بيروت | Clouds 28.7 c

ما سر تأجيل ساترفيلد زيارته الى لبنان: مصنع الصواريخ الدقيقة الاميركيون يؤكدون وجوده ونصرالله ينفي

ما سر تأجيل ساترفيلد زيارته الى لبنان: مصنع الصواريخ الدقيقة الاميركيون يؤكدون وجوده ونصرالله ينفي

خاص الشراع / 21 حزيران 2019 العدد 1905

 

*صور جوية ومن الأقمار الصناعية تؤكد وجود المصنع في جبل الشمس شرقي بعلبك

*الصور الملتقطة تشير الى تشابه منشآت المصنع مع منشآت معمل سوري للصواريخ

*خبير اميركي رافق ساترفيلد في زيارته الأخيرة وطرح الموضوع كاختصاصي

*الرد اللبناني ركز على ان لا حاجة للحزب لهذا المصنع بسبب امتلاكه الكثير من الصواريخ الدقيقة

*نصرالله هدد ببناء مثل هذا المصنع لكنه نفى بشكل قاطع وجوده

 

خاص – ((الشراع))

 لم يعرف بعد سبب تأجيل الموفد الأميركي المكلف متابعة ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان والكيان الصهيوني دافيد ساترفيلد زيارته الى لبنان, رغم ان الآمال كانت كبيرة بأن تكون هذه الزيارة محطة مفصلية بالنسبة لمهمته ونجاحها، خصوصاً بعد ان كان لبنان قاب قوسين او أدنى من تحقيق مطالبه على الحدود البحرية وبما يتيح له بسط سيطرته على المناطق المختلف عليها للبدء باستخراج النفط والغاز.

وبعد ان كانت الاشارات تنبئ بأن تبدلاً في الموقف الاميركي ومن ثم الموقف الاسرائيلي بهذا الشأن, أثر التخلي الاميركي عن الخطة الاميركية السابقة المعروفة بخطة هوف,  فإن علامات استفهام عديدة طرحت حول سبب تأجيل الزيارة وما اذا كان هذا التأجيل له علاقة بتغييرات في الخطة, أم تتعلق بأسباب أخرى لها صلة بموعد الانتخابات الاسرائيلية الذي حدده بنيامين نتنياهو في شهر ايلول / سبتمبر المقبل مفضلاً البت في المسألة في مرحلة ما بعد الانتخابات المشار اليها. أم ان للمسألة علاقة بملفات أخرى بينها احتدام الصراع الاميركي - الايراني وتأزم الوضع في المنطقة.

واذ يشير مصدر مطلع الى ان التقدم الذي تحقق مع تحرك ساترفيلد بشأن ترسيم الحدود البحرية والتقدم الذي أحرزه لبنان بالنسبة للحصول على المساحة البحرية التي تشكل حجر الأساس في مطلبه, فإن من الواضح ان للتأجيل علاقة بموضوع آخر. علماً ان المصدر نفسه يشير الى أنه ليس هناك من موقف ولو أولي من قبل الاميركيين حول سبب التأجيل لأن القاعدة المعتمدة منهم عادة هي عدم الافصاح عن ذلك إلا في الوقت المناسب.

ولم يوقف هذا الأمر التساؤلات حول ما جرى وحول ما اذا كانت فترة تأجيل موعد زيارة ساترفيلد الى لبنان ستكون قصيرة أم ان انها ستطول, علماً ان الرؤساء في لبنان كانوا بانتظاره من أجل الوقوف على آخر ما استجد معه في المهمة الأساسية التي يتابعها.

إلا ان حدثاً وقع مؤخراً يشير الى قوة الاحتمال القائل بأن تأجيل الزيارة جاء بسببه, وهو الكلام العلني والمباشر والصريح الذي قاله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.

فحوى كلام نصرالله, جاء كرد مباشر على ما كان اثاره ساترفيلد في زيارته الأخيرة للبنان ويتعلق باتهام حزب الله بإنشاء مصنع للصواريخ الدقيقة في منطقة البقاع اللبنانية. وقد نفى أمين عام حزب الله وجود مثل هذا المصنع بشكل قاطع وجازم, وان كان ورد ضمن خطابه تهديد الأميركيين بإنشاء مثل هذا المصنع في حال اقتضت الضرورة ذلك.

وفي معلومات خاصة بـ((الشراع)) فإن ساترفيلد كان أحضر معه خبيراً عسكرياً اميركياً بالصواريخ لم تعرف لا رتبته ولا المنصب الذي يتولاه في الولايات المتحدة ولكن من الواضح أنه مكلف بمتابعة مهمة إزالة مصنع الصواريخ الدقيقة لحزب الله من بلاده وكلف ساترفيلد بأن يتولى من خلاله إثارة الملف مع المسؤولين اللبنانيين.

وبالفعل فقد اصطحب ساترفيلد الخبير المذكور معه وشاركه في لقاءاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري, وخلال هذه اللقاءات فإن ساترفيلد كان يطرح بعد الانتهاء من بحث موضوع الحدود مع الكيان الصهيوني موضوع مصنع الصواريخ المذكور عارضاً لملف من عدة صفحات على من التقاهم ومقدماً له الخبير المرافق له. ليطالب بجرف المصنع وعدم القبول بإنشائه.

الملف المشار اليه الذي اطلع ساترفيلد ومرافقه من التقياهم عليه يشير الى أنه جرى التأكد من ان حزب الله ومن خلال الصور الملتقطة من الجو ومن الاقمار الصناعية يقوم ببناء مصنع للصواريخ الدقيقة ينتج ما هو أهم من صواريخ الفاتح 110 السورية سواء بالنسبة لمداه الذي يصل الى حدود الـ250 كلم ويتميز بدقة اصابته, وتبين الصور الملتقطة منشآت يقول الاميركيون انها للمصنع وهي تشبه او نسخة طبق الأصل عن مصنع صواريخ سوري متوقف عن العمل حالياً بسبب ظروف الأزمة الناشبة في سورية. كما يشير الملف الاميركي الى ان الجرافات ما زالت تعمل في المنطقة وتدعى جبل الشمس شرقي مدينة بعلبك, وان عمليات الجرف تشمل منطقة الجبل ومنحنياته.

وركز ساترفيلد على أهمية العمل من قبل السلطات اللبنانية من أجل وقف العمل بإنشاء المصنع وجرف المنطقة التي يقام فيها بعد إزالة المنشآت التي اقيمت لهذه الغاية. أما بالنسبة للخبير فلم يعرف مستوى اللقاءات الموازية التي عقدها بمفرده لشرح الموضوع كمتخصص ومكلف مباشرة من قبل بلاده وطرحه في لبنان على اعلى المستويات. علماً انه لم يعرف بعد ما اذا كان اعقب نفي نصرالله أي طلب أميركي للبنان بتكليف لجنة لبنانية او دولية من اجل الكشف على المنشآت التي يتحدث الاميركيون عن انها مصنع الصواريخ الدقيقة وبيان كل التفاصيل المتعلقة بالأمر.

ولم يظهر في الزيارة الأخيرة لساترفيلد انه اقتنع بالأجوبة اللبنانية التي سمعها, ومنها ان لدى حزب الله من الصواريخ وفقاً للرواية الاسرائيلية ما يغنيه عن إنشاء مصنع لمثل هذه الصواريخ, كما ان وجود حزب الله العسكري في سورية كما علاقته الخاصة بالدولة السورية أيضاً تغنيه عن إقامة مثل هذا المصنع في لبنان مع ردات الفعل التي يمكن ان يثيرها هذا الموضوع.

وكل الأجوبة جاءت من قبل المسؤولين اللبنانيين لتشكك بما طرحه ساترفيلد, الا انها لم تنفِ بشكل قاطع وجازم كما فعل أمين عام حزب الله الذي يبدو واضحاً أنه عرف بتفاصيل ما طرحه ساترفيلد والخبير المرافق له, وفضل الرد مباشرة عليه وليس عبر المسؤولين اللبنانيين وعلناً وأمام الرأي العام.

 

الوسوم