بيروت | Clouds 28.7 c

في ذكرى أوسلو ((الشراع)) تكشف أحد أسرارها:لماذا حرد ابو مازن من ابو عمار وكيف انتقم عرفات منه؟بقلم: حسن صبرا

في ذكرى أوسلو ((الشراع)) تكشف أحد أسرارها:

لماذا حرد ابو مازن من ابو عمار وكيف انتقم عرفات منه؟

بقلم: حسن صبرا

مجلة الشراع 20 أيلول 2019 العدد 1917

 

في 13 ايلول/ سبتمبر 2019 كانت مرت على اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الصهيوني 26 سنة. ((الشراع)) تكشف في هذه العجالة سراً مثيراً من الأسرار التي سبقت التوقيع بين الطرفين.

خاض المفاوضات السرية التي جرت في اوسلو عاصمة النروج الأوروبية ممثل منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس وممثل العدو الصهيوني شمعون بيريس.. اتفق الطرفان على تسوية أثارت ارتياحاً لدى أطراف، وغضباً لدى أطراف أخرى فلسطينية وعربية واسلامية.

المهم

ان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات قرر ان يذهب الى واشنطن لتوقيع هذه الاتفاقية ممثلاً لما يتزعم بدعوة من رئيس اميركا بيل كلينتون.. وقرر ان يصطحب معه زوجه سهى الطويل عرفات.

علم محمود عباس بقرار عرفات اصطحاب سهى، اعتكف في مقره رافضاً الذهاب الى واشنطن.. علم أحد المشاركين السريين في مداولات المفاوضات قبل الاتفاق أمين عام منظمة العمل الشيوعي في لبنان محسن ابراهيم بحرد ابو مازن توجه اليه ليطلع على أسباب الحرد.. أبلغه عباس، توجه محسن الى عرفات ناقلاً له موقف ابو مازن.. رضخ عرفات للأمر فأبلغ زوجه سهى ألا داعي للسفر، ثم وأثناء وداعه لمحسن ابراهيم: وضع عرفات يده على ذقنه قائلاً بلهجته المصرية متوعداً ابو مازن ((وحياة ده مش حفوتها له)) اي وحياة شرفي لن أمرر هذا الأمر له.

المصدر الفلسطيني المشارك في اوسلو والذي اطلع ((الشراع)) على هذا الأمر استطرد بقوله: ان اصطحاب عرفات لسهى لم يكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، لأن سبب حرد ابو مازن هو اعتقاده انه هو الأحق بأن يذهب وحيداً الى حديقة البيت الأبيض لتوقيع الاتفاق مع بيريس، وليس عرفات واسحاق رابين الذي جاء ممثلاً للكيان الصهيوني بعد ان أبلغه الاميركان ان عرفات هو الذي سيوقع الاتفاق نيابة عن الفلسطينيين، وكان رابين يومها هو رئيس وزراء العدو الصهيوني.

ماذا فعل عرفات؟

بعد واقعة رفض ابو مازن لحضور سهى توقيع اوسلو اعتبر عرفات ان محمود عباس يتمرد عليه شخصياً، فقرر معاقبته على طريقته.. كيف؟

مفاعيل الاتفاقية بحصول منظمة التحرير على قاعدة وطنية جغرافية لها في غزة وأريحا ساعدت عرفات على التوجه كأول رئيس فلسطيني يطأ أرض بلاده منذ آلاف السنين. فتوجه ابو عمار الى غزة تاركاً ابو مازن في تونس.

وبعد السكرة جاءت الفكرة.. بعد سكرة الابتهاج بالعودة، جاءت فكرة ترتيب أرض العودة فعمد عرفات الى اعادة هيكلة حركة فتح ثم منظمة التحرير الفلسطينية، فوضع كل من يعتقد انه لا يمت بأي صلة لأبي مازن في مواقع القرار، محاولاً تحجيم هذا المفاوض الفلسطيني البارع الذي يعود اليه ((فضل)) توقيع اوسلو.

وواقع الحال ان ابو مازن لم يكن ليشكل أي مركز قوة داخل حركة فتح المعقودة اللواء لزعيمها ومؤسسها ياسر عرفات لكن قوة ابو مازن التي يحسب لها ابو عمار ألف حساب هي دعم اميركا لمحمود عباس، وقناعة عرفات الكاملة بأن واشنطن وبعض الأنظمة العربية تسعى جهدها لوضعه مكان عرفات على رأس منظمة التحرير.

ح.ص

 

الوسوم