بيروت | Clouds 28.7 c

قلنا للبطريرك العاقل عن المسيحيين في عين ابل  / حسن صبرا

قلنا للبطريرك العاقل عن المسيحيين في عين ابل  / حسن صبرا

مجلة الشراع 19 أيار 2019 العدد 1901

 

أول عهدي في التقاطع مع مواقف البطريرك صفير كانت في دعوتي في اجتماع لمجلس نقابة الصحافة اللبنانية الى مناقشة بيان المطارنة الموارنة في ايلول/ سبتمبر 2000 (يمكن قراءته في مقال الزميل سيمون صفير في هذا العدد).

فقد دعوت الزملاء في المجلس الى مواكبة دعوة البيان البطريركي، لأننا دعاة حرية ونحن رموزها، وبقدر ما أثارت دعوتي استهجاناً وتعجباً، فإنها أثارت إعجاباً شديداً من الزميل المظلوم جبران تويني الذي قال لي بعد انتهاء الجلسة وكنا بعيداً عن الزملاء:

-حسن.. موقفك يظهر لي التحول الكبير الذي يحصل عند المسلمين تجاه السوريين (يقصد احتلال آل الاسد للبنان).

وفي مناسبة أخرى التقيت البطريرك صفير في الديمان، وقد قلت له في هذا اللقاء:

سيدنا نحن نمضي بعد ظهر كل أحد تقريباً وقتاً ممتعاً في بلدة عين ابل التي أقصدها مع أصدقاء لي من بيروت قاصدينها من بلدتي حداثا، ونحن نراها شبه فارغة من الشباب، الذي يهجرونها للعمل خارجها وخارج لبنان كله، فلماذا لا تعمد الكنيسة الى انشاء مشاريع ليعمل بها شبان مسيحيون.. فالمسيحيون هم فاكهة لبنان وملحه.. وأنتم تقولون انهم أساس وجوده.

نظر اليّ صفير الذي كنت أطلقت عليه لقب البطريرك العاقل، نظرة تفحص تحمل تساؤلاً في لمعانها عن هذا الرجل المسلم الذي يبدي حرصاً على مسيحييه، أدركت فحوى نظرته، فعاجلته بالقول:

سيدنا أمامك انسان عروبي ناصري لا يفرق بين مسلم ومسيحي ونحن من ثقافة ترفض التفريق بين لبناني ومصري او تونسي وبحريني..

فرد بكلمات أشعرتني بفخر شديد.. يا ابني أنا أعرف انك تحب جمال عبدالناصر.. وهو رجل عمل بكل اخلاص من أجل وطنه.

اللقاء الأخير مع البطريرك صفير جاء بمبادرة من الزميل سيمون صفير الذي اتصل بي يدعوني لزيارة البطريرك العاقل، وكان  ذلك في شهر تموز/ يوليو 2018، وجدتها فرصة لتقديم كتابي ((لعنتا لبنان)) الى نيافته، والتقاط صورة معه.. وقد حضرت شقيقة البطريرك اللقاء، وكنت سعيداً بأنني شاهدته على الرغم من انه بالكاد كان يتكلم وبالكاد كنت أسمع ما يقول.. غير ان ذكرى هذه اللحظة سجلتها في تاريخ عملي الصحفي – الانساني – الوطني.. كعلامة مميزة.

ح.ص

الوسوم