بيروت | Clouds 28.7 c

مسار ناقلة نفط ايرانية عنوان فشل ترامب / بقلم: السيد صادق الموسوي

مسار ناقلة نفط ايرانية عنوان فشل ترامب / بقلم: السيد صادق الموسوي

مجلة الشراع 6 ايلول 2019 العدد 1915

 

الأخبار اليومية التي تكشف أن همّ أركان البيت الأبيض ومنذ أكثر من شهرين صار ينحصر في تتبع مسار سفينة ايرانية بعد فك الحجز البريطاني عنها هل هي متجهة إلى موانئ اليونان فتوجّه التحذير إلى حكومتها، أو أنها تسير باتجاه تركيا فيتمّ الضغط على السلطات التركية، أو تشير بعض الأخبار إلى أنها سوف تتجه إلى لبنان فتقوم أميركا بتهديد الدولة اللبنانية، أو أنها الآن في المياه الإقليمية السورية فتحتار ماذا تفعل إزاءها، وبكل الأحوال تكون ناقلة إيرانية عنواناً للفشل الأميركي الذريع في العالم.

فبعد عجز بريطانيا العظمى عن مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضطرارها للافراج عن الناقلة المحجوزة في مضيق جبل طارق، وانتظارها حتى اليوم لعل الإيرانيين يُفرجون عن ناقلتيها المحتجزتين لديها، ورفض سلطات جبل طارق الخاضعة للحكم البريطاني وبصراحة تامة المذكرة القانونية الأميركية المطالبة بحجز الناقلة الإيرانية ومصادرتها، وعدم جرأة الأساطيل الحربية الأميركية المنتشرة في مياه البحر الأبيض المتوسط على الاقتراب منها أو التحرش بها والاكتفاء بتكليف الأقمار الاصطناعية الأميركية مهمة مراقبتها ومحاولة معرفة خط سيرها وإبلاغ الرئيس الأميركي شخصياً أولاً بأول بالمعلومات مهما كانت قليلة ليقوم هو بتكليف وزير خارجيته أو مستشاره للأمن القومي أو من في المستوى نفسه أو أن يتصدى شخصياً أمر التعليق وتوجيه التحذيرات وإصدار التهديدات وسن العقوبات على من يتصورون توجه الناقلة الإيرانية صوبه.

إن التهاء الإدارة الأميركية من رأس الهرم إلى الناطقة باسمها بأمر متابعة تحرك سفينة تمخر مياه البحر دون أن تستطيع فعل شيء عملياً لأوضح دليل على تدني مستوى اهتمامات دولة تريد أن تكون عظمى وفي الوقت نفسه تبين كم بلغت الجمهورية الإسلامية من القوة على الصعيد العالمي حيث اضطرت بريطانيا العظمى الإستسلام أمامها وتعجز أميركا العظمى عن الوقوف بوجهها أو حتى مشاكستها.

والذل الأميركي في توسل اللقاء مع أي مسؤول ايراني وتمنع الإيرانيين من التواصل، ودعوة الفرنسيين لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الحضور حيث اجتماع القادة الكبار بعد وضعه من قبل الولايات المتحدة على لائحة العقوبات وعقد اجتماع معه على مستوى الرئيس الفرنسي لمدة ساعات على مرأى من دونالد ترامب ما استدعى رد فعل الناطقة باسم البيت الأبيض، معتبرة ذلك إهانة من الدولة المضيفة للرئيس الأميركي، كل هذه الأمور توضح لمن عنده قليل من المتابعة والفطنة من زعماء الدول في المنطقة أن الذهاب يميناً وشمالاً والتوسل بالغرب والشرق لا يفيدهم بأي حال، وأن التواصل المباشر مع الجمهورية الإسلامية في إيران هو السبيل الوحيد للسلام في المنطقة، خصوصاً وأن جميع المسؤولين في الإدارة الاميركية يصرحون بأعلى أصواتهم ويرددون صباح مساء وعلى مسمع من العالمين أنهم لا يريدون الحرب مع إيران وأنهم لا يعملون أبداً على تقويض النظام الإسلامي، بل إن هدف العقوبات الوحيد هو إقناع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بالجلوس الى طاولة المفاوضات أو على الأقل الرضا بالتقاط صورة تذكارية للرئيس ترامب مع الرئيس الشيخ حسن روحاني كما ابتهج من قبل كثيراً بالتقاط صورة تذكارية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون من دون أن تؤدي اللقاءات المتعددة إلى أية نتيجة عملية.

والطريف في الأمر أن رئيس أميركا الدولة العظمى يوسط مبعوثاً من جانبه للقاء وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثناء مشاركته في أحد إجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك لإقناعه بتلبية دعوة الرئيس ترامب للقائه في البيت الأبيض، ولما لم يستجب الوزير محمد جواد ظريف أُبلغ بفرض العقوبات عليه؛ وهنا يتضح للقاصي والداني كم هي ضعيفة وبائسة الإدارة الأميركية وكم هم أقوياء في مواقفهم مسؤولو ايران الإسلامية ؟.

وللذين يرمون أنفسهم في أحضان الكيان الصهيوني وصاروا يبررون علناً ممارساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ويتباهون باللقاء مع الصهاينة في القدس المحتلة في ظل العلم الإسرائيلي آملين مساعدة محتلي الأرض الفلسطينية وقتلة الشعب العربي ومدنسي المسجد الأقصى أولى القبلتين جهاراً نهاراً من أجل الإحتفاظ بكياناتهم والبقاء مدة على كراسي الحكم، فإننا نقول: أنظروا أين هم الجنود الصهاينة الذين تستقوون بهم كيف اختفوا على طول الحدود اللبنانية حتى أن لبنانياً تجاوز السياج وهو يحمل راية المقاومة ولم يجد من يواجهه، بل إن مدرعاتهم التي أوقفوها قرب الحدود اللبنانية وضعوا فيها الدمى البشرية خوفاً من أن يقع جنودهم أسرى إن استقروا فيها لمجرد أن تهديداً تمّ توجيهه للكيان الغاصب بعد اعتداء الطائرتين المسيرتين الصهيونيتين على السيادة اللبنانية والوصول إلى الضاحية الجنوبية، ولا ندري لعل بنيامين نتنياهو نفسه قد سارع إلى الاختباء في الملجأ الخاص بمقر الحكومة الصهيونية في القدس المحتلة بعدما سمع خبر توجيه الضربة الأولية للكيان باستهداف الآلية العسكرية الصهيونية،  فإن رئيس وزراء العدو يعلم أن الطائرات المسيرة لدى المقاومة اللبنانية والفلسطينية وصواريخها الذكية قادرة على تجاوز القبة الحديدية بسهولة والوصول إلى أي مكان تحددها القيادات في المقاومتين.

والله سبحانه يقول في كتابه المجيد: ( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً ) صدق الله العلي العظيم.

بقلم السيد صادق الموسوي

 

الوسوم