بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ / نصرالله يُسقط نتنياهو في انتخابات 19- 9- 2019؟! بقلم حسن صبرا

من هنا نبدأ / نصرالله يُسقط نتنياهو في انتخابات 19- 9- 2019؟! بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 30 آب 2019 العدد 1913-1914

 

في دورة الانتخابات الصهيونية السابقة تكالبت كل من الولايات المتحدة الاميركية، وروسيا على تقديم الخدمات لبنيامين نتنياهو كي يعود رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني. تذكروا.. ان روسيا قدمت له جثة الجندي الصهيوني التي كانت مدفونة في سورية تحت حراسة الاستخبارات فيها.

وتذكروا ان اميركا قدمت الخدمة الأكبر في تاريخ الكيان الصهيوني وهي نقل سفارة اميركا من القدس الغربية المحتلة عام 1948 الى القدس الشرقية المحتلة عام 1967.. ثم اتبعت ذلك بالاعتراف بضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة عام 1967 الى الكيان الصهيوني الذي كان أعلن ضمها عام 1980.

انتهت انتخابات اسرائيل.. نجح نتنياهو بالحصول على تكليف بتشكيل الحكومة عجز عن ذلك بسبب توازن القوى الدقيق داخل الكنيست.. أعلن حل الكنيست واتفق على انتخابات جديدة.

وعلى أبوابها.. ما عاد بإمكان اميركا وروسيا خدمة نتنياهو.. عمد نتنياهو الى انتزاع شوكه بيديه، فكانت سلسلة الغارات على ما يعتبره أهدافاً ايرانية في العراق وفي سورية.. وبالأمس في لبنان، حيث كانت الذروة في التعبير عن محاولة وضع قواعد اشتباك جديدة مع المقاومة في لبنان، ارسال مسيّرات قصفت مكاتب بهدف الاغتيال داخل الضاحية الجنوبية لبيروت.

انها مرحلة جديدة يحاول نتنياهو تثبيتها في الصراع العربي الصهيوني- الذي باتت مروحته ومنذ عقود ناهضة على مصطلح عملي جديد هو الصراع الايراني – الصهيوني، ومن أراد من العرب مواصلة الصراع مع اسرائيل تعاون مع ايران، أما من تراوح اهتمامه بفلسطين المحتلة بين صلح معها كما مصر والأردن ومنظمة التحرير وسورية التي تقيم أطول هدنة في تواريخ الصراعات في العالم، وبين الاكتفاء بالكلام أحياناً، وبعض الكلام يخدم اسرائيل كما يجري في بعض دول الخليج.. فهذا يجعل 99 % من أنظمة العرب خارج الصراع.. ليصبح صراعاً ايرانياً – صهيونياً بامتياز.

اسرائيل هي التي شنت وتشن هجمات في العراق تقول انها ايرانية.

اسرائيل هي التي شنت وتشن هجمات في سورية تقول انها ايرانية.

اسرائيل هي التي شنت لأول مرة هجمة مختلفة نوعاً على لبنان الذي يربطها معه قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 14- 8- 2006.. لكن ذريعتها ان حزب الله يتعاون مع ايران.

صحيح ان العدوان الصهيوني هذا هو ليس الأول من نوعه منذ عدوان تموز/ يوليو 2006، بعد ان استباحت اسرائيل سماء وبحر لبنان.. لكنها المرة الأولى التي تقرر فيها اسرائيل الاغتيال داخل لبنان عبر مسيّرات.. وسبق لها اغتيالات عديدة في غزة بصواريخ دقيقة قبل دخول المسيّرات ميدان العمل الفعلي..

وصحيح ان أمين عام حزب الله قال ان الذي أسقط الطائرة المسيّرة الأولى التي تحمل آلات تصوير وتوجيه هم شباب المنطقة المدنيون وبالحجارة.. الا انه قرأ التحول الصهيوني جيداً، لأنه رد التحدي بمثله معتبراً الأمر عملية انتحارية منظمة في السماء، وتعامل معها كما لو أنها عملية انتحارية على الأرض سواء كما كانت بفعل اسرائيل، او كما فعلت سابقاً ((داعش)) واخواتها في الضاحية وغيرها.. وهو تعامل مع كل هذه العمليات بما تحتاجه من حزم.

أمين عام حزب الله دعا الصهاينة لأن يقفوا على رجل ونصف أي في موقع المتأهب لاطلاق النار، او في وضع الهارب: رجل على الأرض وأخرى معلقة في سباق الهرب، وحذر الصهاينة في فلسطين المحتلة من انهم سيواجهون حال الحرب ونتائجها التي يحاول نتنياهو فرضها على اللبنانيين، وقال ان الحرب هي في كل لبنان وعلى كل لبنان وليس في شبعا لا في الفعل ولا في رد الفعل.

قدم نصرالله كل ما تحتمله بداية أي حرب، او احتياجاتها في الميدان.. ومع هذا فإنه في خطابه بعد 24 ساعة على العدوان الصهيوني تحدث في السياسة في أعلى درجات المسؤولية حين دعا الدولة اللبنانية كي تتكلم مع اميركا ليطلب فيها ترامب من اسرائيل ان تتضبضب.. انه بيت القصيد.

تذكروا

ان اسرائيل منعت المياه عن بيروت خلال حصارها في صيف 1982، توجه رئيس الحكومة شفيق الوزان نحو الرئيس صائب سلام، عارضاً عليه الأمر، طالباً تدخله فقد كان سلام هو المرجع الأهم في لبنان في ذلك الوقت، تحدث صائب سلام مع الملك فهد بن عبدالعزيز في قضية سماح اسرائيل بفتح أقنية المياه لتعود الى بيروت، هاتف الملك فهد الرئيس الاميركي رونالد ريغان الذي أعطى الضوء الأخضر لاسرائيل بشن عدوان ذلك العام، هاتف ريغان رئيس وزراء العدو الصهيوني مناحيم بيغن.. عادت المياه الى بيروت..

السيد نصرالله أعطى الدولة اللبنانية طرف الخيط.. وهو يقرأ جيداً ان وقف اعلان افلاس لبنان بات في يد اميركا وهو ما نجح في اظهاره رئيس الحكومة سعد الحريري عندما زار اميركا عشية قرارات تصنيف مالية كانت ستعلن ان لبنان دولة مفلسة.. وأين نتائج حرب او عدوان صهيوني على لبنان على غرار عدوان 2006 من نتائج افلاس الدولة وتبعات ذلك على الشعب اللبناني والكيان اللبناني.. كله؟

بعد عدوان اسرائيل على الضاحية الجنوبية، اقترب اصبع الضغط على زناد النار أكثر عند مقاتلي المقاومة ضد اسرائيل لكن رسالة السلام ما زالت أقوى حتى الآن في خطاب السيد نصرالله، الذي خاطب الصهاينة كما خاطب اللبنانيين.. والعالم.. وفي أحد توجيهات نصرالله للبنانيين ان حزب الله بات يملك قرار إنجاح او اسقاط نتنياهو في انتخابات 19- 9- 2019!!

تذكروا

ان الامام الخميني تمنع عن قبول أي وساطة عربية (محاولات الجزائر للوساطة بين ايران واميركا عام 1980) لتسوية قضية دخول الطلاب السائرين على خط الامام بقيادة علي خوئينيها السفارة الاميركية في طهران يوم الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 4/11/1979 واحتجاز كل من فيها من جواسيس ومخبرين ودبلوماسيين لمدة 444 يوماً..

قالوا للامام الخميني ان فشل اميركا دبلوماسياً وسياسياً في اطلاق الرهائن الاميركيين في سفارة بلادهم في العاصمة الايرانية، بعد الفشل العسكري في عملية صحراء طبس حين اصطدمت طائرتان اميركيتان عسكريتان محملتان بالجنود هبطتا في تلك المنطقة تمهيداً لعملية نوعية لاطلاق الرهائن في طهران، سيؤدي ذلك الى اسقاط جيمي كارتر الديموقراطي ذي الميول الدينية ومجيء رونالد ريغان الجمهوري المتطرف سياسياً، وهذا لن يكون في مصلحة ايران، لذا تقترح بعض هذه الوساطات تسليم الرهائن لكارتر قبل الانتخابات الاميركية بين المرشحين للرئاسة كارتر وريغان، حتى يعود الديموقراطي المتدين وليسقط الجمهوري المتعصب..

بماذا رد الامام الخميني؟

أريد ان يسقط الديموقراطي كارتر ليس لأنه أمر بشن عدوان علينا أفشلته العناية الالهية في صحراء طبس وصدم الاميركيون أنفسهم فقط.. بل لأقول للايرانيين ايضاً انكم أنتم الذين تحكمتم بنتائج الانتخابات الرئاسية في بلد الشيطان الأكبر اميركا.. وأنتم الذين قررتم من ذا الذي سيكون رئيس اميركا المقبل.. أليس هذا ما تفعله اميركا في دول العالم الثالث عندما تتدخل لتفرض الشخص الذي تريده رئيساً على هذه الدولة وتلك؟

السيد حسن نصرالله.. وبعد افشال العملية الصهيونية وأهم ما في الافشال هو رفض قواعد الاشتباك الجديدة، التي يريد منها نتنياهو ضم الضاحية الجنوبية لبيروت، وما أدراك ما الضاحية أمنياً وميدانياً وسياسياً واعلامياً وجماهيرياً لحزب المقاومة.. الى أهداف اسرائيل الايرانية في العراق وسورية ولبنان.. يريد السيد نصرالله افشال محاولة نتنياهو ليعود رئيساً لوزراء العدو الصهيوني في انتخابات يوم 19- 9- 2019.

قرار نصرالله هو الافشال حرباً.. وهو ما أقفل باب السلم.. أعيدوا القراءة من جديد.

حسن صبرا

الوسوم