحوار معه.

حصل العدوان الصهيوني على مصر (وسورية وفلسطين ( الاردن)) في 5/6/ 1967، وكان لمصر 60 ألف جندي متمرسين بالقتال في اليمن، ولم يستطع جمال سحبهم لأن فيصل أعجزه عن ذلك.

هُزم عبدالناصر، استقال، أعادته الناس الى موقع المسؤولية، ولم يكف فيصل عن التطاول على جمال، وتحدث عبدالناصر في خطاب 23 تموز/ يوليو عام 1967 عن هذا.

لم يصالح فيصل جمال الا في قمة الخرطوم في آب/ اغسطس 1967 ولا بد من ايراد هذه الواقعة ضمن هذا المقال.

وصل عبدالناصر المهزوم الخرطوم لحضور القمة فيها، استقبلته العاصمة وجوارها بمئات آلاف الناس مرحبين، أثار مظهر استقبال السودانيين لجمال اهتمام العالم، كتبت صحافة الغرب عبارات مظهرة دهشتها.. الخرطوم تستقبل المهزوم كما لو انه الفاتح.

نزل جمال مطار العاصمة السودانية، والناس بمئات الآلاف تهتف له تنتظر خروجه لتراه وتحييه، جاءه رئيس الوزراء محمد المحجوب الذي كان في استقباله يرجوه ان يبقى في المطار وألا يغادره الآن، سأله جمال، ولم هذا؟ فقال له محجوب: يا سيادة الرئيس ان طائرة الملك فيصل المقبلة من جدة على وشك النزول في المطار واذا خرجت الآن فلن يبقى سوداني في المطار وكلهم سيخرجون خلفك، فأرجوك ان تبقى قليلاً كي يحظى فيصل ببعض الترحيب.

قبل جمال رجاء المحجوب انتظر فيصل والتقاه حين وصوله في المطار، تقدم المحجوب برجاء آخر طالباً من جمال ان يركب فيصل معه في سيارته للتوجه الى قصر الضيافة، رفض جمال ذلك بحسم قائلاً لمحجوب لا.. لحد هنا وبس.

في قمة الخرطوم صمم جمال على اللاءات الثلاث لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف بإسرائيل.. دعم فيصل موقف جمال سياسياً ودعمه اقتصادياً بتقديم 90 مليون جنيه استرليني سنوياً لمصر بالمشاركة مع الكويت ودولة قطر الى حين ازالة آثار العدوان.

طور جمال شعاره من وحدة الهدف العربي الى وحدة الصف، تفرغ للعمل العسكري الذي كان يستغرق منه 14 ساعة عمل يومياً، مركزاً جهداً كبيراً آخر للاقتصاد، رافضاً الدخول في أي صراعات عربية لأن هدفه الأعلى كان ازالة آثار العدوان رافعاً منذ العام 1968 شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، غادر في 28/ 9/ 1970، وكان الجيش المصري في ذروة استعداده للتحرير، محدداً تاريخين لبدء المعركة هما ت2/ نوفمبر 1970 كمدى قريب وأيار/ مايو 1971 كحد أقصى..

رحل جمال وكانت ذكرى اربعينه هي الموعد الذي حدده لبدء معركة استرداد الأرض والعرض.

وفي موعد الحد الأقصى للتحرير انقلب أنور السادات على كل مسار ونهج وأخلاق جمال عبدالناصر، وكان مع السادات دائماً فيصل بن عبدالعزيز.

 

أكذوبة قطع النفط وبطلها فيصل

الذين يتغنون بموقف الملك فيصل من قطع النفط عن الغرب استنكاراً لموقفه الداعم للعدو الصهيوني خلال حرب تشرين الأول/ اكتوبر يجهلون او يتجاهلون المسرحية التي تمت في هذا القطع.

قرار منظمة ((أوبك)) التي اجتمعت خلال الحرب كان قراراً سياسياً بحتاً موجهاً ضد الولايات المتحدة الاميركية وهولندا المؤيدتين للعدو الصهيوني.. وقد سجل لفيصل بأنه بادر الى هذا القرار وكانت نتيجته كالتالي:

1-ان الولايات المتحدة كانت تستورد النفط من بلاد مختلفة وضمن ((الأوبك)) بأسماء شركات مختلفة وعبر ناقلات لا ترفع العلم الاميركي وليست مسجلة في اميركا.. ولم تتأثر اميركا ابداً بهذا القطع.

2-ان هولندا كانت وما زالت تملك أوسع مرفأ لاستيعاب السفن الضخمة ومستودعات للمستوعبات وكانت مكتفية بكل ما تحتاجه، وكانت سفن النفط العالمية الضخمة ترسو في مينائها الضخم وتفرغ ما تحتاجه سوقها وهو قليل جداً لأنها بلد قليل السكان.

3-ان دول النفط العربية تحديداً تضررت من هذا القرار لأن الدول الأوروبية التي لا تملك النفط رفعت الضرائب على استيراده بنسبة تفوق الـ 80 % عما كانت سابقاً. وهذه النسبة العالية دفعتها الدول المصدرة للنفط ودخلت خزائن الغرب وخسرتها الدول النفطية العربية. كما انها زادت أسعار سلعها التي تستوردها الدول العربية النفطية (وغيرها) فدفعت هذه باليسار ما قبضته باليمين.

والأفظع من ذلك ان أنور السادات الذي قطعت منظمة ((أوبك)) النفط عن اميركا (وهولندا) لمساندته خلال الحرب ذهب الى الدول العربية النفطية بعد توقيع اتفاقية الكيلو (101) ليطلب اليها اعادة ضخه - فالتزمت الأنظمة العربية قراره بعد ان خسرت الكثير وما تضررت اميركا ولا اوروبا، بل شن اعلام الغرب هجمات مستعرة ضد العرب والمسلمين غير مسبوقة.

 

 

الوسوم