بيروت | Clouds 28.7 c

صفقة ادلب الروسية – التركية: جبهة النصرة باقية لنصرة بشار – تقرير خاص

صفقة ادلب الروسية – التركية: جبهة النصرة باقية لنصرة بشار – تقرير خاص

مجلة الشراع 17 ايار 2019 العدد 1901

 

*صمت انقرا على الهجوم الروسي موافقة ضمنية تؤكد الصفقة!

*غضب سوري عارم على ((النصرة)).. وصل الى صفوفها الداخلية 

*الجولاني منع وصول ((الفصائل السورية)) للدفاع عن ادلب

 

تقرير خاص:

منذ وقت طويل كفر السوريون كفراً بواحاً بإسلام أبي محمد الجولاني وجماعته. فتجاربهم اليومية المريرة مع سلطته أقنعتهم قناعة راسخة أن جبهة النصرة / هيئة تحرير الشام ما هي إلا ذراع استخباراتي للنظام.

أما التجربة المأساوية الحالية التي يعيشها السوريون في ادلب فجعلت حتى عناصر الهيئة التابعين للجولاني يعلنون بصوت عال أن الجولاني يعمل لحساب النظام.

مئات ألوف الذين تهجروا في الأسابيع الأخيرة ودمرت بيوتهم في ريف حماة الغربي والشمالي, وريف ادلب الجنوبي يلقون بالمسؤولية كاملة على عصابة النصرة التي أقامت في ادلب إمارة حقيقية وتمارس سلطة غاشمة, وسحقت كافة الفصائل السورية المعارضة وطنية واسلامية, وأقامت حكومة خاصة ((حكومة الانقاذ)) لتدير مؤسسات البلد وتجبي أموالاً طائلة, وأنشأت زنازين تمارس فيها التعذيب والسلخ والقتل لكل معارض لها, كما تفعل أجهزة النظام, وتمنع أي نشاط ثقافي أو اجتماعي لا يكون بإشرافها.

أحد المنشقين عنها يقول: دورنا في وقت السلم قمع الناس ومنعهم من أي نشاط ثوري أو وطني. ودورنا في وقت الحرب تسليم الأراضي للنظام بطريقة قد لا تكون مفهومة لعامة الناس, ولكنها أكثر من مفهومة لنا نحن الذين كنا جزءاً من الجبهة!

ويضيف الرجل: الجبهة تملك ترسانة أسلحة تفوق ما لدى بقية الفصائل الوطنية مجتمعة, كماً ونوعاً, وتملك عدداً كبيراً من المقاتلين الأشداء, وتملك أموالاً لا تتوفر لغيرها.

في جولة الحرب الحالية قامت الجبهة بسلسلة تدابير ميدانية هي التي أدت للكارثة الحالية, أهمها:

-استفزاز قوات النظام وتوفير المبررات لاشعال المعركة.

-الانسحاب غير المبرر من مناطق واسعة في ريف حماة وادلب بدون قتال.

-منع وصول الفصائل السورية من الشمال لصد هجوم قوات الاسد وروسيا.

خلال الاسبوع الأول من القتال رفض الجولاني مبادرات من فصائل المعارضة الوطنية للسماح لها بالعودة للمنطقة للدفاع عنها, ورفض تشكيل غرفة عمليات مشتركة بقيادة النصرة, أي تحالف عسكري مؤقت, ثم عادت ووافقت بشروط تعجيزية, ولكن الوقت كان يمر والنظام يتقدم, والسوريون المدنيون يدفعون الثمن موتاً وتهجيراً.           

السوريون الذين دفعوا ثمن هذه الخيانة, وخسروا بيوتهم وقراهم يصرخون بحرقة: يا أولاد الحرام إذا كنتم تريدون تسليم مواقعكم للنظام لماذا لم تبلغونا سلفاً لنخرج؟؟ , ولماذا تشعلون المعارك ثم تنسحبون وتهربون؟؟!

النصرة مثل حليفتها وولية أمرها تركيا, لا ترد ولا تصد, الروس يقولون مرة بعد أخرى: نحن ننسق في حربنا مع تركيا, ومع ذلك تظل أنقرا صامتة صمتاً مطبقاً بلا أي تعليق أو نفي أو تحديد موقف وكأنه لا شيء يستحق التعليق.

يقول سوريون يعيشون في بؤرة الاحداث في ادلب, ليس صحيحا أن روسيا تريد التخلص من النصرة, هي كتركيا تريد إبقاء هذه المسألة ورقة مساومة على الطاولة, بدليل أن الهجمات المدمرة استهدفت المدنيين, ولم تستهدف مواقع النصرة ومخازنها ومراكز قيادتها العسكرية والمدنية في ادلب ومحيطها, وكأنها محمية باتفاق سري لإبقائها إمارة خاصة للجولاني, وكأن ما يجري هو صفقة تركية – روسية لتسليم بعض المناطق على غرار الصفقات المشابهة سابقاً في حلب والغوطة وحوران.

 

الوسوم