يا حكام لبنان الخراب في سياساتكم
مجلة الشراع 28 تشرين الثاني 2020
منذ سنتين نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي عن رئيس الجمهورية ميشال عون قوله ان البلاد ذاهبة الى الافلاس .
كان هذا بعد سنتين من حكم عون ولم يبق اليوم الا سنة 11 شهراً من هذا العمر...
فماذا فعل الرئيس ؟
البلد مفلس حقاً ، وكل امر في لبنان او في اي بلد في الدنيا يبدأ وينتهي بالسياسة ، والرئيس عون بصفته الدستورية هو المسؤول الاول بالسياسة.. وغير مجد البحث عن مسؤول قبله .. هو الاول وبعده الآخرون.
الافلاس في لبنان عنوانه الهدر والسرقات وكلها عبر المحاصصات بين السياسيين في الوزارات والمؤسسات والادارات والمجالس والصناديق والمصالح ..
سرق السياسيون مباشرة وعبر وزرائهم ووكلائهم ومديريهم في وزارة المالية وفي الطاقة والكهرباء وفي السدود وفي الاشغال والطرقات وفي الاتصالات وفي الداخلية وفي الصحة وفي البيئة وهم لا يترددون في التسابق على سرقة عظمة من فم كلب، فكيف لا يسرقون عبر قرارات سياسية هم يتخذونها لمصالحهم لجماعاتهم ..
وليذهب اللبنانيون الى الجحيم وها قد وصلوه.
الافلاس المالي هو في السياسية ، في المحاصصة في التهام المال العام كفريسة سقطت بين اسنان ذئاب لا يرحمون لا يشبعون.
لذا عبثاً تحميل الافلاس المالي السياسي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة .. الذي ظل ايقونة النظام المصرفي في لبنان والعالم كله قبل ان تتحكم في مفاصل الدولة وقراراتها العقلية نفسها التي دمرت المسيحيين واللبنانيين عموماً منذ ثلاثين سنة واكثر.. انا او لا أحد.
البلد مفلس والعقلية نفسها تريد ان ترمي خطاياها على رياض سلامة.. وهذه المرّة عبر التحقيق الجنائي ! اي ملهاة يلجئون اليها والبلد يغرق؟ وكان اول من تحدث عن الغرق هو رئيس الجمهورية كما كتبنا وهذا ما نقله البطريرك الراعي اما ما قاله مطران الموارنة في بيروت بولس عبد الساتر في وجه الرؤساء الثلاثة فكان الاكثر وضوحاً وصدقية وتعبيرًا عن وجع الناس: أيها الرؤوساء اذا لم تنجحوا فارحلوا.
رجال الدين يعلمون ويحذرون
رجال الثقافة يعلمون ويحذرون
أهل الاعلام ورؤساء الجامعات واختصاصيو الاجتماع والاقتصاد والرأي يعلمون ويحذرون
كل محبي لبنان في العالم يعلمون ويحذرون.
وحدهم السياسييون الحاكمون الذين يخاطبهم الجميع لا يرعوون ويتمادون في دفع البلد الى مزيد من الانهيار.. ثم يهربون الى تحقيق جنائي لا فائدة منه علّهم يصلون الى هدفهم وهو اقالة رياض سلامة:
قوم لأقعد مطرحك .
محبو لبنان دوليون وعرباً يعلمون الهدف الوضيع ويحذرون بالقول انه لا ثقة بعد في مؤسسة في لبنان الا في حاكمية مصرف لبنان ورياض سلامة وقيادة الجيش وبعض الشرفاء.
لكن حكام لبنان الذين اوصلوا البلد الى الغرق والافلاس لا يريدون الاتعاظ وهم مستمرون في غيهم ..
انهم المخربون الذين وقفوا على التلّة ناعقين .
الشراع 28-11-2020