ان الدين عند الله الاسلام.. / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 5 نيسان 2019 العدد 1895

بغض النظر عن أي خلاف سياسي او اجتهاد مخالف للرأي حول المغرب، فإن كلمة عاهله الملك محمد السادس بحضور البابا فرنسيس في المغرب، تستحق ان تتقدم الصفوف في هذه المرحلة وان تكون عنواناً عربياً، لإعادة تقديم الاسلام بصورته الحقيقية كما جاءت به الرسالة المحمدية.

قال الملك محمد السادس: انني بصفتي أمير المؤمنين مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية، وأنا بذلك أمير المؤمنين على اختلاف دياناتهم.

من وجهة نظرنا واجتهادنا فإن الله بقوله ((ان الدين عند الله الاسلام)) يعني ان كل من آمن بالله وما بعث من رسل وما أنزل من كتب ومن آمن باليوم الآخر هو مسلم، وليست مجموعة بشرية محددة على وجه البسيطة، ونقصد بها المسلمين الذين يؤمنون برسالة محمد، وبعضهم يسفه اتباع عيسى او موسى.. كما يسفه مسيحيون المسلمين، وكذلك اليهود، وفي داخل كل مجموعة تحصر الاسلام فيها او المسيحية او اليهودية مجموعات تنشق وتمتشق السيوف والتكفير واللعن والعداوة والبغضاء على من يحمل المعتقد نفسه.

المؤمنون هم كل من آمن بالله واليوم الآخر وما أنزل من كتب وما بعث من رسل.. انهم مسلمون ويهود ومسيحيون وبوذيون وزرادشتيون.. حتى اذا اختلفوا في الدنيا فإن الله يفصل بينهم يوم القيامة.. هذا قول الله وليس بعده قول او اجتهاد او حديث او كلام.. وكل محاولة لاجتزاء كلمة في القرآن الكريم ووضعها خارج سياق الايمان بالله هي خروج على روح النص القرآني لاصطياد الآخر، وتسفيه ايمانه، والوصول الى تكفيره.. أليست هذه هي الثقافة التي انتجت ((داعش)) وأخواتها؟.. أليست هذه الثقافة عند الآخر التي جعلت المجرم النيوزيلندي يرتكب جريمته في مسجدين فيها؟ أليست هي أساس دعوة الصهاينة لاعتبار فلسطين أرضهم من دون غيرهم في فصل تعسفي لدينهم عن أصولها الالهية كما أوردنا أعلاه؟ أليست هي أساس الحروب التي شنها الفرنجة ضد المشرق العربي تحت رايات الصليب؟

ان الدين عند الله الاسلام، وأمير المؤمنين مؤتمن على كل من آمن بالله، أياً يكن الكتاب الذي يتبعه والرسول الذي يحتذي به والوعد الذي ينتظره في الآخرة.. التي تعج بهؤلاء ولا تسمية لأحد منهم فيها، يوم يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه ولكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه..

حسن.ص

محمد السادس أمير المؤمنين